انتعشت الحركية التجارية بشكل ملفت على مستوى مدينتي عنابة والبوني، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث ينشط أصحاب محلات بيع الألبسة إلى غاية ساعات الفجر، ثم يعودون للفتح في حدود الساعة التاسعة صباحا، وقد سجلت زيادة في حجم الإقبال مقارنة بالمواسم الماضية، نظرا للاستقطاب الكبير من الولايات المجاورة.

وأبرز ما رصدته النصر في جولاتها بالمساحات التجارية، زيادة عدد المحلات التي تبيع الملابس الجاهزة بالميزان خاصة الموجهة للأطفال، وقد استقطبت هذه الطريقة عددا هائلا من الزبائن لاختيار الألبسة التي تناسب أبناءهم، حيث يتراوح سعر الكيلوغرام ما بين 2000 و 3000 دج، وقد وجد البعض ممن تحدثنا إليهم ضالتهم فيها كونها أقل تكلفة من شراء قطعة واحدة تزن 300 غرام، غير أن الخيارات في هذه المعاملة التجارية محدودة، حيث لا يجد الزبون المقاسات التي يبحث عنها بسهولة.
وأكد تجار في حديثهم للنصر، أن هذه الملابس جديدة وغير مستعملة، ويتم جلبها من سوق الجملة وكذا من مصنعين في الخارج، ولصعوبة تسويقها بالنظر لمحدودية الكمية أو المقاسات، تجمع في علب كرتونية كبيرة تضم ملابس وأحذية من مختلف الأنواع والأحجام وتباع بالميزان لتجار التجزئة.
كما عرف هذا الموسم عودة تجارة بيع الألبسة على الأرصفة والطرقات، وتم السماح لهم بالنشاط استثناء في العشر الأواخر من رمضان لكسر الأسعار لفائدة العائلات المحدودة الدخل. وشهدت محلات بيع الألبسة بوسط مدينة عنابة، خلال اليومين الأخيرين، إنزالا غير مسبوق لشراء كسوة العيد الخاصة بالأطفال، رغم ارتفاع الأسعار وعدم دخول موديلات جديدة، حيث تبدأ من 2500 دج وتتجاوز المليون سنتيم.
وقد وقفنا على اكتظاظ كبير بمساحات بيع الألبسة، حيث اضطر أصحاب المحلات لتنظيم دخول الزبائن رفقة أبنائهم بالدور، إلى جانب امتلاء الأرصفة والطرقات خاصة بالشارع المسمى «لاري صولد»، حيث يعج طيلة النهار بالنسوة والأطفال، بينما تحولت المحلات الواقعة بنهج ابن خلدون إلى غاية ساحة الثورة إلى محج لآلاف العنابيين وكذا مواطنين قادمين من الولايات المجاورة، من أجل شراء الألبسة ومختلف الأغراض استعدادا للاحتفال بالعيد.
وأبدى أغلب المواطنين عدم رضاهم عن الأسعار، خاصة ألبسة الأطفال التي وجدوها مرتفعة جدا، حيث قال أب لطفلين «أحاول شراء أحذية لأبنائي تكون نوعيتها مقبولة، فسعرها لا يقل عن 5000 دج، نفس الشيء بالنسبة للملابس الأخرى، بحيث تُكلف كسوة كاملة لطفل واحد 15 ألف دج».
وقال آخرون، بأنه ورغم المنافسة مع تجار الأرصفة، غير أن الأسعار لم تنخفض بشكل كبير، حيث دعوا لتنظيم أسواق يومية مؤقتة لبيع الألبسة بمحيط عاصمة الولاية، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان لكسر السعر.  
وأرجع تجار تحدثت النصر إليهم، غلاء الأسعار، إلى ارتفاع سعر الصرف، فعلى سبيل المثال يبلغ ثمن سروال خاص بالأطفال في بلد المنشأ تركيا 5 دولارات، ما يعادل 1000 دينار جزائري دون تكاليف احتساب الشحن والإقامة وغيرها، معتبرين تشجيع الصناعة الوطنية السبيل الوحيد لخفض الأسعار.
و في سياق متصل، أعلنت مديرية التجارة لولاية عنابة، عن فتح فترة البيع بالتخفيض استثناء في شهر رمضان، غير أن أصحاب محلات الملابس لم يتشجعوا للانخراط في هذه المبادرة للحصول على تراخيص، كون الطلب على الملابس في هذه الفترة كبير جدا.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى