كورنيش عنابة يغرق في الظلام و القاذورات
يعرف كورنيش عنابة، وضعية غير مشجعة على استقطاب الزوار و العائلات للنزهة، حيث وقفت النصر، مساء الجمعة الماضية، على تدهور هذا الفضاء الذي يعد الوجهة الأولى للعنابيين كل نهاية أسبوع، نتيجة لضعف الإنارة العمومية التي تكاد تكون منعدمة بشاطئ شابي، حيث لاحظنا تعطل 12 عمودا للإنارة.
تأثر الكورنيش المعروف بحيويته طوال السنة بمشكل ضعف الإنارة العمومية التي تنقص من أهمية الفضاء و تجعل الزوار يغادرونه سريعا، لعدم شعورهم بالراحة و حجب الرؤية عن شاطئ البحر، حيث شاهدنا حركية أكبر بكورنيش «سانكلو» مقارنة « بشابي»، فيما يبقى جزء من الكورنيش يستقبل زواره في الظلام، إلى غاية تعميم المشروع الوطني الذي أطلقته وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، في ما يتعلق بترشيد الطاقة لدى البلديات، بالاعتماد على مصابيح «لاد» للتقليل من استهلاك فاتورة الكهرباء وفي هذا الشأن، تم اختيار بلديتي عنابة و البوني نموذجا بالولاية.
كما وقفت النصر على تدهور وضعية الطريق الصخري بين الشاطئين المعروف « بالطريق الجديدة»، بسبب جريان مياه الصرف الصحي وسط الطريق بحيث يصب وسط الصخور باتجاه مياه البحر، فيما لم تتدخل المصالح المعنية لإصلاحه، بالإضافة إلى انكسار الطريق و تشقق الصفائح الإسمنتية، ما يعيق حركة المارة، ناهيك عن بقاء أشجار النخيل الميتة مغروسة في منظر مشوه للمكان، حيث تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى فتح تحقيق بشأنها قبل سنوات بعد تفجير فضيحة غرس أشجار النخيل بالكورنيش بمبالغ خيالية، فيما لم تكن عملية زراعتها مجدية، سرعان ما ماتت و هوت بعضها، دون أن تفكر مصالح البلدية أو المؤسسة المكلفة بالمساحات الخضراء، في استبدالها بأشجار جذابة و مقاومة لمناخ البحر الأبيض المتوسط.
و تجدر الإشارة، إلى أن كورنيش عنابة عرف عدة مشاريع تهيئة كلها كانت فاشلة و لم تعط الوجه الحقيقي لجمال المكان، حيث قام الولاة الذين تعاقبوا على الولاية، بإطلاق مشاريع لإعادة تهيئة الأرصفة و الإنارة العمومية و منافذ للوصول إلى الشواطئ، غير أن نوعية الأشغال كانت رديئة و حاليا بلاط الكورنيش و حتى التجهيزات كالكراسي الخشبية أصبحت مهترئة. كما تعد الأنشطة التجارية على مستوى الكورنيش ضعيفة جدا مع سوء الخدمات و المعاملة و كذا النوعية، خاصة الأكشاك التابعة للبلدية المستأجرة من قبل خواص، اثنان منها «بسانكلو» بقيت على نفس الوضعية منذ سنوات، دون القيام بأي تحديثات أو إضافات تجلب الزوار، رغم استفادتهم من مساحة مهمة أمام الأكشاك، إلا أنها حافظت على نفس الهياكل الحديدية وكذا  الطاولات و لم تتطور عكس أكشاك ساحة الثورة التي قام أصحابها مؤخرا بالاستثمار فيها. وفي حديث للنصر مع بعض رواد الكورنيش، يؤكد جلهم على أن الخدمات منعدمة و حتى المطاعم و المقاهي لم تتطور ولا تلبي رغبة العائلات المتلهفة للعثور على مكان مريح و عصري، دون الحديث عن غلاء الأسعار، فسعر الوجبة أو الطبق لا ينزل من 500 دج و يصل إلى 1500 دج و هي أسعار تعتبر مرتفعة مقارنة مع النوعية.
و في إطار الاهتمام الرسمي بهذا الفضاء الهام، كشف والي عنابة توفيق مزهود، مؤخرا في لقاء صحفي حضرته النصر، عن تصور جديد لإعادة الاعتبار له ببرمجة مشروع تهيئة مستقبلا، يراعي الجانب الجماعي للموقع، يليق حسب الوالي بولاية عنابة التي تعد قطبا سياحيا بالجهة الشرقية، مع العلم بأن عنابة أصبحت ضمن ذيل الترتيب بين الولايات الساحلية في استقطاب المصطافين خلال موسم الاصطياف، حيث تراجع عدد المصطافين و قاصدي الشواطئ بقرابة مليون مصطاف مقارنة مع 2017، ما يستوجب إعادة النظر في جميع المجالات المرتبطة بقطاع السياحة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى