نصح الأساتذة الباحثون و الخبراء المشاركون في الورشة العلمية المنظمة يومي، الأربعاء و أول أمس الخميس، بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف في ميلة، السلطات العمومية، بالتريث و وقف كل العمليات المبرمجة و المشاريع التي تنوي تنفيذها بمنطقة الخربة المنكوبة ببلدية ميلة، باستثناء العمليات البسيطة التي تستهدف تسهيل جريان المياه بالمنطقة و تصريفها و عدم هدر المال العام في ترقيع أو دعم بنايات و منشآت قاعدية موجودة بقلب منطقة انزلاقية لم تستقر حالتها الحركية بعد.    
 الدكاترة المشاركون في الورشة و هم أساتذة بجامعة العلوم و التكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار، جامعة بسكرة، جامعة جيجل، جامعة تبسة، المركز الجامعي بميلة و فيهم من عمل في كل المناطق التي وقعت فيها زلازل عبر الوطن من قبل، في توصياتهم المتوجة لأشغال الورشة و الموجهة للسلطات العمومية، شددوا على هذه الأخيرة بالانتظار على الأقل سنة و مرور الشتاء القادم و ما سيحمله من تغيرات على أرضية المنطقة المنكوبة.
معيبين على أعوان هيأة الرقابة التقنية للبناء و الذين غابوا عن هذا الموعد رغم الدعوة الموجهة لهم للحضور، تصنيف البنايات و التوصية بدعم البعض منها و إصلاحها لتكون قابلة للسكن من جديد و كل هذه البنايات موجودة في منطقة انزلاقها العميق و الكبير مازال مستمرا، بما يهدد بجرفها مستقبلا في أية لحظة.
و من التوصيات التي ألح عليها الأساتذة الباحثون، ضرورة إشراكهم و الاستماع إليهم بوصفهم من ذوي الاختصاص في العمل المنجز أثناء حدوث الكوارث و كذا مدهم بكل المعطيات لاستغلالها في البحوث العلمية التي تعود نتائجها بالفائدة على البلاد.
كما أن مما أوصى به الأساتذة، هو انجاز خرائط جيولوجية مكبرة لتصنيف مناطق البلاد حسب درجة خطورتها و كذا تزويد البلديات بمخططات الحماية من المخاطر الطبيعية المحتملة و إلزامها بالعمل بها و عن الأساتذة الباحثين، مراكز و مخابر البحث و الجامعات، ضرورة التعاون فيما بينهم من خلال تبادل المعلومات و الخبرات، للخروج بتصورات موحدة تصب في نهاية الأمر في بوتقة واحدة و هي خدمة الوطن.
فيما حملت توصيات الورشة ضرورة تزويد منطقة ميلة و ضواحيها، برغم وصفها بالمنطقة ذات الخطر الزلزالي الكبير، بأجهزة استشعار و تسجيل لمراقبة و متابعة كل التطورات الجيولوجية  الحاصلة بالمنطقة الحاضنة لأكبر منشأة ري بالبلاد، و كانت أولى ثمار الاتفاقية المبرمة بين جامعة العلوم و التكنولوجيا هواري بومدين بالعاصمة و مركز عبد الحفيظ بوالصوف، إنشاء عرض تكوين ماستر جديد مشترك حول ‘’تسيير الكوارث الطبيعيّة’’، قصد تكوين كفاءات مؤهَّلة تتابع مستقبلا التغيرات الجيولوجية بالمنطقة و طمأنة سكانها بمدهم بالحقائق العلمية الضرورية.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى