- موطاس - حي بمواصفات قرية في قلب جيجل
يعيش قاطنو حي «موطاس» بمدينة جيجل على بعد أقل من خمسة كيلومترات عن مقر عاصمة الولاية، ظروفا جد قاسية، جراء غياب مظاهر العيش الكريم، بأحد أقدم الأحياء الشعبية بالجهة الجنوبية للمدينة، فيما ستسعى السلطات إلى تجسيد برنامج عاجل للتنمية بالمنطقة.
و أوضح قاطنو الحي السكني للنصر، بأن التجمع السكاني يضم ما يقارب ألفي نسمة و قد شهد عبر مراحل عملية التوسع من ناحية عدد المنازل، إلا أن مظاهر التنمية بالحي غير موجودة، مذكرين بأن الطرقات بالحي ترابية و لم تستفد من عمليات التهيئة إطلاقا.
و في ما يتعلق بتحسين شبكة الطرقات، فالمار بالمنطقة يشاهد الحالة المتدهورة للحي السكني و كذا سوء وضعية الطرقات الترابية و قد عبر المتحدثون عن أسفهم الشديد من تأخر تدخل السلطات المحلية و تهيئة الطرقات، التي جعلت أبناءهم و نساءهم يعانون طوال السنة، حيث يتحول الطريق لبرك مائية و طينية ، ما جعلهم يستعملون الحذاء البلاستيكي» البوط» للتنقل إلى المدارس أو العمل.
و قال المتحدثون، بأن عدم تهيئة الطريق، جعل المنطقة تتحول إلى وديان مع تساقط الأمطار بغزارة و التي يبدأ امتدادها من الأحياء المجاورة و المهيأة، مشيرين إلى أن الحي لا تتواجد به الأرصفة مثل باقي الأحياء المجاورة، مضيفين بأنه تم إسناد المشروع إلى مقاول، سابقا، و لم يتمكن من إتمام المشروع و احترام المقاييس المطلوبة.
مضيفين بأن الوضعية الكارثية للطرقات، تسببت في عرقلة دخول شاحنات رمي القمامة إلى التجمع السكني، الأمر الذي جعل القاطنين يدخلون في صراعات يومية مع سكان الأحياء المجاورة، بعد منعهم من وضع القمامة في حاويات، ما جعل بعضهم يلجؤون إلى رميها في الوديان المجاورة.
و طرح المشتكون مشكل غياب مظاهر التهيئة تماما بالحي، حيث غابت قنوات الصرف الصحي عن التجمع السكني، ما جعلهم يستعملون   حفرا  صحية لصب المياه القذرة، مضيفين بأنهم قاموا بالتضامن فيما بينهم، من خلال شراء قنوات الصرف الصحي للعديد من المنازل و تمريرها إلى الوديان المجاورة كحل مؤقت من قبلهم.
مؤكدين على أن الوضعية الكارثية تستمر طوال السنة، حيث سبق لأطفال و أن سقطوا في حفر صحية لم تتم تغطيتها، كما أن المكان يعرف في فصل الصيف، انتشارا للروائح الكريهة و الحشرات الضارة، ما يتسبب في  إصابة  الأطفال بالحساسية، مشيرين إلى أنه في إحدى السنوات، وصلت الوضعية إلى إصابة ما يفوق عن 15 طفلا بالحساسية و احمرارا في الجلد.
و أضاف المتحدثون، بأن المشكل العويص هو قيام السلطات بتمرير قنوات الصرف الصحي لأحد الأحياء المجاورة  إلى مجرى شعبة بالمنطقة،  و هو السلوك الذي رفضه القاطنون جملة و تفصيلا.
و قد زارت النصر الحي و وقفت على جل المشاكل المطروحة، أين يلاحظ المار بالحي، غياب مظاهر التنمية بالتجمع السكني، إذ  توجد جل طرقاته في وضعية ترابية متدهورة، رافقها غياب الأرصفة، كما يشهد كثرة الحفر الصحية لصرف المياه القذرة بجوار المنازل.
و قال ممثلو الحي، بأن السلطات المحلية و منذ سنوات، تحججت بأن السبب وراء عدم إتمام مشاريع التهيئة، راجع إلى وجود نزاع في القطع الأرضية، الأمر الذي نفاه المتحدثون، مؤكدين على أن النزاعات تتعلق بملكية الأراضي و لن يتم تقديم أي اعتراضات لشق الطرقات و تعبيدها و كذا تمرير قنوات الصرف الصحي و طالبوا من السلطات الولائية، التدخل العاجل لنفض الغبار عن الحي السكني.
و قد حاولت النصر الاتصال بالسلطات المحلية لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء تأخر عملية التنمية، فيما تعذر علينا الاتصال بالمسؤولين المباشرين، إلا أن مسؤولا أوضح بأن الأسباب الحقيقة التي منعت إكمال مشاريع التنمية، ترجع إلى وجود نزاعات بين ملاك الأراضي في السنوات الماضية، مضيفا بأن المنطقة ستعرف تجسيد مشاريع تنموية خلال هاته السنة، تتمثل في تهيئة و تعبيد الطرقات.            كـ . طويل

الرجوع إلى الأعلى