مشكـل العقـار يعيـق التكفـل بسكـان شـاليهـات «الأميـونت»   
تعيش 40 عائلة ببلدية إيراقن سويسي مركز، في أعالي جيجل، ظروفا معيشية مزرية، داخل شاليهات مهددة بالسقوط و مشيدة بمادة الأميونت المحظورة و المسببة للسرطان، ما جعل القاطنين يطالبون من السلطات الولائية، بالإسراع في إيجاد حل لهم و ترحيلهم، فيما وجدت السلطات المحلية صعوبة في فك المشكل المطروح، لعدم تخصيص برنامج سكني اجتماعي منذ سنوات، زيادة على مشكل نقص الأوعية العقارية، بسبب الطبيعة القانونية لجل الأراضي الغابية.
و قد أشار سكان في حديثهم للنصر، إلى أن الشاليهات موزعة عبر ثلاث نقاط رئيسية، هي حي رويبح حسين، حي بورزام، حي غول، تتواجد في وضعية كارثية لدرجة كبيرة و من الصعب الإقامة و السكن فيها، في حالة وصلت إلى حد لا يطاق، بسبب ظروفهم المادية الصعبة و صعوبة إعادة تشييدها من جديد.
موضحين بأن الشاليهات أنجزت في الفترة الاستعمارية و بعد الاستقلال قطنها آباؤهم و توارثوا معها جدرانها المشيدة بمادة الأميونت المسببة للسرطان و المحظورة عالميا و قد استمرت معاناتهم لمدة فاقت 58 سنة، تلاشت عبرها جدران الشاليهات و الأسقف و منهم من أصابه المرض، خصوصا و أن المنطقة جبلية و تعرف بطقسها البارد شتاء و حرارة الجو صيفا.
و ذكر متحدثون، بأن أكبر هاجس يؤرقهم ، يتمثل في المادة المسرطنة التي أنجزت بها الجدران،  التي اكتشفوها كما يقولون منذ ما يقارب 11 سنة و قد زادت خطورتها  حسبهم،  بعد أن أجرت عائلات تعديلات على الجدران، ما تسبب في تطاير المادة التي يزداد تأثيرها على صحة المواطن أكثر، كما أن تآكل الجدران و بداية تساقطها، تسبب في تطاير و ظهور المادة للعيان، حيث وصفها جل المتحدثين بشاليهات الموت، كونها لا تصلح للعيش و أضحوا مضطرين للبقاء تحت أسقفها، لعدة أسباب، أبرزها ظروفهم المادية الصعبة التي تمنعهم من تشييد مساكن، أو كراء منازل، أو الرحيل من المنطقة.
مضيفين بأن بلدية إيراقن جبلية و معظم المناطق التابعة لها عبارة عن مشاتي و قرى، إذ من الصعب التوجه للسكن فيها، بسبب ضعف شبكة المواصلات و انعدام مرافق الحياة.
و قال من تحدثوا إلينا ، بأنهم وجدوا صعوبة كبيرة في الحصول على الدعم في إطار البناء الريفي، بسبب الطبيعة القانونية للأراضي التي تعتبر ملكا لقطاع الغابات، كما أن الشاليهات التي يقطنونها، يجب إعادة النظر فيها و تهديمها.
و قد وجدت السلطات المحلية، صعوبة كبيرة في عملية ترحيلهم لعدة اعتبارات، أهمها نقص الأوعية العقارية و عدم وجود حصص للسكن الاجتماعي منذ سنوات عديدة.
و أوضح منتخب بالبلدية، بأن مشكل العائلات المقيمة في الشاليهات، يعلمه العام و الخاص  ، لكن السلطات الولائية لم تتحرك في القضية و تعالج المشكل و الهاجس الذي تعاني منه العائلات، مشيرا إلى أن أكبر مشكل يتمثل في عدم تقديم حصص من صيغة السكن الاجتماعي للبلدية منذ سنوات و التي من خلالها سيتم القضاء على المشكل المطروح نهائيا.
مشيرا إلى وجود عائق كبير يكمن في الطبيعة القانونية للأراضي، إذ أن جلها تعتبر غابية، ما منع تجسيد مشاريع السكن الريفي المجمع، مضيفا بأن الحل بيد السلطات بخصوص إمكانية العمل على اقتطاع أراض غابية، حتى يتم تجسيد مشاريع سكنية من مختلف الصيغ.

  كـ.طويل

الرجوع إلى الأعلى