علم، أمس، من مصادر موثوقة، أن عناصر الشرطة التابعة لأمن دائرة عين البيضاء بأم البواقي، باشرت خلال الأيام القليلة المنقضية، تحقيقات مكثفة مع إطارات بمؤسسات و إدارات مختلفة، عقب الاشتباه في حصول تجاوزات في إشهار القطع الأرضية وتمليكها، ما انجر عنه عمليات نهب منظمة للعقار داخل الوسط الحضري وفي تخوم المدينة.
مصادرنا بينت بأن التحقيقات الأمنية، انطلقت عقب تعليمة لنيابة المحكمة الابتدائية بعين البيضاء، أين أعطيت تعليمات لعناصر الشرطة بمقر الأمن الحضري الثاني، بفتح تحقيق معمق عقب الاشتباه في حصول خروقات في تنصيب جيوب عقارية في مناطق مختلفة بالمدينة، مع الأمر بالاستناد في التحقيق على شكوى أحد تجار المدينة الذي وجد نفسه ضحية لإحدى أكبر عمليات النصب، التي كشفت عن عمليات نهب للعقار.
و تكشف مصادرنا التي أوردت الخبر، عن كون صاحب الشكوى أشار في رسالته لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية، إلى أنه اشترى قطعتي أرض على أساس أنهما تتواجدان على طريق الوزن الثقيل في شطره المؤدي لمدينة مسكيانة، وفي وقت أكد له صاحب العقار الذي باع قطعا أرضية أخرى إلى جانب القطعتين على الشيوع، على أن العقارين يطلان على واد سماليل ويجاوران طريق الوزن الثقيل، تفاجأ محرك الشكوى بأن العقارين اللذين اشتراهما ليسا في الموقع الأول وتم نقله لموقع ثان يجاور الغابة بالجبل المحاذي لطريق الوزن الثقيل.
مصادرنا أضافت، بأن المساحة الإجمالية للقطعة الأرضية التي بيعت في غير موقعها، تقدر بنحو 4.5 هكتار والقيمة المالية التي بيعت بها تتجاوز 6 ملايير سنتيم والمحافظة العقارية باشرت عملية إشهار العقود، دون التأكد من الموقع الأصلي للقطعة الأرضية المشهرة.
و ذهبت مصادرنا لأبعد من ذلك، حين تأكيدها على أن صاحب الشكوى كشف للمحققين عن كون أحد الذين اشتروا عقارات بالمنطقة التي حصلت بها الخروقات، حرك دعوى قضائية أمام الجهات المختصة وهي التي نطقت بتمليكه للعقار بالرغم من أن العقار الذي بيع له ليس في المكان الذي أشهر عليه العقد الإداري.
المعطيات التي بحوزتنا، تشير إلى أن المصالح الأمنية، باشرت تحقيقات في قضية تتعلق بإساءة استغلال الوظيفة واستغلال النفوذ والاستفادة من امتيازات غير مستحقة والتعدي على الملكية العقارية والنصب والاحتيال وشرعت في الاستماع لإيفادات عديد الأطراف في الملف، انطلاقا من صاحب الشكوى التاجر المسمى (ز.ج) صاحب مستودع لبيع قطع الغيار في المدينة وكل من (ف.ر) و(م.ع) اللذين بيعت لهما قطع أرضية ليتضح بأنها ليست في موقعها الذي بيعت فيه.
و توسعت التحقيقات لتشمل المحافظ العقاري السابق المدعو (ع.ط) والمحافظ العقاري الحالي بمحافظة عين البيضاء العقارية المسمى (ح. ح)، إضافة إلى الاستماع لأحد الموثقين الخواص وكذا لخبير عقاري بالمدينة، على أن تتوسع التحقيقات لتشمل أطرافا أخرى، قبل إحالة ملف القضية على التحقيقات القضائية لاتخاذ الإجراءات الردعية في حق المخالفين.
وذكرت مصادرنا، أن الطريقة التي بيعت بها القطع الأرضية بمخرج مدينة عين البيضاء، يشتبه حصولها في عمليات بيع أخرى لعقارات وتحاصيص أرضية داخل الوسط الحضري للمدينة، أين تعرض قطع أرضية للبيع في مواقع أكثر طلبا واستهدافا للزبائن، في حين يكون تواجدها الأصلي في زوايا بعيدة عن الموقع المعروض للبيع.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى