سلّطت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 10 سنوات سجنا في حق شرطي بأمن دائرة عين البيضاء المدعو (ك.م) 51 سنة، بمعية ابن شقيقه المدعو (ك.ف) 39 سنة.
و توبع المعنيان بجرم جنايتي محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار و جنحة حمل سلاح و ذخيرة من الصنف الخامس دون رخصة من السلطة، مع إدانة ابن الشرطي المدعو (ك.و) الذي يتواجد في حالة فرار بعقوبة 5 سنوات سجنا نافذا غيابيا و غرامة مالية قدرها 5 ملايين سنتيم مع الأمر بالقبض ضده، و هو الذي تمت متابعته بجرم جنحة حمل سلاح وذخيرة من الصنف الخامس دون رخصة و برّأت المحكمة والد الشرطي المسن المدعو (ك.ع.م) في العقد الثامن من العمر وابن الأخير المدعو (ك.ش) 55 سنة من التهم السابقة للابن وجنحة التخلي عمدا عن سلاح من الصنف الخامس دون رخصة دون سبب شرعي للوالد المسن، والتمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة 5 سنوات سجنا وغرامة مالية لابن الشرطي الفار، وتسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا لبقية المتهمين.
القضية ترجع إلى تاريخ السادس و العشرين من شهر أفريل من السنة الماضية، عندما اهتزت مشتة ثنية الكبش بعين الزيتون، على وقع شجار عنيف بين أفراد عائلة واحدة، حول مسلك ريفي، أين رفض الضحايا في القضية أن يتم توسيع مسلك ريفي بجوار سكناتهم، ومنعوا بأجسادهم جرافة من العمل في محيط سكناتهم، ليقوم المتهمون بسحب بنادق صيد من سكناتهم المجاورة وتوجيه أعيرة نارية نحو الأفراد الذين اعترضوا طريق الجرافة، متسببين في إصابة كل من (ك.أرغيس) و(ك.نجيب) و(ك.رابح)، أين سقط الثلاثة أرضا لينقلوا على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن سينا، وتدخلوا عشرات المواطنين من سكان المشتة وهدأوا الوضع وأخمدوا فتيل الشجار، ليتقدم الضحايا في اليوم الموالي بشكاويهم أمام الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين الزيتون.
الضحايا وجهوا أصابع الاتهام للشرطي الذي قالوا بأنه كان حاضرا مسلحا ببندقية صيد، ولابنه ولابن شقيقه وشقيقه ووالده، أين بين الضحايا بأن من اتهموهم شاركوا في الشجار العنيف الذي حضره نحو 30 شخصا، وأطلقوا عيارات نارية نحوهم، وقدم الضحايا شهادات طبية تؤكدة تعرضهم لإصابات في مناطق مختلفة، فالضحية (ك.نجيب) أصيب على مستوى الوجه والصدر ومعاينة الطاقم الطبي أكدت إصابته في عينه اليمنى التي فقد الإبصار بها وتمت معاينة أجسام غريبة ملتصقة بالعين وأرجعها الضحية لحبات الصاشم التي أصابته، ومنح عجزا عن العمل قدره الطبيب الشرعي بـ60 يوما، أما الضحية (ك.أرغيس) فمنحه الطبيب الشرعي 21 يوما عجز عن العمل أما (ك.رابح) فأصيب بجروح منح بسببها عجزا لـ12 يوما و ضبط عناصر الدرك بندقية صيد و24 عيارا ناريا و 16 خرطوشة فارغة.
الشرطي المتهم في القضية، أنكر تواجده في مسرح الشجار، مشيرا بأنه كان في مكان عمله الذي غادره في حدود الثالثة ونصف ليصل لمدينة عين الزيتون في حدود الخامسة مساء، وكان قد طلب من قاضي التحقيق الاطلاع على كشف مكالماته الهاتفية، الذي أكد تواجده في مدينة تاوزيانت المجاورة للمشتة التي وقع بها الشجار، ولم يشر إلى تواجده بعين البيضاء وأضاف الشرطي بأنه يعمل في جهاز الأمن طيلة 27 سنة دون أن يرتكب أي خطأ مهني، وبحسب ملف القضية فبعد الوقائع لم يلتحق بمكان عمله وانقطعت أخباره رفقة ابنه وتم استدعاؤه من طرف الشرطة ولم يمتثل، أما المتهم الآخر ابن أخ الشرطي (ك.ف) فأشار إلى أنه لم يكن حاضرا في الشجار، وكان في منزل صهره الذي وجه له دعوة للإفطار شهر رمضان، وسمع بالشجار بعد وقوعه وتوجه لمكانه دون أن يلحق على أحداثه، وفند المتهمين الآخرين الجرم المنسوب إليهما، فالكهل والد المتهمين وجد بعضهم أكد بأنه اعترض بجسده الجرافة وبندقيته لم يسحبها في وجه أبناء أشقائه، أما الضحايا فأعادوا رواية سيناريو الشجار، مؤكدين بأن الشرطي والمتهم الآخر كانا حاضرين وهما من أطلقا النار، وذكر الضحية (ك.نجيب) بأن 18 شظية أصابت عينه والشرطي هو من أطلق عليه عيارات نارية.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى