قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بإدانة المتهمين في القضية التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، على إثر نشر فيديو الاعتداء على فتاة و جرها باستخدام مركبة من نوع بيجو 307 بحي سيدي عاشور غرب وسط مدينة عنابة، حيث تمت معاقبة المتهم الرئيسي بالاعتداء و الجر (ع.م 21 سنة) بـ 5 سنوات سجنا نافذا، في حين سلطت عقوبة 3 سنوات سجنا نافذا في حق سائق المركبة (ق.ح 22 سنة)، وكانت النيابة العامة التمست في حق المتهمين، عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، عن تهمة جناية السرقة باستعمال العنف و التعدد و استحضار مركبة.
و تعود وقائع القضية إلى تاريخ 8 جويلية 2019، عندما تم تداول مقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحادثة سحب و جر فتاة باستعمال مركبة من نوع بيجو 307 زرقاء اللون، على مستوى الشارع الرئيسي بسيدي عاشور غرب وسط مدينة عنابة، بالموازاة مع ذلك، تقدمت ضحيتان أمام مصالح أمن عنابة، بعد هذه الحادثة بدقائق معدودة، لتقديم شكوى عن قضية سرقة بالتعدد و العنف، تبين فيها أن إحدى الضحيتين، هي نفسها التي تم تداول صورها في مشهد الاعتداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.و استنادا لملف القضية، تم فتح تحقيق في الوقائع، بسماع الضحية الأولى المسماة (ب.هـ) و التي صرحت بأنه و في حدود منتصف النهار و 10 دقائق و بينما كانت تسير رفقة صديقتها (ع.م) على الرصيف بالشارع الرئيسي في حي سيدي عاشور بعنابة، عاكسها ثلاثة أشخاص كانوا على متن مركبة من نوع بيجو 307، ثم خفض سائقها من السرعة، ليقوم مرافقه الذي كان راكبا إلى جانبه بالتحدث إليها، طالبا منها ركوب السيارة معهم و فجأة توقفت المركبة و نزل ذلك الشخص و رفيقه الذي كان يركب من الخلف، حيث تقدم إليها لمخاطبتها، ليقوم بعدها بسبها و شتمها، حيث انتبهت له يشير برأسه لشريكه الذي كان يسير من الخلف، هذا الأخير بسرعة فائقة قام بخطف هاتف نقال مرافقتها من يدها و فر باتجاه المركبة، ليلحق به شريكه أيضا قبل فراره و وجه لها لكمة إلى الأنف، لتلحق بهما الضحية إلى المركبة و قد صادف لحظة وصولها، قيام الشخص الذي خطف الهاتف النقال بتسليم الهاتف لمرافقه الذي كان يعاكسها و ركب لحظتها من الأمام، لتغتنم الفرصة و تنقض على الهاتف النقال، عندها مسكها و شدها من ذراعها لمنعها من استرجاع الهاتف، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لينطلق سائق المركبة بسرعة، ما تسبب في جرها و سحبها لمسافة 25 مترا تقريبا، لتسقط أرضا و تصاب ببعض الجروح التي قدرت مصلحة الطب الشرعي بسببها عجزا لمدة 12 يوما.
كما صرحت الشاكية، بأنها أضاعت نظارة شمسية من نوع «ريبان» قيمتها المالية 38 ألف دينار جزائري و ساعة يد من نوع « سواتش» قيمتها المالية 32 ألف دينار جزائري جراء هذا الاعتداء.
كما جاءت تصريحات الضحية الثانية (ع.م) مطابقة لما جاء في تصريحات مرافقتها، إلا أنها لم تتعرض إلى السب و الشتم، مؤكدة على أنها كانت ضحية سرقة بالخطف لهاتفها النقال.
و بمباشرة التحريات قصد اعتراض و حجز المركبة المستحضرة في الجريمة من خلال لوح تسجليها الذي كان ظاهرا على لوح الفيديو المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تم العثور على المركبة على مستوى حي بوخضرة بالبوني، حيث لاذ جميع من كانوا فيها بالفرار و من خلال وثائقها، تم التعرف على هوية مالكها (ق.س) و لدى استجوابه، أكد على أنه و بتوقيت الوقائع كانت السيارة عند ابنه (ق.ح 21 سنة) و لدى توقيف الأخير، تم التوصل إلى هوية جميع الأشخاص الذين كانوا معه في السيارة و يتعلق الأمر بـ (ع،م 21 سنة) و (ب.ل 22 سنة) هذا الأخير بقي في حالة فرار .
و لدى مواجهة الضحيتين مع المتهم (ع.م)، تعرفتا عليه من الوهلة الأولى وأكدتا على أنه نفس الشخص الذي كان راكبا بالسيارة من الأمام و هو من قام بمعاكسة المسماة (ب.هـ) و سبها و شتمها و اعتدى عليها بالضرب و هو نفس الشخص الذي قام بسحب و جر الضحية لما تمسكت بالمركبة.
لدى استجواب المتهمين (ق.ح) و (ع.م)، اعترفا بتواجدهما في المركبة و أكدا على أن المتهم (ب.ل) المتواجد في حالة فرار، هو من سرق الهاتف النقال، منكرين قيامهما بجر و سب الضحية.

حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى