اتفاقيات لتكوين متخصصين في السياحة و الزراعة و الطاقة الشمسية
أبرمت مديرية التكوين المهني بقالمة عدة اتفاقيات مع متعاملين خواص، لتكوين عدد كبير من الشباب في عدة تخصصات جديدة أصبحت مطلوبة بكثرة في سوق العمالة المحلية نظرا للتحولات الاجتماعية و الاقتصادية الكبيرة التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.  
  و في هذا الإطار قال مدير القطاع عبد الكريم دريسي في لقاء مع الصحافة المحلية الأسبوع الماضي، بأنه تم الاتفاق مع أصحاب المركبات السياحية الجاري إنجازها بولاية قالمة لتكوين عدد هام من المتخصصين في الفندقة، كأعوان الاستقبال و المسيرين و المرشدين السياحيين و عمال الصيانة و البستنة و غيرها من التخصصات المطلوبة بالفنادق و المركبات السياحية التي دخلت مرحلة الإنجاز بمدن قالمة، حمام دباغ، عين العربي و وادي الزناتي، و بلديات أخرى استفادت من مشاريع في استثمار سياحي واعد يعول عليه كثيرا لتحريك التنمية المحلية و فتح مناصب عمل جديدة للشباب المتخرج من الجامعات و مراكز التكوين المهني.  
و تجري حاليا مفاوضات مع أصحاب المشاريع السياحية من أجل تحديد عدد مناصب التكوين و التخصصات المطلوبة و هذا لاتخاذ الإجراءات اللازمة من حيث توفير المقاعد البيداغوجية و هيئة التدريس و التمهين، التي ستتولى عملية التكوين و إعداد كوادر المستقبل التي ستتولى مهمة تسيير المركبات السياحية المستقبلية و خاصة تلك التي انطلقت قبل أشهر بالمدينة السياحة حمام دباغ حيث ينتظر بعث منتجعات سياحة كبيرة من شانها إحداث طفرة سياحية بالمنطقة.  
و كانت سلطات قالمة قد حثت أصحاب المشاريع على ضرورة التفكير في الكوادر البشرية التي ستتولى مهمة التسيير و هذا بالموازاة مع انطلاق أشغال البناء حتى لا تقع مشاكل في التوظيف و الاستغلال عندما تكتمل المنتجعات و الفنادق التي دخل بعضها مرحلة متقدمة من الإنجاز.  
و حسب مدير التكوين المهني بقالمة فإن قطاعه قادر على تكوين كوادر ذات كفاءة بإمكانها تسيير منتجعات سياحية كبرى كالتي يتوقع انجازها بعدة مواقع سياحية بالمنطقة و ضمان 80 بالمائة من احتياجاتها في مجال اليد العاملة المؤهلة و المتخصصة.  
و يعاني قطاع السياحة بقالمة من مشكل اليد العاملة المدربة حيث ظلت الفنادق و المنتجعات السياحية المحلية تعتمد على عمال ذوي مستوى متدني اغلبهم اكتسب خبرة بسيطة بمواقع العمل و تدرج في مساره المهني لكنه ظل يقدم خدمات محدودة لم تعد قادرة على الاستجابة للتحولات الجديدة التي يعرفها عالم السياحة الحديثة التي تعتمد أكثر على الاستقبال و الإرشاد و التوجيه و التنشيط و تنظيم الرحلات و التبادل و الاتصال الداخلي و الخارجي الفعال و حملات الترويج و الدعاية لتسويق المنتوج السياحي.  
و ظل نشاط قطاع التكوين المهني بقالمة مقتصرا على التكوين في بعض التخصصات ذات العلاقة القريبة من قطاع السياحية كصناعة الحلي التقليدية و الطرز و الخياطة و الرسم و النقش على الخشب و الفخار و أشغال الديكور و غيرها من التخصصات المهنية الأخرى ذات العلاقة بقطاع السياحة لكنه لم يقتحم مجال تكوين العمال و الموظفين المؤهلين.  
كما قرر قطاع التكوين المهني بقالمة الانفتاح على تخصصات أخرى أصبحت مطلوبة بقوة أهمها قطاع الطاقة الشمسية التي بدأت تتحول تدريجيا إلى طاقة المستقبل النظيفة و غير المكلفة مقارنة بالطاقة التقليدية.  
و ذكر بأنه تم توقيع اتفاقية مع مستثمر خاص يعتزم بناء مصنع لتركيب لوحات الطاقة الشمسية و هذا لتكوين عدد كبير من الشباب في مجال تركيب اللوحات و إنتاج الكهرباء، و سيكون التكوين مشتركا بين مؤسسات التكوين المهني و متخصصين أجانب سيتولون مهمة بناء المصنع و إدخاله مرحلة الاستغلال.  
و بعد نهاية عملية البناء سيقوم المصنع بتوظيف الشباب المكون للانطلاق في عملية الإنتاج و تركيب لوحات الطاقة الشمسية لإمداد المنطقة بالكهرباء.  
و يتوجه قطاع التكوين المهني بقالمة بقوة إلى تخصصات جديدة فرضها الوضع الاقتصادي و الاجتماعي الجديد و هذا لتكييف التكوين مع متطلبات سوق العمل و ضمان مناصب عمل للخريجين و مساعدتهم على دخول مجال الاستثمارات الصغيرة و المساهمة في خلق مناصب عمل و تحريك التنمية المحلية.   
و في هذا الإطار سيتم فتح تخصصات أخرى في مجال الطبوغرافيا و تصليح أجهزة التبريد و التكييف و معدات الاتصال السلكي و اللاسلكي و الخزف المنزلي المنتشر بقوة في ولاية قالمة حيث توجد هنا أكبر مؤسسة منتجة له بالجزائر و احتياطي كبير من المواد الأولية.  
و يجري القطاع مساع كبيرة لفتح تخصص زراعي جديد يهدف إلى تكوين متخصصين في تقليم الأشجار المثمرة و تطويرها حيث تعاني ولاية قالمة من نقص كبير في هذا المجال و أصبح المزارعون المحليون يستنجدون بعمال متخصصين من سهل متيجة للاعتناء ببساتين الأشجار المثمرة و تقليمها كل سنة و هذا مقابل مبالغ مالية كبيرة و انتظار قد يدوم عدة أشهر.  
و قال مدير التكوين المهني بأنه بإمكان أصحاب البساتين أنفسهم الاستفادة من التكوين و الخضوع لدورات تدريب مكثفة تسمح لهم بالحصول على معارف أساسية في مجال تقليم الأشجار وفق قواعد عملية صحيحة تزيد الإنتاج و تطيل عمر الشجرة و تحميها من الأمراض.  و بعد عزوف استمر سنوات طويلة بدأت مؤسسات التكوين المهني بقالمة تستقطب المزيد من الراغبين في الحصول على تكوين متخصص يسمح لهم بدخول عالم الشغل و الاستثمار و الاستفادة من آليات التشغيل الثلاث أنساج، انجام و كناك حيث يعرف تعداد المنخرطين في مسارات التكوين المختلفة ارتفاعا متزايدا بين سنة و أخرى حتى أصبح قطاع التكوين المهني منافسا قويا للتعليم الكلاسيكي بمختلف مستوياته.  
و تعمل قطاعات إدارية و خدماتية و اقتصادية بقالمة على الاستفادة من مؤسسات التكوين المهني و ذالك من خلال التكوين المتواصل للموظفين من خلال اتفاقيات حول دروس مسائية في مجال التأهيل و التكوين عن طريق المعابر و صيغ تكوين أخرى تسمح برفع كفاءة الموظفين و تؤهلهم لمواجهة التطورات المتسارعة التي تعرفها القطاعات المستخدمة.             فريد.غ                      

الرجوع إلى الأعلى