تواجه المقاولات الحائزة على مشاريع التحسين الحضري بقالمة تحديات كبيرة لإنجاز العمليات المسندة إليها، بعد ارتفاع أسعار مواد البناء و خاصة حديد التسليح و الخرسانة السوداء التي تعد المادة الرئيسية في التحسين الحضري، الذي يعتمد على تعبيد الطرقات و الشوارع المنهارة داخل الأحياء السكنية.
 و قالت مصادر على صلة بمتابعة مشاريع التحسين الحضري بأن التأخر الكبير الذي تعرفه بعض البلديات يعود إلى ارتفاع أسعار مواد الباء، حيث أصبحت العديد من المقاولات أمام وضع صعب للوفاء بالتزاماتها التعاقدية و إنهاء الأشغال التي انطلقت ثم توقفت متسببة في مشاكل كبيرة داخل الأحياء السكنية، أين تنتشر بقايا البناء و الحفريات على نطاق واسع.
و تعد بلدية وادي الزناتي الأكثر تضررا حيث تعرف مشاريع التحسين الحضري فيها تأخرا كبيرا، و بدأت المقاولات هناك تبحث عن حلول لمواجهة وضع غير متوقع فرضته سوق مواد البناء الوطنية و الدولية.  
و قالت مصادر على صلة بقطاع الطرقات للنصر بأن المادة الأولية التي تدخل في تركيبة الخرسانة السوداء قد ارتفعت من 50 ألف دينار للطن الواحد إلى أكثر من 100 ألف دينار للطن الواحد، مما شكل عائقا كبيرا أمام المقاولات التي تحتاج كميات كبيرة من الخرسانة السوداء لتعبيد الشوارع و الطرقات الرئيسية داخل المدن و القرى المدرجة ضمن برنامج التحسين الحضري، الذي انطلق سنة 2019 بتمويل من صندوق الضمان و التضامن التابع لوزارة الداخلية.
و قد أسند مشروع التحسين الحضري بكل بلديات ولاية قالمة إلى مديرية التجهيزات العمومية، و مديرية السكن، و قد انتهت الأشغال بعدة بلديات لكنها تعرف تأخرا ببلديات أخرى في حين توشك مشاريع التحسين أن تنطلق ببعض البلديات، بعد انتهاء الدراسات التقنية للمواقع المستهدفة بعمليات التحسين الحضري التي يعول عليها السكان كثيرا لتغيير وجه المدن و القرى التي عانت طويلا من تردي وضعية الطرقات و الأرصفة و المساحات الخضراء و مواقف السيارات، و شبكات الصرف الصحي و الحماية من الفيضانات، و الإنارة العمومية، و الملاعب الجوارية.   
و تسعى سلطات ولاية قالمة إلى إنهاء المشروع الضخم من خلال حث الشركات على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية و مساعدتها على مواجهة العوائق الميدانية داخل الأحياء السكنية، لكن ارتفاع أسعار مواد البناء و آجال الإنجاز يشكل تحديا كبيرا للشركات و مهندسي المتابعة التقنية بالعديد من المواقع.   
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى