قضت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، في ساعة متأخرة من عشيّة أمس الأول، بإدانة امرأة اتُهمت بقتل ابنتها خنقا في عين فكرون وعاقبتها بـ 3 سنوات حبسا، منها 18 شهرا حبسا نافذا و 18 شهرا مع وقف التنفيذ، بعد متابعتها بجناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، فيما التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة 12 سنة سجنا نافذا.
القضية حسب ملفها، ترجع إلى تاريخ الثالث من شهر نوفمبر من سنة 2020، عندما استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى حمودة أعمر بعين فكرون طفلة متوفاة تدعى (س.ر) و هي البالغة من العمر 6 سنوات المقيمة بحي الفتح وسط المدينة، ليتم التواصل مع أمن الدائرة، الذي باشر تحقيقات معمقة في القضية، خاصة بعد تأكيد الطبيب الشرعي في تقريره أن الوفاة عنيفة.
 وصرحت (م.خ) البالغة من العمر 26 سنة، وهي المتهمة الأم لثلاثة أطفال بينهم رضيع ذكر وضعته أشهرا قبل الحادثة وطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، عند الاستماع لإفاداتها، بأن ابنتها الكبرى التي تدرس السنة الأولى ابتدائي، كانت في حدود الساعة السابعة ونصف صباحا، تلعب في محيط سكن العائلة، ثم ولجت السكن لتجري واجباتها المدرسية، لتدخل في مناوشات مع شقيقتها الصغرى التي مزّقت أحد كراريسها وكتبت خربشات في كراس آخر، وأخذت الفتاة في الصياح محدثة فوضى عارمة في المنزل، ولمحاولة إسكاتها، طلبت منها الأم حسب تصريحاتها، الكف عن البكاء والصياح، غير أنها رفضت فقامت بضربها حتى أغمي عليها، لترش وجهها بالماء، في محاولة لإيقاظها غير أنها لم تنهض، فتم الاستنجاد بالجار الذي سارع لنقل الفتاة لمصلحة الاستعجالات، أين تأكدت وفاتها.
وأنكرت الأم التي انهارت باكية وهي تروي مأساتها وما حصل لها داخل منزلها، ضربها المبرح لابنتها، مشيرة إلى أنها حاولت إسكاتها في البداية بضربة شاحن هاتفها النقال، غير أنها لم تصمت، فقامت بصفعها وضربها، لتسكت بلا رجعة، فحاولت إعادة وعيها بعضها في بطنها دون جدوى، وأكدت المتهمة بأنها تعاني اضطرابات نفسية وتعالج على مستوى عيادة خاصة بعين البيضاء، وكانت صبيحة الحادثة تحضر للذهاب للعلاج رفقة والدها، أين أيقظت أطفالها باكرا لتقدم لهم إفطارهم، تحضيرا لمغادرتها، وهي التي اعتادت على ضرب ابنتها الكبرى التي ترافقها دوما لمدرستها الابتدائية.
وقالت المتحدثة إنها قدمت الإسعافات لابنتها وأمام عجزها اتصلت بعائلة جارها وسلمتها الطفلة، حيث نُقلت إلى المستشفى ثم اتصلت بزوجها، وأعلمته رفقة والدها بما حصل معها، وأضافت المتهمة بأنها ندمت ندما شديدا على ضرب ابنتها، وأن قلبها يحترق في صمت، مبينة بأنها وبعد وضعها ابنها الثالث البالغ من العمر 5 أشهر، أصيبت باكتئاب ما بعد الولادة، فظلت تعالج على مستوى مصحة نفسية خاصة وسلمها الطبيب رسالة للعلاج بمصحة جبل الوحش بقسنطينة، غير أن زوجها استحى من ذلك وقام بتمزيقها، كما أنه يمنعها من تناول المهدئات التي وصفها الطبيب المعالج، حسب تصريحها.
و أكد الطبيب الشرعي بأن الطفلة توفيت خنقا وعليها كدمات على مستوى الرأس وفي أنحاء الجسم، أما زوج المتهمة الذي انفصل عنها بعد الحادثة، فقال بأنها مرضت بعد ولادتها الثالثة، وعرضت على طبيب نفساني منحها أدوية رفضت هي تناولها، مضيفا بأنها أضحت عدوانية مع ابنتيه، كما رفضت النظر لطفلها الجديد الذي وضعته قبل موعد ولادته.
وصرح والد الأم، بأن ابنته مرضت عند ولادتها وظلت تتلقى العلاج منذ تلك الفترة، وتم عرضها على طبيب نفسي أكد وجوب الاعتناء بها كونها في المرحلة الثالثة من المرض، طالبا عدم تركها وحيدة لأنها قد تنتحر أو تقتل أحد أبنائها، كما طلب نقلها لمصحة جبل الوحش بقسنطينة، بمراسلة كتابية غير أن زوجها رفض ذلك ومزق المراسلة.
أما والدة المتهمة، فصرحت بأن ابنتها ظلت لمدة 5 أشهر بعد ولادتها في منزلها، وضربها لأطفالها كان كأي سلوك لأم تؤدب أبناءها، مضيفة بأن زوج ابنتها يقول في كل مرة بأنه لا يريد الزوجة التي تتناول المهدئات، ومزق رسالة علاجها رغم أن الأخصائي المعالج أكد بأن فترة 10 أيام كافية لتعافيها.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى