يتوقع رئيس مشروع ازدواجية الطريق الوطني 20 بقالمة، نبيل شويب،  نهاية العمل بالشطر التابع لشركة «آلترو» الوطنية قبل العام القادم 2022.
مؤكدا للنصر، أن فريق العمل يحرز تقدما مشجعا على المقاطع الأربعة التابعة للشركة، التي استحوذت على أكبر حصة بالمشروع الكبير بطول 18.5 كلم و هذا من المسافة الكلية المقدرة بنحو 30 كلم.
و أرجع المهندس، نبيل شويب، التأخر الذي يعرفه مشروع ازدواجية الطريق الوطني 20 بين مجاز عمار و مدينة وادي الزناتي، إلى ما أسماه بالعوائق الظاهرة و الخفية مثل خطوط الاتصالات و الطبيعة الجيولوجية للمنطقة، حيث كشفت الحفريات عن طبقات هشة و أخرى متشبعة بالمياه الجوفية و اضطر المهندسون لوقف العمل مؤقتا بعدة مقاطع للبحث عن حلول هندسية للمقاطع الهشة و ذلك باعتماد تقنية تصريف المياه الجوفية بواسطة طبقات صخرية نافذة و تركيب نظام «جيوتاكستيل» لتثبيت الطبقة القاعدية للطريق و تفادي خطر الانزلاقات و الانهيارات الأرضية التي ألحقت خسائر كبيرة بهذا الطريق الحيوي خلال السنوات الماضية.
 و يبدي رئيس المشروع حرصا كبيرا على النوعية و قال بأن سمعة الشركة الوطنية الرائدة في مجال الطرقات، تبقى فوق كل اعتبار و من غير الممكن تسليم طريق سيء و نحن نملك كل الإمكانات المادية و البشرية لإنجاز طريق مثالي قادر على الصمود تحت ضغط المرور و العوامل الطبيعية سنوات طويلة.
و قد استهلك بناء قاعدة متينة للطريق الجديد الكثير من الجهد و الوقت و لم يكن المهندسون يعرفون ما تخفيه الطبقات الأرضية من مفاجآت، حتى بلغت الجرفات و الحفارات ذلك العمق الكبير الذي كشف عن مجاري مائية جوفية و طبقات هشة.
و بعد تجاوز عقبات ميكانيك التربة، بدأت عملية بناء طبقة السير المكونة من خرسانة سوداء تنتجها شركة آلترو الوطنية بمواصفات عالمية، من حيث نوعية الحصى و تركيز المادة السوداء و الحرارة و تقنية الضغط التي تشكل سطحا انسيابيا ومثاليا لحركة السير.
و قد تابعنا، أمس الأربعاء، جانبا مع عملية تعبيد الشطر الثالث من الطريق على مشارف مدينة عين احساينية، كان مخبر الأشغال العمومية الحكومي و معه طاقم هندسي شاب من شركة آلترو الوطنية يراقبون و يتابعون برنامج هذا اليوم عن كثب، يلقون نظرة على كل شحنة تصل من الخرسانة السوداء و ينظمون عمل الآليات و هي تغطي طبقة الحصى و تدك الأرض بقوة لضغط الخرسانة وفق حسابات هندسية دقيقة، لا مجال فيها للخطأ و التهاون، فهناك رقابة أخرى بالمخابر قد تكشف كل عيب تقني.
 كما قال، فؤاد بوذراع، من المخبر الحكومي للأشغال العمومية بقسنطينة للنصر، بأن المهندسين قد تجاوزا كل العقبات الميدانية التي أخرت المشروع و أن العمل يتقدم بسرعة على كل المقاطع تقريبا، مشيدا بالأداء الذي يقدمه فريق العمل، مؤكدا على أن الشركة الوطنية الجزائرية قادرة على التعافي و تقديم الأفضل و منافسة الشركات الأجنبية بكل شجاعة و اقتدار و خاصة في مجال الطرقات، حيث توجد كوادر بشرية متمكنة، تدعمها التكنولوجيا المتطورة و ترسانة من العتاد.
و بينما كان فريق العمل يسابق الزمن لإنهاء برنامج اليوم و تعبيد أطول مسافة ممكنة قبل أن تنخفض درجات الحرارة مساء، كانت المركبات من شاحنات و سيارات تتزاحم في طوابير طويلة على الطريق القديم، الذي تجاوزه الزمن و لم يعد قادرا على مواجهة الضغط المروري الكبير، حيث يعد الطريق الوطني 20 الممتد من قسنطينة إلى مديدنة بوشقوف شرقي قالمة، شريان الاقتصاد و الحياة الاجتماعية بالمنطقة، فهو يربط بين عدة ولايات مجاورة عبر طرقات وطنية أخرى تتصل كلها بالوطني 20 و تشكل شبكة حيوية تضاهي السيار شرق غرب.
في حين يتوقع سكان قالمة و الولايات المجاورة لها نهاية أزمة السير و انتعاشا اقتصاديا و حركية اجتماعية هامة، بعد اكتمال مشروع شق الطرقات المزدوجة الجديدة مثل الوطني 20 و الوطني 16 العابر للإقليم الشرقي و الطريق الوطني السريع 21 النافذ إلى السيار شرق غرب.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى