وزيـــــرة البيئـــة تأمر بإعــــــادة بعث مشـــــروع الحــديقة النباتيـــة بعنابة
أمرت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أمس بعنابة، بإعادة إحياء مشروع الحديقة النباتية الواقعة بمدخل المدينة في طريق سيدي إبراهيم، بعد استرجاع مصالح الولاية للوعاء العقاري من مستثمرين عجزوا عن انجاز مشاريعهم بسبب الطبيعة الفيضية للمنطقة و المصنفة كمحمية طبيعية.
 دعت الوزيرة لدى استماعها لعرض حول المشروع، في إطار الزيارة التي قادتها إلى عنابة ضمن قافلة المدينة الخضراء، إلى استغلال مساحة الحديقة المقدرة بـ 10 هكتارات، في خلق فضاءات طبيعية و نباتية متنوعة، منها ورشات نباتية للأطفال، جناح خاص بالحيوانات و مشتلة للأشجار و النباتات و كذا النزهة و الترفيه.  
و أعطت الوزيرة تعليمات بالمناسبة لمديرية البيئة، للتنسيق مع مصالح بلدية عنابة صاحبة المشروع، بعد حصولها على موافقة وترخيص من والي الولاية توفيق مزهود لاستغلال المحمية الطبيعية، للانطلاق في المشروع اعتمادا على الدراسة التي قدمتها الجمعية الوطنية لحماية البيئة و المحيط، لتجسيد المشروع و جعله حديقة نباتية و مائية.
و كان والي عنابة، قد قام بإلغاء جميع المشاريع التي كانت مبرمجة في إطار عقود الامتياز بالموقع، الذي يُعد محمية طبيعية، كما أنها غير صالحة للبناء، حيث قدم مستثمرون في فترة سابقة مشاريع لانجاز مستودعات و مساحات تجارية ذات طابق أرضي على مستوى المحمية، غير أن الوالي رفض ذلك و أعطى تعليمات صارمة لمنع أي تعدي على المحمية الطبيعية.
و قد أعلن، مؤخرا، عن إطلاق مشروع لتهيئة مدخل عنابة من جهة سيدي عاشور بما فيها المحمية الطبيعية، كاشفا عن تحويل سوق العصافير التي تنظم أيام نهاية الأسبوع، فوق سطح موقف السيارات سطمبولي بوسط المدينة، إلى المحمية الطبيعية بتخصيص مكان لهذا الغرض، كون الموقع يتلاءم مع هذا النشاط و يعطي نظرة طبيعية و إيجابية، عكس الظروف غير الملائمة التي تنظم فيها السوق وسط الأوحال و القمامة و تسرب المياه و كذا إحداث ازدحام و عرقلة حركة المرور بمفترق الطرق «سينما إفريقيا».  
و تعرضت المحمية الطبيعية بمدخل مدينة عنابة، إلى تعدي مما جعل السكان القاطنين بمحيطها يقدمون شكاوى، بسبب قيام أصحاب ترقيات عقارية و مقاولات برمي و تكديس أطنان من الأتربة المستخرجة من أعمال الحفر الجارية بالقرب من حدود المحمية، بغرض انجاز مشاريع سكنية، مما أدى إلى ردم مياه و نباتات المحمية، التي تعد مقصدا للطيور المهاجرة النادرة .
و كانت مديرية البيئة، قد أعدت تقريرا مفصلا بعد إجراء تحقيق ميداني حول الوضعية و مراسلة المصالح المعنية لوقف الخُرقات و التعدي على المحمية الطبيعية المصنفة عالميا ضمن المناطق الرطبة، على غرار بحيرة فزارة ببلدية برحال، باعتبارها الفضاء الوحيد و المتنفس الطبيعي المتبقي بالجهة الغربية لسكان المنطقة.
و استنادا لمصادرنا، فقد تم تقديم مشروع لانجاز  الحديقة النباتية» بالمحمية الطبيعية المذكورة، على مساحة 50 هكتارا و مع الانتهاء الذي تعرضت له، تقلصت المساحة إلى 10 هكتارات، بعد وقف أطماع المستثمرين الراغبين في تجسيد مشاريع خدماتية و سكنية بموقع المحمية، لتركها فضاء أخضر كمتنفس للعائلات و المواطنين، لتعزيز فضاء النزهة و الترفيه بالولاية.
و خلال الزيارة، أكدت الوزيرة التي كانت مرفقة بوفد من الإعلاميين و الفنانين، على أن حملة قافلة المدينة الخضراء، تهدف إلى إيصال رسالة في اتجاه تحسين الإطار المعيشي للمواطن و تبني الفضاء الخارجي قائلة « مازلنا لا نرى العالم إلا في بيوتنا، كأن ما هو موجود خارج بيوتنا لا يعنينا».
و أضافت، يجب الانخراط في حماية و تهيئة محيطنا و تحفيز الأطفال على ذلك، لأن تكون لنا حياة أحسن و أفضل و ذلك بالدور الكبير الذي يلعبه المواطن».
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى