كشف محافظ الغابات لولاية الطارف ، في تصريح خص به «النصر» أمس ، عن توقيف مصالح الدرك الوطني لمشتبه فيهما بالوقوف وراء عملية  الحرق العمدي والإجرامي للغابات بكل من بلديتي بوثلجة ووادي الزيتون، مما تسبب في إتلاف حوالي 10 هكتارات من الثروة الغابية.
مشيرا إلى أن التحقيقات مازالت جارية مع الموقوفين قبل إحالتهما على الجهات القضائية المختصة ،فيما تأسست مصالحه كطرف مدني في القضية للمطالبة بالتعويضات المادية.
و ذكر المسؤول، بأنه تم تسجيل حريقين سطحيين عمديين، الأول ببلدية بوثلجة أتى على مساحة 1.5هكتار، حال التدخل السريع لأعوان الغابات دون اتساع رقعة ألسنة اللهب نحو  باقي المساحات الغابية، رغم خصوصيات المنطقة صعبة التضاريس، في حين سجل الحريق العمدي الثاني ببلدية وادي الزيتون النائية  الغابية والذي تسبب في إتلاف 8هكتارات من الغابات والأدغال، قبل أن تنجح فرق التدخل في التحكم في الحريق والسيطرة.
مشيرا إلى تسجيل مصالحه و إضافة إلى الحريقين الإجراميين نشوب 12حريقا أغلبها اندلعت بمواقع انتشار القمامة الفوضوية منذ بداية حملة مكافحة الحرائق وامتدادها للأحراش المحاذية لها  والتي تم إخمادها في مهدها بفضل التدخل السريع للفرق المتنقلة المجهزة بالمضخات الظهرية والمكلفة بعملية الرصد و إخماد الحرائق البسيطة وطلب الدعم في حالة نشوب الحرائق المهولة ، ولو أن المصدر أكد على أن أغلب الحرائق التي تسجل بالولاية، تبقى عمدية وإجرامية أمام استفحال الظاهرة في السنوات الأخيرة متسببة في خسائر فادحة بالثروة الغابية و الأملاك الخاصة وتهديد أرواح السكان بالجوار، رغم الإجراءات المتخذة للحد من هذه الممارسات المشينة و ما تخلفه وراءها من أضرار بليغة.
و أفاد المتحدث، بأن تم تسطير برنامج لحماية الأملاك الغابية ومكافحة الحرائق، يرتكز بالأساس على تكثيف الدوريات ونصب الكمائن بالتنسيق مع المصالح  الأمنية المختصة  للتصدي لظاهرة الحرق الإجرامي والعمدي للغابات ، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل وقرب حلول عيد الأضحى المبارك.
و أعلن المسؤول عن إنشاء 17فرقة متنقلة مجهزة بكل الوسائل المادية والبشرية  للكشف عن الحرائق في بدايتها والتدخل الأولي لإخمادها وطلب الدعم في حالة إتساع رقعتها نحو المساحات الأخرى ، فضلا عن تنصيب، أمس، الرتل المتحرك لمصالح الغابات الذي سخرت له كل الإمكانيات  والذي من مهامه دعم جهود فرق التدخل في حالة نشوب كبرى الحرائق ، كما تقرر وضع خطوط خضراء أمام المواطنين لإخطار والتبليغ عن إندلاع الحرائق والأشخاص المشتبه تورطهم فيها للتدخل السريع لتوقيفهم وعرضهم على العدالة ، ناهيك عن إعادة الاعتبار لمهام أبراج المراقبة عبر الولاية وعددها 3 أبراج بكل من الزيتونة ، عين الكرمة والقالة  لرصد الحرائق وتحركات عصابات الفحم والأطراف التي تقف وراء الحرق العمدي للغابات، إضافة إلى توظيف 67عونا موسميا و تسخير و وضع كل الإمكانيات المادية و البشرية للشركاء المتعاملين مع قطاع الغابات في حالة تأهب لدعم مخطط مكافحة الحرائق للتدخل، خاصة مؤسسة الهندسة الريفية  «صفا بابور» المكلفة بعملية جني الفلين من جهة و المساهمة في التدخل لإخماد الحرائق في حالة نشوبها من جهة ثانية، لاسيما بالمناطق الحدودية والغابية حيث تواجد غابات الفلين الكثيفة.
و من أجل متابعة و  تفعيل تدابير الوقاية من الحرائق، تم، أمس، عقد اجتماع تنسيقي على مستوى محافظة الغابات، ضم رؤساء المقاطعات والمصالح، تم خلالها إعطاء كل التوجيهات لتدعيم المقاطعات بالوسائل بعد الترخيص المسبق من المديرية العامة للغابات وذلك باستعمال 3سيارات لكل الأٍرضيات للرتل المتحرك، لوضعها بالمناطق الغابية الحساسة والمعروفة بكثرة اندلاع الحرائق بها  ،على غرار بلديات حمام بني صالح ، بوقوس ، الزيتونة ، بوحجار والطارف، مع تدعيم الأعوان لأول مرة  بمضخات ظهرية  حديثة النوع ، زيادة  على فتح وتهيئة  بعض المسالك الغابية، خاصة بالمناطق الصعبة والتي تتميز بتضاريس صعبة وتهيئة نقاط المياه والقيام بأشغال حراجية  للحد من خسائر الحرائق  و كذا التنسيق الآني مع مختلف الهيئات الأخرى المعنية بحملة مكافحة الحرائق ومنها مصالح الحماية المدنية ،  إلى جانب  التركيز على جانب التحسيسي، من خلال القيام  بحملات توعية بالتعاون مع الأئمة والجمعيات وفعاليات المجتمع ،مع إطلاق قوافل تحسيسية متنقلة نحو المناطق الغابية والحدودية  بمشاركة عدة قطاعات.
فيما وجه محافظ الغابات نداء لرؤساء البلديات، لدعم مخطط مكافحة الحرائق  و خاصة أيام العطل و في الأعياد الوطنية و الدينية و المساهمة، في إخماد الحرائق بتجنيد و وضع و سائل البلديات المادية والبشرية في حالة تأهب، بما فيها دعوة المجتمع المدني المساهمة الفعالة في مكافحة الحرائق وما تسببه من خسائر بالثروة الغابية .                 
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى