قررت اللجنة الأمنية لولاية الطارف ، في إجتماعها  نهاية الأسبوع الفارط ، تحويل أكثر من 250 قارب  نزهة  راسية بشاطئ المسيدة  ،  إلى الميناء القديم للقالة تحسبا للموسم الصيفي ، مع  تكليف المصالح المختصة  بعملية  إحصاء لهذه القوارب للتأكد من وضعيتها القانونية ، على أن يتم اللجوء لاستعمال القوة العمومية في حال عدم الاستجابة  للقرار.
ويأتي تحرك السلطات الأمنية  بعد شكاوي ونداءات رفعها سياح و مواطنون ، ناشدوا السلطات العمومية التدخل لتطهير شاطئ المسيدة المتواجد 7 كلم   شرق مدينة القالة،  من قوارب النزهة  التي غزته  والتي يبقى عدد منها غير مسجل  و مجهول  الهوية  ، كما أنها شوهت الوجه الخلاب للشاطئ الذي يعد من أجمل الشواطئ وطنيا .
وذكر مواطنون في اتصال مع «النصر  أنه في الوقت الذي تعكف فيه الولايات الساحلية  جاهدة على الإعتناء بنظافة شواطئها تحسبا للموسم الصيفي ، تفاجئوا بتماطل الجهات المعنية  في   تطبيق القوانين على المخالفين  لإزالة القوارب، رغم تحول  المسيدة إلى شاطئ للجنوح ،حيث توجد به  حاليا أزيد من 250 قاربا من مختلف الأحجام ، ينشط معظمها في مجال نهب المرجان  تحت غطاء الخروج للنزهة ، مشيرين أنهم صدموا للمنظر  «الكارثي» الحالي للشاطئ  والفوضى التي يغرق فيها.
 و تبقى  أعداد قوارب النزهة القادمة من القالة والبلديات المجاورة للرسو بالشاطئ في تزايد من يوم لآخر ، ما أدى إلى حرمان الزوار  والمواطنين من دخوله  للاستمتاع بمناظره  ،ناهيك عن الأخطار التي تحدق بالأشخاص والأطفال أمام انتشار الآليات و بقايا أشغال الصيانة والآلات الحديدية وغيرها ،  ناهيك عن خطر تلوث الشاطئ جراء تراكم الأوساخ و النفايات ،  خاصة مع قيام أصحاب القوارب بعمليات صيانة لقواربهم باستعمال مواد كميائية خطيرة مضرة بالبيئة ،  حيث  يتم  طرح  مياه  ملوثة  ممزوجة بمواد سامة وبنزين نحو الشاطئ .
و أوضحت مديرية السياحة أن قرار تحويل قوارب النزهة من ميناء القالة إلى شاطئ المسيدة  كان قد اتخذه رئيس بلدية أم الطبول ، بعد شكاوي تلقاها من أصحاب هذه القوارب بحجة تعرضهم للسرقة بميناء القالة ، مضيفة أن إجراءات اتخذت من أجل تطهير المكان المذكور  وتحويل كل القوارب نحو ميناء القالة القديم والجديد قبل حلول الموسم الصيفي بالتنسيق مع الهيئات المختصة .
 من جهته قال رئيس بلدية أم الطبول أن قرار رسوا قوارب النزهة كان نزولا عند طلب تقدم به بحارة البلدية  للوالي السابق في إحدى زيارته  للمنطقة ،  على أساس أن يكون الرسو لعدد قليل من القوارب التي تم إحصاء ترقيمها ، قبل أن يتزايد عددها  ويلجأ أصحابها إلى احتلال الشاطئ بأكمله للرسو  ، وهذا أمام عدم التزام  أصحاب القوارب لتعهداتهم باحترام المكان المخصص لهم بوادي المسيدة ،في حين تقرر عقد لقاء عن قريب بحضور ممثلي أصحاب القوارب وحرس السواحل من أجل حل  هذه المشكلة، قبل حلول  الموسم الصيفي ، فيما قالت مديرية الصيد البحري أنه سيشرع في إحصاء كل القوارب  على أن يشرع في إزالتها من الشاطئ في أٌقرب وقت طبقا للتعليمات.
فيما أفاد  أصحاب قوارب النزهة ببلدية أم الطبول أن عزوفهم عن ميناء القالة   مرده  الخوف من التعرض  للسرقة،  أمام نقص الأمن بالميناء  القديم للصيد ،  وتسجيل عمليات سرقة  للمحركات ووسائل الصيد الأخرى ، ما دفعهم إلى تكليف حراس لحماية أرزاقهم من العصابات ، قبل أن يستقر قرارهم على نقل قواربهم للشاطئ المذكور تجنبا للخسائر.
  وكشفت مصادر مسؤولة أن الوالي خلال زيارته الميدانية  كان قد أعطى أمرا بتطهير شاطئ المسيدة ،  وهو القرار الذي بلغ مباشرة للمير والجهات الأمنية المختصة ، دون أن يلقى طريقه للتطبيق في الميدان ، ما يطرح عدة إستفهامات عن خلفية هذا الصمت  المريب، والجريمة التي ترتكب في حق  أماكن بهذا السحر.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى