400 مليون دولار لإنجاز محطة ضخمة لتـــحليـــة ميــــــاه البحــــر بالطارف
كشف والي الطارف مؤخرا، عن انتهاء الدراسات التقنية الخاصة بمشروع إنجاز محطة لتحلية مياه البحر ، موازاة و الانتهاء من إجراءات تحويل الأرضية على أن تنطلق الأشغال خلال الثلاثي الأول من العام المقبل.
مشيرا في سياق متصل، إلى ضرورة إعطاء الأهمية للدراسات في إنجاز مثل هذه المشاريع الهامة، تفاديا لأي مشاكل في المستقبل، مشددا على أن هناك مقاييس علمية وجب احترامها و التقيد بها، فيما تقرر اللجوء إلى المناقصة الدولية لاختيار الشركة المؤهلة التي سيوكل لها المشروع، الذي سيوفر مناصب شغل للعاطلين.
و كشفت مصادر مسؤولة، عن قرار تحويل  موقع إقامة محطة تحلية مياه البحر من بلدية الشط إلى كدية الدراوش ببلدية بالريحان بجوار محطة توليد الكهرباء ،بعد أن أفضت نتائج الدراسات التقنية إلى عدم ملاءمة الأرضية الأولى التي وقع عليها الاختيار في الوهلة الأولى، لكون مياه البحر لذات الموقع غير صالحة ، ما دفع السلطات لتغيير المكان تجنبا لتبديد المال العام من جراء إتلاف التجهيزات والمعدات الهيدروميكانية التي تتطلبها مثل هذه المشاريع الإستراتجية الضخمة في عملية تحليه مياه البحر. في الوقت الذي أبدى فيه الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للطاقة، مؤخرا، خلال معاينته أرضية المشروع، ارتياحه للأرضية الجديدة  التي خصصتها السلطات المحلية لإنجاز محطة تحليه مياه البحر و المتواجدة في موقع ساحلي غابي إستراتيجي و هو ما سيمكن من  الانطلاق في الأشغال في أقرب وقت لأهمية المشروع ذو البعد الجهوي في حاجيات الساكنة من مياه الشرب والقضاء على العجز المسجل في توزيع هذه المادة الحيوية بعدد من ولايات الشرق.
و أوضح مصدر مسؤول بمديرية الموارد المائية، بأنه تقرر العدول عن الموقع الأول الذي اختير للمشروع تفاديا للخطر الذي قد تتعرض له المحطة أثناء القيام بعملية الاستغلال، لكون التجهيزات عبارة عن منشآت بحرية و ميكانيكية و كهربائية معقدة، في حين أثبتت الدراسات البحرية، بأن مياه البحر للموقع المذكور غير صالحة للمعالجة، ما دفع القائمين إلى تحويل المشروع نحو موقع آخر ببلدية بالريحان بجوار محطة الكهرباء بكدية الدراوش، ما سيقلص في تكاليف تزويد محطة المعالجة بالكهرباء.
و  تقدر طاقة استيعاب المحطة الجهوية لتحلية مياه البحر بالطارف، بـ 300 ألف متر مكعب  و تتربع على مساحة 8 هكتارات، ستنطلق أشغالها بصفة فعلية بداية الثلاثي الأول من العام المقبل بمدة إنجاز تتراوح بين 24 شهرا و 30شهرا و هو المشروع الذي رصد له  ما يفوق 400مليون دولار و من شأنه تحسين وضعية تزويد الساكنة عبر 5 ولايات شرقية بالكميات المطلوبة نوعا وكما  و يتعلق الأمر بكل من عنابة ، قالمة ، سكيكدة ،سوق أهراس، إضافة إلى الطارف ، على أن توجه مياه المصادر الأخرى لدعم  حاجيات المزارعين في مجال السقي الفلاحي وتوسيع المساحة المسقية.
يشار إلى أن موافقة الحكومة على مشروع إنجاز محطة جهوية لتحلية مياه البحر بولاية الطارف و هي المحطة التي تعد من أهم و أكبر المحطات في الجزائر، بعد أزمة المياه التي عاشها سكان ولايتي الطارف و عنابة  وبعض من الولايات الشرقية الصائفة الفارطة ، ما دفع بالجهات المركزية إلى إدراج المشروع ضمن الأولويات المستعجلة، بعد أن ظل مجمدا في الأدراج منذ 2007 لأسباب مختلفة، قبل أن يعاد بعث ملف المشروع مؤخرا، بعد تزايد احتياجات الساكنة للمياه.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى