تعكف الوكالة الوطنية للموارد المائية، على إعداد دراسة «خاصة »بالفلاحة البيولوجية و الهيدرودينامكية، بغرض تطوير النشاط الزراعي و ترقية الاستثمارات الفلاحية حسب خصوصيات ولاية الطارف، حيث تجري الدراسات حاليا بمحيط سقي الأراضي الفلاحية على مساحة إجمالية قدرها 1500 هكتار بمحاذاة أرضية مشروع سد بولطان في بلدية بوثلجة، المبرمج الانطلاق في إنجازه قريبا، ضمن مشروع المركب الهيدروفلاحي لسهل الطارف المتربع على مساحة 17 ألف هكتار، ما سيجعل الولاية مستقبلا، قطبا جهويا في الفلاحة حسب المختصين.
و ذكر مدير الموارد المائية لولاية الطارف، عبد الناصر مخناش، في تصريح «للنصر»، أن الدراسات الجاري إعدادها مع الوكالة الوطنية للموارد المائية، سوف تسمح للفلاحين بمعرفة بنية و نوعية التربة و مدى ملاءمتها للمحاصيل الفلاحية،  ما يمكنهم من اختيار المغروسات المناسبة و الملائمة لاستثماراتهم الفلاحية.
مشيرا إلى أن الدراسة المذكورة ترمي إلى مرافقة مصالحه للفلاحين و المستثمرين المحليين لترقية نشاطهم في مسعى تطوير و النهوض بالاقتصاد الأخضر، لتحقيق الأمن الغذائي و استحداث مناصب الشغل و إعطاء القيمة المضافة للقطاع، من خلال تنويع مجالات الاستثمارات الفلاحية و خوض غمار الصادرات خارج المحروقات.
و أضاف المسؤول، أنه و من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، تم، أمس الأول، عقد لقاء على مستوى مصالحه بحضور مكتب الدراسات المختص للوكالة الوطنية للموارد المائية و كل الفاعلين من أجل عرض و تقييم مدى تقدم إعداد الدراسات و العراقيل التي قد تعترضها من أجل الإسراع في الانتهاء منها و تجسيد نتائجها في الميدان، بما يعود بالفائدة على النشاط الزراعي على مستوى الولاية.
 و أعلن المسؤول عن شروع مصالحه في توسيع المساحة الفلاحية المسقية بسقي حوالي 20 ألف هكتار جديدة، من خلال البرنامج المسطر لإعادة الاعتبار للحواجز المائية و التلية المهملة و غير المستغلة منذ سنوات عبر الولاية و عددها 15 حاجزا بطاقة استيعاب تقدر بحوالي 3.5 ملايين متر مكعب و التي سيتم التكفل بصيانتها و إصلاحها بما يلبي احتياجات المزارعين من مياه السقي للنهوض بالنشاط الفلاحي.
و ضمن برنامج تنمية مناطق الظل، تم اقتراح إنجاز 7 حواجز مائية جديدة بسعة 3 ملايين متر مكعب لدعم السقي الصغير بالمناطق الجبلية في كل من بلديات عين الكرمة، بوحجار، رمل السوق و العيون، علاوة على اقتراح ضمن برنامج القطاع إنجاز 13 حاجزا مائيا عبر تراب الولاية بسعة 15 مليون متر مكعب موجهة لدعم المزارعين بالري الصغير و الحفاظ على استقرارهم و تثبيتهم بمناطقهم، في مسعى خلق الثروة و مناصب الشغل و العمل على إعطاء دفع للنشاط الفلاحي خصوصا في المناطق الجبلية و الحدودية و الرفع من مردودية الإنتاج، في الوقت الذي كشف فيه المتحدث عن وجود 32 حاجزا مائيا صغيرا على مستوى الولاية، بطاقة استيعاب تفوق 10 ملايين متر مكعب أنجزت خصيصا خلال السنوات الفارطة بنوعية أشغال تقليدية لتلبية إحتياجات الفلاحين من المياه السقي، منها 17 حاجزا بسعة 4.5 ملايين متر مكعب تستغل حاليا لسقي ما يقارب 554 هكتارا لزهاء 150 فلاحا، فيما يوجد 15 حاجزا مهملا بطاقة 3.5 ملايين متر مكعب في حالة متدهورة و مزرية، بسبب عدم استغلالها و صيانتها الدورية في غياب جمعيات فردية و جماعية ذات طابع فلاحي تسهر على  تسييرها و الحفاظ عليها، الأمر الذي دفع الجهات المركزية إلى اتخاذ قرار بتحويل  بعض الحواجز المائية المهملة، بوضعها أمام العاطلين لاستغلالها في مجال تربية المائيات وفق دفتر شروط محدد.
و أفاد المسؤول مواصلة الجهود لتوسيع المساحة المسقية بالولاية، خاصة بعد الانتهاء من الشطر الأول المتعلق بمشروع تطهير سهل الطارف من الفيضانات على مساحة 17 ألف هكتار، منها 12 ألفا و 500 هكتار مستها أشغال تصريف مياه الأمطار و التي استهلكت مبلغ 400 مليار سنتيم، في حين انطلقت الدراسات التقنية لإنجاز شبكة السقي على مساحة 9200 هكتار و هو ما سيعطي دفعا قويا للعملية الفلاحية و النهوض بقطاع الاستثمار الزراعي بالولاية بشكل عام، مع العلم أن الأراضي الفلاحية بمحيط سهل الطارف الذي يمس 5 بلديات من عين العسل شرقا إلى بن مهيدي غربا الولاية ظلت مهملة و بور لعقود من الزمن  بسبب غمرها بالمياه الفيضية سنويا، حيث ستسمح عملية تطهير السهل المذكور، حسب المصدر، من إعادة استغلال هذه الأراضي التي ستوفر حوالي 17 ألف هكتار بمعدل هكتار واحد لكل منصب شغل، مع تحسين معيشة السكان و الرفع  و التنويع من قدرات الإنتاج الفلاحي.                نوري.ح 

الرجوع إلى الأعلى