تحولت وجهة العنابيين ليلا في العشر الأواخر من رمضان، من النزهة في الكورنيش و تنظيم موائد إفطار   في الفضاءات  السياحية و الترفيهية، إلى التسوق و التجوال بوسط المدينة في ظل غياب شبه تام للوقاية ، وهي أجواء لم تعرفها عنابة منذ سنوات ، خاصة بساحة الثورة، التي تكتظ مقاهيها  بالزبائن، موازاة مع تنظيم نشاطات احتفالية، كما أدى انخفاض درجة الحرارة و الأجواء البادرة أحيانا، إلى ابتعاد الزوار قليلا على الشريط الساحلي .  
النصر رصدت بعد صلاة التراويح و في حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا، نزول العنابيين بأعداد غير مسبوقة إلى وسط المدينة، دون اكتراث للتباعد فيما كان وضع الكمامات نادرا رغم الاكتظاظ،  حيث تكاد الشوارع أن تكون مغلقة بطوابير السيارات و حتى الأرصفة كانت مزدحمة بحركة المواطنين، و عرض الباعة المتجولون مختلف الألبسة على الطاولات، بعد ترخيص السلطات المحلية للبيع بالتجوال خلال شهر رمضان، لكسر الاحتكار و خفض الأسعار، حتى يتسنى للعائلات شراء كسوة العيد، و هو ما سمح حقيقة بخفض الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة مقارنة بما هو متداول في المحلات التجارية، لتظل النقطة السوداء التزاحم دون وقاية.
و قالت عائلات اقتربنا منها، بأنها تأتي للجلوس في المقاهي و تقصد محلات بيع المثلجات و الحلويات و المشاوي و كذا الفضاءات الترفيهية، خاصة و أن الجميع تأثر نفسيا بظروف الحجر و تبعات أزمة الوباء المتواصلة، حيث وجدوا في ليالي رمضان فرصة للاستماع بها كونها لديها طابع خاصة، رغم ما يحمله الأمر من خطورة .
فيما كان كورنيش «شابي» و «سانكلو» على غير العادة يوم الجمعة في عطلة نهاية الأسبوع، غير مزدحم كما هو مألوف طوال السنة، حيث كانت حركة المرور انسيابية و لا يوجد ازدحام، حتى أن عدد الزوار قليل نسبيا، و في هذا الشأن، قال شاب للنصر» فضلت مع أصدقائي التوجه إلى وسط المدينة بدل الكورنيش، لأنها تعيش في العشرة الأواخر من رمضان أجواء استثنائية لا تتكرر، فطوال السنة تنام المدينة باكرا خاصة في الشتاء حينما تغلق المحلات و الفضاءت المختلفة على الساعة السادسة مساء، فيما يبقى الكورنيش يعرف حيوية و باستطاعتنا الذهاب إلى هناك حينما نشاء، أما أجواء ليالي وسط المدينة، فلا تتكرر دائما مع وجود أنشطة مختلفة».
و تبقى ساحة الثورة التحفة التي تزين وسط المدينة ليلا في رمضان، حيث الأجواء المميزة و انتعاش السهرات التي تدوم إلى ساعة متأخرة و إلى غاية موعد السحور، كما تزين الأضواء الملونة، الأشجار و المقاهي على طور «الكور»، الذي يستقطب آلاف الزوار للجلوس مقابل الميناء، لارتشاف القهوة و الشاي و تناول مختلف أنواع المثلجات.
و تأتي أغلب العائلات مع أبنائها خصيصا إلى ساحة الثورة، كونه فضاء له خصوصية تجعل الزائرين يشعرون بالراحة بعيدا عن مشقة الصيام و حرارة البيت، حيث تغطي الأشجار «الكور» و هو ما يعطي طابعا خاصا للمكان مع نسمات البحر الذي تفصله عنه بأمتار   ، كما نظمت مديريتي الشباب و الرياضة و الثقافة، عدة أنشطة بساحة الثورة مقابل المسرح الجهوي،  وهي تجمعات لاحظنا أن الجمهور نسي فيها  حساسية الوضع الصحي وتصرف وكأن الجائحة من الماضي  .
النصر تحدثت كذلك مع رب أسرة كان رفقة أبنائه و زوجته، قال» نحن نجد في الكور المتنفس الأفضل لعائلته، بعيدا عن الازدحام في الكورنيش و كذا وسط المدينة، أحيانا نبقى لساعتين من الزمن و نحن في الازدحام، لهذا نغتنم وقتنا في الكور الذي يتوفر على جميع المقومات التي تجعلك تشعر بالراحة بعيدا عن الضغط اليومي.   
 من جهتها المصالح الأمنية سجلت تواجدها في كل مكان بالكور و ساحة الثورة، لمنع أي محاولات للسرقة أو مضايقة العائلات.                  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى