دق مواطنون ببلدية بني زيد في الجهة الغربية لولاية سكيكدة، ناقوس الخطر، إزاء تزايد ظاهرة استنزاف المياه الجوفية من طرف ما يسمونهم «بمافيا» بيع الماء القادمين من مختلف ولايات الجهة الشرقية لملء شاحنات مزودة بصهاريج من الينابيع المنتشرة بالقرى و القريبة من السد.
و أكد مواطنون في حديث مع النصر، أن المشكلة تسببت في جفاف ينابيع و هلاك مواشي و غطاء نباتي، محذرين من كارثة بيئية في حال استمرار الوضع عما هو عليه.
و وصفت مجموعة من المواطنين الوضع بالخطير و يتطلب تدخل السلطات المعنية، لوضع حد لنشاط هؤلاء الأشخاص الذين لا يهمهم مثلما قالوا سوى تحقيق الربح على حساب ضياع الثروة المائية، غير مبالين بما ينجم عن ذلك من أضرار، بينما يؤكد مدير الري أن استغلال الينابيع بدون رخصة، يعتبر غير قانوني و سيتدخل مع السلطات المحلية لحل المشكلة.
و ذكروا في هذا الخصوص، أن شاحنات من الوزن الثقيل محملة بصهاريج، تأتي دوريا من ولايات أم البواقي، باتنة، قسنطينة، سكيكدة لملء الصهاريج من الينابيع المنتشرة بقرى الطهرة، بني سلام، ازقة، الشعبة، الغيران و إعادة بيعها و المتاجرة فيها، مؤكدين أن هذا النشاط و إضافة لكونه غير قانوني، فإنه تسبب حسبهم في جفاف هذه الينابيع و أدى إلى انخفاض منسوب سد بني زيد الذي يمون العديد من البلديات، باعتبار أن مياه الينابيع تصب غالبيتها في هذا السد، كما تسببت المشكلة، حسبهم، في تضرر الغطاء النباتي و الغابي و جفاف وديان و هلاك العديد من رؤوس الماشية التي اعتادت أن تشرب من هذه الينابيع و الوديان، لاسيما في فترة الجفاف التي عاشتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
و أضاف السكان، أن شاحنات الماء أصبحت تتسبب في إزعاج كبير للعائلات نتيجة للضجيج، ناهيك عن مشكلة تضرر الطرقات و اهترائها بسبب الوزن الثقيل للشاحنات و أشاروا إلى أن لجنة ولائية زارت المناطق المتضررة مؤخرا و وقفت على حجم الأضرار التي لحقت بالثروة الحيوانية على مستوى الينابيع المتواجدة في الغابات، حيث لاحظت تعرض رؤوس ماشية للهلاك .
مدير الري أوضح بأن مطلب السكان شرعي، لأن استغلال هذه الينابيع يتم بطريقة غير قانونية، مضيفا أنه هناك قرارات صادرة من الوزير و أخرى من والية الولاية تحدد شروط و كيفيات استغلال هذه الينابيع بطريقة قانونية، مشيرا إلى أنه منح من قبل توجيهات لرؤساء المجالس الشعبية البلدية، بإصدار قرارات لممارسي هذا النشاط و ضرورة أن يستوفي كل واحد فيهم الشروط المحدودة قانونا و أكد المتحدث، أنه سيتنقل غدا إلى المنطقة لإيجاد حل للمشكلة مع السلطات المحلية.
و علمنا من عضو بالمجلس الشعبي لبلدية بني زيد، بأن المجلس و قبل تجميد نشاطه، برمج دراسة هذه القضية و اقترح فتح حنفيات عمومية بقرب السد بطريقة قانونية و بثمن رمزي لأصحاب الشاحنات.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى