تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت، أمس، على مدينة سكيكدة، في شل الحركة عبر شوارع و أحياء المدينة التي تحولت إلى ما يشبه المدينة العائمة جراء السيول و ارتفاع منسوب المياه إلى أزيد من 50 سم، كما ألحقت أضرارا بالمحلات التجارية و المنازل لاسيما بحي الإخوة عياشي بمدخل المدينة و مرج الذيب، فيما تسربت كميات من المياه إلى المؤسسة العقابية بحمادي كرومة، و قطعت الاضطرابات الكهرباء عن سكان المدينة و ما جاورها، فيما أعلنت الحماية المدنية تدخلها عبر 11 نقطة.
و كان حي الإخوة ساكر أكثر الأحياء تضررا، أين تسببت الفيضانات في غلق الشارع من جميع المنافذ و وصل منسوب المياه إلى أزيد من 40 سم، حيث تعذر على السكان الخروج من المنازل، ما فرض حظرا للتجوال حسب ما وقفنا عليه في بعض أرجاء المدينة، كما تسببت في شل حركة المواصلات، ما اضطر أصحاب الحافلات العاملين على خطوط الحروش و بلديات الجهة الغربية للولاية، التوقف بمدخل حي الإخوة ساكر.
و في نفس الحي، لجأت الحماية المدنية لاستعمال الزوارق المطاطية لنقل المرضى و المواطنين، في صور أعادت للأذهان الفيضانات التي شهدتها المدينة سنة 1984.
أما بحي مرج الذيب، فكان الدخول إليه غير ممكن، بسبب ارتفاع منسوب المياه الناجم عن انسداد البالوعات، حيث لاحظنا في عين المكان عمال ديوان التطهير منهمكين في جهر البالوعات لتصريف المياه، و هي العملية التي صاحبتها صعوبات كبيرة خاصة في ما يتعلق بالعثور على أماكن البالوعات بالنظر لارتفاع منسوب مياه الأمطار.
كما تسربت مياه الفيضانات إلى متوسطة صالح سعدي و ثانوية لوصيف رشيد، كما غمرت السيول ساحة مدرسة مفدي زكرياء و بعض الملاعب الجوارية بمرج الذيب.
و بحي 20 أوت، لاحظنا نفس الوضعية التي شهدها حي مرج الذيب، حيث لاحظنا تدخل مصالح الحماية المدنية، لنقل مرضى على الأكتاف بالنظر لارتفاع المياه، فيما كانت الحركة به مشلولة تماما بسبب السيول الجارية.
الفيضانات سجلت كذلك بحي 500 و 700 مسكن و كذا القطب الإداري و لو بأقل حدة من الأحياء المذكورة سابقا.
و قد أثارت الكارثة الفيضية احتجاج سكان بعض الأحياء، كالحي المحاذي لمقر مجلس القضاء و محطة المسافرين البرية، كما أبدى سكان الحي القصديري «حسين لوزاط» في اتصالهم بالنصر، تخوفاتهم من مخاطر الفيضانات و ما قد تلحقه بهم من أضرار، مطالبين السلطات الولائية التعجيل بترحيلهم.
كما توقفت الحركة عبر طريق الواجهة البحرية المؤدي إلى سطورة، بسبب ارتفاع منسوب مياه الأمطار و الأمواج العاتية التي زاد علوها عن 10 أمتار، فيما سجلنا حدوث انجراف للتربة بالطريق المؤدي إلى بلدية فلفلة مرورا بشواطئ العربي بن مهيدي.
كما شهدت منطقة حمروش حمدوي التابعة لبلدية حمادي كرومة، فيضانات عارمة، لاسيما عبر الطريق الوطني رقم 44 الذي يربط سكيكدة بقسنطينة و الذي شلت به الحركة تماما، حيث ظلت عشرات المركبات عالقة عبر هذا الشطر، فيما سجلنا انهيار جدار الملعب البلدي.
و قد أعلنت الحماية المدنية، عن تدخلها عبر 11 نقطة سخرت خلالها أزيد من 6 شاحنات و زورقا مطاطيا و أزيد من 44 عونا، فيما أعلنت الولاية عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع عن كثب.
و أثارت الفيضانات استياء و غضبا كبيرا وسط سكان الأحياء المتضررة و طالبوا بمحاسبة المسؤولين المتعاقبين على تسيير الشأن المحلي، متسائلين عن جدوى صرف أموال باهظة لانجاز مشاريع حماية المدينة من الفيضانات.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى