تراجع الطوابير يريح منتجي الطماطم الصناعية بقالمة
على خلاف المواسم الماضية، تراجعت طوابير الطماطم الصناعية بشكل لافت هذه السنة أمام مصانع التحويل بقالمة و اختفت تلك المشاهد التي ظلت راسخة في أذهان السكان و المنتجين، عندما كانت شاحنات و جرارات نقل الطماطم تغلق الطرقات الرئيسية و تشكل قرية حمراء على ضفاف سيبوس الكبير.  
و أصبح في غضون ساعات قليلة، بإمكان سائق الشاحنة و الجرار أن يفرغ شحنة الطماطم بوحدة التحويل التي يختارها، كما قال أحد الناقلين للنصر، صباح أمس الاثنين، على الطريق المؤدي إلى مصانع التحول بالفجوج.  
 “ لم نعد ننتظر طويلا كما كان الوضع خلال السنوات الماضية، الحمد لله الوضع جيد، هذا مفيد للفلاح و الناقل على حد سواء، لولا الخلل الذي أصاب المصنع أمس لما وجدت كل هذه الشاحنات هنا، نتمنى أن يستمر الوضع هكذا حتى نهاية عملية جني الحقول في غضون أيام قليلة”.  
و قال مهتمون بقطاع الزراعة في الولاية، بأن سبب تراجع الضغط على وحدات التحويل، ربما يعود إلى الإجراءات التي اتخذتها هذه المصانع لاستقبال الإنتاج في ظروف ملائمة، كما أن تراجع مساحة الطماطم الصناعية هذا الموسم، يعد من أسباب تراجع الطوابير الطويلة التي ظلت تتشكل و تتمدد على الطرقات الرئيسية محدثة أزمة سير خانقة و فوضى على بوابات المصانع.   
و قد تراجعت المساحة المخصصة لزراعة الطماطم الصناعية بقالمة هذا الموسم، بسبب مخاوف من أزمة الجفاف و توقف عمليات السقي بمحيط قالمة بوشقوف، موطن الزراعات المسقية بقالمة.
و مازالت أزمة سنتي 2018 و 2017 عالقة بأذهان منتجي الطماطم الصناعية بقالمة، عندما تراجع منسوب سد بوحمدان الكبير و ضرب الجفاف محيط السقي الشهير و خرج المزارعون إلى الشوارع في احتجاجات لم تتوقف للمطالب بمياه السقي لإنقاذ حقول الطماطم الصناعية، لكن المشرفين على شؤون الولاية، لم يجدوا حلا لمواجهة الوضع المتأزم و استنجدوا بسدود الولايات المجاورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحقول الواسعة التي أحرقتها الحرارة القوية و أوشك المنتجون على الإفلاس.  و تعمل قطاعات الزراعة و المياه بقالمة، على توجيه المزارعين إلى أنظمة السقي المقتصدة للمياه لمواجهة آثار الجفاف الذي تعاني منه قالمة في السنوات الأخيرة، لكن المنتجين يقولون بأن هذا النظام مكلف للغاية، و ليس عمليا بالكثير من الحقول المنتجة للطماطم الصناعية، مفضلين تقنية الرش ذات التكاليف المنخفضة، لكنها مستهلكة لكميات كبيرة من المياه.
و تعد ولاية قالمة، قطبا وطنيا في مجال الطماطم الصناعية و تطورت بها أساليب الإنتاج و وصل مردود الهكتار الواحد إلى نحو 1000 قنطار و هذا بدعم تقني من مهندسي الزراعة و مجمع بن عمر للصناعات الغذائية، الذي لعب دورا رائدا في بعث زراعة الطماطم الصناعية بشرق البلاد.                  فريد.غ    

الرجوع إلى الأعلى