دخل مشروع المحطة البرية بمدينة قالمة مرحلة الركود من جديد، بعد استئناف للأشغال قبل عامين تقريبا، حيث ساد الاعتقاد بأن شركة البناء الجديدة قادرة على رفع التحدي و إنهاء أحد أقدم المشاريع التنموية المتعثرة بولاية قالمة.
و قد غادرت الشركة موقع المشروع، الذي تحول إلى ورشة مهجورة قرب المحطة البرية الشمالية المؤقتة، و توقف العمل تماما بعد أن أحرز تقدما مشجعا وصل إلى حد إنهاء الأشغال الكبرى، و بداية الأشغال الثانوية كبناء الأروقة و المواقف، و الربط بالشبكات الحيوية كالمياه و الكهرباء و الغاز و نظام الصرف الصحي.
و قالت مصادر مهتمة بشؤون النقل بقالمة بأن التعثر الجديد ربما يكون مرتبطا بتمويل المشروع، خلافا للتوقفات المستمرة منذ 2010، أين أدت العقبات التقنية إلى وقف عمليات البناء مرات عديدة، و اضطرت مكاتب الدراسات إلى إعادة الحسابات الهندسية من جديد، و إلغاء الصفقة مع أول شركة بدأت العمل بالموقع قبل 12 عاما تقريبا، و تعيين شركات بديلة للقيام بالمهمة، لكن حلم المحطة البرية المتطورة بمدينة قالمة مازال مؤجلا.
و حسب البطاقة التقنية للمشروع فإن الشركة العاملة قد حازت على أمر ببداية العمل في شهر جوان 2015، ثم اضطرت إلى التوقف بعد شهرين تقريبا، قبل آن تستأنف العمل في شهر مارس 2017، و حددت مدة الإنجاز بعامين، حيث كان من المتوقع دخول المحطة مرحلة العمل في مارس 2019، لكن الركود و المشاكل المالية وربما التقنية أيضا، حالت دون إنهاء أحد أقدم المشاريع المتأخرة بولاية قالمة.
و لا يعرف لحد الآن متى ينتهي المشروع، و تنتهي معه معاناة الناقلين و المسافرين بمدينة قالمة  المحرومة من البنى التحتية المتطورة في مجال خدمات النقل، و مازالت تعتمد على مواقف مؤقتة تنعدم بها شروط النظافة و الاستقبال، و خاصة خلال فصلي الشتاء و الصيف، حيث يضطر المسافرون إلى البقاء في العراء ساعات طويلة.
و كانت والي قالمة لبيبة ويناز قد عقدت اجتماعا مع القطاعات المعنية بالمشاريع المتأخرة، و حثت مسؤولي هذه القطاعات على بذل المزيد من الجهد، لتدارك التأخر و إنهاء العمل بهذه المشاريع التي منحتها الدولة لتطوير اقتصاد الولاية، لكن ضعف وسائل الإنجاز و العقبات التقنية  المالية و الإدارية حالت دون تحقيق حلم السكان في محطة برية متطورة، و مساكن ضمن الآجال المحددة، و هياكل أخرى للخدمات و استثمارات لاقت نفس المصير، في انتظار ما تسفر عنه الإجراءات التي بدأت تتجسد على أرض الواقع، و خاصة بمشاريع السكن و الطرقات، و الاستثمار السياحي و الصناعي.   
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى