كشف مدير الموارد المائية لولاية الطارف، عبد الناصر مخناش «للنصر»، أمس، عن إبرام  اتفاقية تعاون بين الوكالة الوطنية للحوض الهيدروغرافي، ملاق سيبوس بوناموسة بقسنطينة و الوكالة الوطنية للموارد المائية، سيتم بموجبها وضع ميكانيزمات تقنية لحماية الصماط المائي للكثبان الرملية ببوثلجة و المتواجد في منطقة حساسة و هشة، جزء منها مصنف مناطق رطبة و محمية طبيعية منضوية تحت لواء الحظيرة الوطنية.
و قال المسؤول، بأن الاتفاقية تهدف لتقنين و ترشيد الاستغلال غير العقلاني  لمخزون الصماط المائي لمنطقة بوثلجة ذو المذاق العذب المميز المسمى محليا «مياه بوقلاز» و حمايته من كل الأخطار و التهديدات الناجمة عن العوامل المناخية، التلوث و سرقة المياه سواء كانت عن طريق التوصيلات غير الشرعية أو إنجاز الآبار من قبل الخواص للسقي الفلاحي و للشرب و كذا الحد من الاستغلال المفرط لهذه للثروة و الحفاظ على ديمومتها للأجيال القادمة، من خلال تأمين احتياجات سكان الولاية من المياه الشروب على المديين المتوسط و البعيد.
مشيرا إلى أن الصماط الجوفي لمنطقة بوثلجة، يتوفر على مخزون مائي ذات الكمية و النوعية و الخصوصية المميزة، حيث يعد الصماط بمثابة الإسفنجة التي تحوي على ثروة هائلة من المخزون المائي الجوفي الذي يزود حاليا ولايتي الطارف و عنابة بالمياه الشروب، بما فيها استغلاله في السقي الفلاحي، ما يضفي نوعية مميزة على المحاصيل خصوصا منها الفواكه لنوعية و المذاق العذب لمياه الصماط الجوفي المذكور.
و أضاف ذات المصدر، بأنه شرع في ورشات العمل التي تتضمن تحديث المعلومات بخصوص المنشآت المائية المتواجدة على مستوى الصماط المائي لبوثلجة و تحديد منطقة الحيز الجغرافي لحمايته من كل العوامل الطبيعية و المناخية التي تتهدده، للحفاظ على مستقبل احتياط المخزون المائي و حمايته من كل مصادر التلوث سواء كانت صناعية أو بشرية و هو ما يشتغل عليه فريق  عمل من المختصين للوكالة الوطنية للحوض الهيدروغرافي لقسنطينة و الوكالة الوطنية للموارد المائية و كل المتدخلين و الفاعلين في هذا المجال، بما فيه توظيف كل الإمكانيات المادية و التقنية التي تتيح بتحقيق الأهداف المرجوة من فحوى الاتفاقية التي يراهن عليها في رفع التحدي و ذلك بوضع ميكانيزمات فعالة للحفاظ على الصماط المائي، من كل أشكال التلوث و الاستغلال غير العقلاني و الأخطار التي تتهدده، بالنظر للطبيعة الجيولوجية للصماط المائي التي تعتبر جد هشة و عرضة لكل أخطار التلوث في أي لحظة، لكون المنطقة تتشكل من سماط رملي لا تتوفر  فيه حماية طبيعية كالغابات أو تربة طينية، ما يستوجب وضع تدابير تقنية خاصة سيسهر على تنفيذها من خلال فحوي الاتفاقية، للحفاظ على مستقبل الثروة المائية المميزة و النادرة بالصماط المائي لجهة بوثلجة، ذلك، يضيف، المصدر، أنه في و حالة وقوع أي خطر ناجم عن التلوث قد يمس الصماط، لا يمكن حينها استدراكه و معالجته لحساسية الموقع الهش.
و أكد المسؤول، على أنه و في إطار حماية الصماط المائي الجوفي لبوثلجة، تقرر منع منح التراخيص للخواص و الفلاحين لإنجاز الآبار الموجهة للسقي الفلاحي،  على أن توجه المخزون المائي للصماط حصريا لتزويد السكان بالمياه الشروب و ضمان و تامين احتياجات الولاية من هذه المادة الحيوية مستقبلا، مع الأخذ بعين الاعتبار الاستغلال العقلاني لهذه الثروة و الحفاظ عليها من الزوال و تثمينها من أجل ديمومتها و تلبية حاجيات الأجيال القادمة .             نوري.ح  

الرجوع إلى الأعلى