يشتكي خبازون بولاية باتنة، من ندرة الفرينة التي تعد المادة الأساسية لصنع الخبز، كما اشتكى مواطنون من ندرة مادة زيت المائدة في المحلات التجارية و تخوفوا من تكرر سيناريو الندرة الذي وقع قبل وخلال شهر رمضان الماضي، في وقت طمأنت فيه المصالح التجارية بتوفر مادتي الفرينة والزيت، وأكدت بأن التذبذب المسجل ضئيل ومحصور في مدينة باتنة، وأرجعته لأسباب محددة.
و كان خبازون بأحياء مدينة باتنة، رصدت «النصر» آراءهم، قد اشتكوا من عدم تمكينهم من الحصول على مادة الفرينة من المطاحن، وقالوا بأنهم اضطروا لاقتنائها من طرف وسطاء يقومون باستخراج الفرينة من المطاحن، ويشترونها من عند هؤلاء الوسطاء بأسعار تزيد بـ 50 بالمائة عن أسعارها المدعمة، وأشار أحد الخبازين إلى لجوئه لاقتناء كميات من طرف الوسطاء بسعر 3 آلاف دج للقنطار في عوض أن يشتريها بسعرها المدعم من المطاحن المقدر بـ 2000 دج. و أوضح الخبازون الذين تحدثت إليهم النصر، أنهم و لدى استفسارهم عن سبب تأخر منحهم مادة الفرينة من المطاحن تلقوا مبررات بأن دورهم لم يحن، وبأن المطاحن تخضع لتوقف تقني يحدث تأخرا وتذبذبا في توزيع كميات الفرينة للخبازين. فيما اشتكى مواطنون من عودة بروز ندرة في مادة الزيت و هو ما لاحظناه عبر عديد المحلات التجارية فيما أوعز صاحب فضاء كبير لبيع المواد الغذائية حدوث الندرة، إلى اللهفة التي لاتزال متواصلة، مؤكدا توفيره للزيت بالسعر المقنن لكنها سرعان ما تختفي بسبب التسابق لاقتنائها. من جهة أخرى، أوضح المدير الجهوي للتجارة لناحية باتنة لـ «النصر»، بأن تذبذب توفر الزيت تم تسجيله محصورا بمدينة فقط باتنة، وأرجع السبب لرفض بعض تجار التجزئة اقتناء الزيت بالفواتير، من أجل المضاربة والتلاعب في الأسعار المقننة، وبالنسبة لمادة الفرينة فأكد توفرها مشيرا لتسجيل بعض المطاحن توقفات تقنية قد تخل بكميات التوزيع، لكنه أكد في المقابل من ذلك إلزام تلك المطاحن بتوفير مخزون دائم لتفادي التذبذب.      
و كانت مصالح الرقابة التجارية بولاية باتنة، قد فرضت على الخبازين إجراءات صارمة بهدف منع المضاربة بمادة الفرينة، وألزمت مديرية التجارة الخبازين بتسوية وضعياتهم، حسب ما كشف عنه المدير الجهوي للتجارة لناحية باتنة في وقت سابق، تبعا لبيان مشترك بين ممثلي الخبازين ومصالح التجارة، يعد حسب ذات المسؤول بمثابة أرضية اتفاق من أجل توفير الخبز المقنن المحدد سعره بثمن 10 دج و كشف عن العمل للذهاب إلى تحديد احتياجات الخبازين لضبط مسار توزيع الفرينة. و كشف من جهته المدير الولائي لقطاع التجارة لـ «النصر»، عن إشعار الخبازين بتسوية وضعياتهم القانونية حتى يتسنى لهم الحصول على احتياجاتهم من مادة الفرينة بطرق قانونية دون اللجوء للوسطاء، مشيرا إلى استجابة أصحاب عدة مخابز وقال بأن مصالحه تعمل من خلال ذلك على عملية تطهير وتحديد احتياجات الخبازين من مادة الفرينة قصد منع المضاربة و تحويل مسارها، ما يتسبب في ظهور اضطرابات في السوق و قال بأن ذلك ما يدفع خبازين إلى عدم التقيد بتطبيق السعر المقنن للخبز.
و قد أرجع خبازون، سبب عدم توفير الخبز العادي بذات الكمية والنوعية السابقة المحددة بـ 10دج، إلى نقص مادة الفرنية التي تعد المادة الأساسية في تحضير الخبز، وتحدث خبازون لـ «النصر»، عن اضطرارهم لاقتناء الفرينة بأسعار غير مدعمة بطريقة غير مباشرة من نقاط البيع الأصلية، عن طريق الوسطاء، وهو ما رفع حسبهم تكاليف تحضير الخبز وتحدثوا أيضا عن ارتفاع تكاليف أخرى منها الزيت و البيض.
يـاسين عـبوبو

الرجوع إلى الأعلى