جُندت، صبيحة أمس الجمعة، عشرات الآليات و الشاحنات التابعة لمصالح الأشغال العمومية لولاية عنابة، لرفع مخلفات 5 أيام من القمامة و النفايات المنزلية ببلدتي عنابة و البوني، حيث شاركت في العملية عدة مؤسسات تمتلك عتاد الرفع و النقل، لإنهاء كابوس انتشار الفضلات و الروائح الكريهة بوسط المدينة و غلق طرقات و شوارع نتيجة لتكدس القمامة لأيام، بسبب إضراب عمال مؤسسة عنابة نظيفة.
الانطلاق في عملية رفع القمامة كان من محور الدوران سيدي إبراهيم في حدود الساعة السابعة صباحا، بتجنيد عشرات عمال النظافة التابعين للبلدية و هيئات أخرى، حيث كانت التدخلات عن طريق آليات الأشغال العمومية، لعدم قدرة العمال على الرفع اليدوي و الأوتوماتيكي، نتيجة للتكدس الكبير، ما سمح بإزالة النفايات في ظرف وجيز، مع تواجد شاحنات من الحجم الكبير التي تستطيع نقل 20 طنا دفعة واحدة، دون الحاجة لانتظار التفريغ و العودة إلى نفس موقع رمي النفايات.
و حسب ما عاينته النصر أثناء عملية الرفع، فقد كان الضرر البيئي كبيرا بوسط المدينة، خاصة في محيط السوق المغطى للخضر و الفواكه «مرشي كوفار»، الذي تحول إلى نقطة سوداء و تسببت القمامة في غلق الطريق الرئيسي نتيجة للتكدس الكبير و انتشار الروائح الكريهة من مخلفات بيع اللحوم و الدواجن.
و سبق عملية التنظيف، تنظيم رئيس دائرة عنابة للقاء بحضور رؤساء القطاعات الحضرية، لتقديم عرض مفصل حول حجم القمامة بكل الشوارع و الأحياء، بهدف وضع خطة عمل و توجيه الآليات و الشاحنات حسب الأولوية و حجم النفايات الموجودة في الطرقات و الأزقة.و ساهمت الحملة الموسعة للتنظيف أيضا، في رفع القمامة المختلطة بالأتربة و الركام و مختلف النفايات الصلبة.
و قد تحول موضوع تكدس النفايات لأيام بوسط المدينة، إلى قضية رأي عام، كونها سابقة لم تحدث في ولاية عنابة إطلاقا، حيث أصبحت القضية الأكثر تداولا عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي عبر متصفحوها على استيائهم للوضعية التي آلت إليها عنابة و التي كانت تلقب بلؤلؤة الشرق، مطالبين بإيجاد حلول جذرية لوضعية المؤسسة المكلفة برفع القمامة.
و في سياق متصل، حمّل كل طرف في أزمة النفايات المسؤولية للآخر، فمؤسسة عنابة نظيفة أكدت عدم تسديد مستحقات رفع و نقل القمامة من طرف بلدية عنابة لسنوات 2019-2020-2021 و بلدية البوني لسنتي 2020-2021 معتبرة بأن الوضعية المالية التي سددت، لا تعبر عن المستحقات الحقيقية، كون الأطنان التي ترمى يوميا، تفوق بكثير المبالغ المالية التي تتكلم عنها بلديتا عنابة و البوني، هذه الأخيرة مدانة بأكثر من 24 مليارا، منها 16 مليارا لسنة 2020 و 9 ملايير للسداسي الأول من سنة 2020.
من جهتها مصالح بلدية البوني، كشفت في بيانها عن تسديد وضعية أولى بأزيد من 3.4 ملايير سنتيم بتاريخ 11 أوت 2021، أما الوضعية الثانية، فسددت 2.4 مليار سنتيم بتاريخ 12 سبتمبر 2021.
كما أكد رئيس بلدية عنابة، الطاهر مرابطي، في تصريح للنصر، تسديد مصالحه 10 ملايير سنتيم في 2021 ، بينما مازال عمال مؤسسة عنابة نظيفة متمسكون بتسوية أجورهم و تدعيم المؤسسة بعتاد جديد للقيام بعملية رفع و نقل القمامة المنزلية.                       حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى