تسجل أسعار الأضاحي، لهذا العام ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية، حيث يؤكد مربو مواشي أن سعر خروف لم يكس الصوف جسده بعد ينطلق من 6 ملايين سنتيم،  و عزوا الأمر إلى قلة العرض بسبب الجفاف الذي يهيمن على المشهد الفلاحي منذ سنوات، فضلا عن ذبح  أعداد كبيرة من النعاج في المواسم والسنوات الماضية، ما سبب  تراجع أعداد المواشي.
وشرع العديد من الموالين، عبر مختلف بلديات الولاية بعرض الأضاحي عبر مختلف المزارع سواء بالتجزئة أو الجملة، لكنهم سجلوا إقبالا محتشما من طرف المواطنين عليها بسبب الأصداء التي راجت حول ارتفاع أسعار « كباش العيد»، التي أكدوا بأنها ارتفعت بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي.  وأفاد  مربي يعرض الأضاحي للبيع بالجملة والتجزئة أيضا، على مستوى بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو ، أن هذا الموسم يختلف كثيرا عن سابقيه فقد ظهرت نتائج الاختلالات  المسجلة طيلة السنوات الماضية، بشكل جلي في هذا العام، وهو ما تسبب في عدم توزان حاد بين العرض والطلب ،منذ شهر ديسمبر الماضي. وأوضح المتحدث، أنه لا يمكن الحديث عن ارتفاع الأسعار في  موسم عيد الأضحى الحالي دون التعريج على ما سبقه من تأثيرات على قطاع المواشي، حيث أكد أن مختلف الولايات شهدت ما يشبه إبادة للأنثى في السنوات السابقة لاسيما في الأعياد وأشهر رمضان، وذلك نظرا لانخفاض ثمنها، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع أعدداها بشكل كبير وبالتالي تسجيل انخفاض في التكاثر ومعه تراجع في أعداد الماشية.
ولفت المتحدث بخصوص الأسعار، بأنها تنطلق ابتداء من 6 ملايين سنتيم، إذ أن سعر الخروف البالغ من العمر 6 أشهر قد يصل حتى إلى 8 ملايين سنتيم ، مشيرا إلى  أن سعره العام الماضي كان لا يتجاوز 4 ملايين سنتيم، أما متوسط الحجم «العلوش «فيتراوح ما بين 8 إلى 10 ملايين سنتيم،  والأكبر حجما تتراوح ما بين 10 إلى 12 مليون سنتيم ، فيما الأنواع وبعض السلالات الخاصة، على غرار أولاد جلال، فتصل حتى إلى 16 مليون سنتيم.
 وذكر مربي، آخر، أنه اشترى أزيد من 120 خروفا عمرها يقل  عن 5 أشهر من عند موال شهر ديسمبر الماضي بستة ملايين  سنتيم، مع عدم تحصله على العدد الذي طلبه بسبب النقص الكبير في العرض، علما أنه اشترى ذات الصنف العام الماضي بمبالغ تتراوح ما بين 3 إلى 3.5 مليون سنتيم فقط ، مشيرا إلى أن الكثير من المربين لم يتمكنوا في الأساس من شراء رؤوس إلا بشق الأنفس، ومنهم من لم يستطع مواكبة الأثمان المرتفعة. وأبرز المتحدث، أن عوامل متداخلة تسببت في تعقيد الوضع في سوق المواشي، حيث أن الجفاف الذي يهيمن على النشاط الفلاحي في الجزائر منذ قرابة عقد من الزمن يعد سببا رئيسيا في الوضع، حيث أن النعاج، مثلما أكد، أصبحت لا تلد إلا مرة واحدة في السنة بسبب انحسار مساحات الرعي وقلة الغذاء في حين كانت في السابق تلد توأما ولمرتين في العام وذلك في شهري مارس وسبتمبر، ضف إلى ذلك أنها أصبحت لا تلد إلا حملا واحد فقط وفي الكثير من الحالات لا تحافظ عليه.
وذكر مربي ثالث، أن عدد الموالين والمربين تراجع بشكل كبير في العام الجاري ، بسبب عدم استقرار السوق وأسعار الأعلاف ونقصها وهو ما تسبب في الكثير من الحالات في خسائر، إذ أن سعر العلف الممتاز يصل إلى 7500 دينار للقنطار أما العادي فيقدر بـ 4600،  كما أكد أن الكميات التي تمنحها الدولة لفائدة المربين قليلة جدا ما، يضطرهم إلى شرائها من السوق السوداء بأثمان باهظة جدا، في حين أن أسعار مختلف أنواع العشب، التي تتغذى منها الأغنام، مثلما أكد، قد ارتفعت هي الأخرى إذ  أن سعر «البالة» وهي كمية يقدر وزنها بحوالي 15 كيلوغراما من «القرط « قد وصل ثمنها  إلى 1000  دينار في فصل الشتاء الماضي بسبب الجفاف.
لكن المتحدث، أكد بأن أسعار الأعلاف لا تعد السبب الرئيسي في الغلاء، حيث أن تأثيرها أقل حدة مقارنة بالعوامل الأخرى المتعلقة بالجفاف المسجل منذ سنوات فضلا عن تراجع أعداد رؤوس الأغنام، كما أشار إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع في الإقبال على مختلف المزارع من المواطنين، فضلا عن فئة الوسطاء التي كانت في السابق تشتري مبكرا رؤوسا بالجملة ثم تبيعها في مختلف النقاط.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى