تتوقع مديرية الثقافة لولاية قالمة، انطلاق مشروع هام لتهيئة المدينة الأثرية الرومانية ببلدية سلاوة عنونة قريبا، بعد التغلب على المشاكل التقنية التي واجهت المشروع منذ عدة سنوات و أدت إلى تأخره و حرمان قطاعات السياحة، الثقافة و الآثار من مورد اقتصادي هام و موقع للبحث العلمي و التنقيب و الاستكشاف.

و قال مدير الثقافة، عزيز عمار، للنصر، أمس الأحد، إن الملف التقني أصبح جاهزا، بعد رفع التحفظات التي تقدمت بها اللجنة المختصة بالولاية و أن الغلاف المالي متوفر لإنجاز المشروع، مضيفا بأن عدة هيئات و شركات وطنية متخصصة في ترميم و تهيئة المواقع الأثرية قد وجهت لها الدعوة للتنافس على صفقة المشروع الهام، الذي يتركز أساسا على بناء جدار خارجي لحماية المدينة الأثرية الكبيرة، و تركيب نظام للإنارة حتى يتمكن السياح من زيارة الموقع خلال ساعات الليل.
و بعد حماية الموقع و تأمينه ستنطلق أشغال ترميم و تهيئة المدينة التاريخية العريقة التي تعد واحدة من أكبر المواقع الأثرية في البلاد، و هي تجسد نموذجا حيا للمدينة الرومانية المتكاملة من حيث الاقتصاد و الإدارة و التجارة و الثقافة و المجتمع، و تتربع على مساحة تفوق 20  هكتارا أسفل بلدية سلاوة عنونة غربي قالمة و من أبرز معالمها، الفوروم، قوس النصر، المعابد، الحمامات و مراكز الرياضة و الأحياء السكنية و معاصر الزيتون و السوق الكبير و الساحات و الطرقات المعبدة بالحجارة المصقولة.
و مازالت أجزاء كثير من هذه المعالم صامدة أمام عوامل الطبيعة و الزمن و معالم أخرى مدفونة تحت الأرض، فيما تصدع البعض الآخر و انهار تماما و منها ما صار على وشك الانهيار مثل قوس النصر الذي يتوسط المدينة و يعد قلبها النابض.
 و يزور تيبيليس آلاف السياح و المهتمين بعلوم الآثار و تاريخ الحضارات القديمة، و خاصة في فصل الربيع عندما تتحول الطبيعة إلى مصدر جذب و إغراء لهواة الآثار القديمة.
و زادت الحركة بالمدينة الرومانية العريقة بعد تعبيد الطريق المؤدي إليها، و وضع نظام للحراسة، لكن الموقع الأثري الهام مازال في حاجة إلى مزيد من التطوير و الترويج حتى يتحول إلى قطب سياحي يدعم المواقع الشهيرة بولاية قالمة، كالمسرح الروماني، و المنتجعات الحموية ذائعة الصيت.  
و تعد المدينة الأثرية الرومانية تيبيليس بقالمة أيضا مرجعا لمهندسي المدينة بالجزائر، حيث جسد فيها المهندس الروماني كل فنيات البناء و التوزيع المحكم لمرافق الخدمات، و أنظمة الحماية و الراحة و الاستجمام وفق نظام بيئي متكامل و مندمج مع طبيعة المنطقة، من حيث مواد البناء، و استغلال الثروات الطبيعية كالمياه و أشجار الزيتون، و حقول القمح و الشعير، و غيرها من الموارد الاقتصادية التي تعد مصدر معيشة سكان المدينة و القادة الذين تعاقبوا عليها.                    فريد.غ  
               

الرجوع إلى الأعلى