أطفـال و مراهقـون من قرية عين تاحميمين بقالمـة يشلـون الطريق الوطني رقم 16
شن سكان قرية عين تاحميمين الوقعة شرقي قالمة حركة احتجاجية عنيفة أمس الاثنين مطالبين بحل مشاكل اقتصادية و اجتماعية تعاني منها القرية منذ سنوات طويلة كما يقول السكان الذين انتشروا على طول الطريق الوطني 16 العابر للقرية و رفضوا التحاور مع مسؤولين محليين تنقلوا إلى موقع الاحتجاج لكنهم أجبروا على المغادرة وسط موجة غضب يقودها أطفال و شباب بين 10 و 30 سنة.
و اشعل المحتجون العجلات المطاطية و سدوا مداخل القرية بالحجارة و المتاريس و فجروا قارورات بلاستيكية معبأة على ما يبدو بمواد صلبة و سائلة سريعة التفاعل و مولدة لضغط شديد، و تعطلت حركة السير على الوطني 16 الرابط بين عنابة و سوق اهراس و تبسة مرورا بالإقليم الشرقي لولاية قالمة و بقي مئات المسافرين عالقين عدة ساعات كما شاهدنا عندما تنقلنا إلى عين تاحميمين قبل منتصف النهار.  و قال السكان بأنهم يطالبون بتشغيل شبكة الغاز الطبيعي المعطلة منذ مدة طويلة موضحين بأن قريتهم استفادت من مشروع للربط بالغاز الطبيعي و تم انجاز الشبكة الداخلية و ربط المنازل لكن الغاز لم يشتغل بعد بسبب انعدام الربط و التدفق من الانبوب الرئيسي. و رفع السكان انشغالات أخرى بينها مشكل العقار الذي يضيق على عين تاحميمين و يحول دون توسعها و منع من توطين البناءات الريفية في ظل أزمة سكن خانقة يعاني منها العديد من أهالي القرية الجبلية المتاخمة لحدود ولاية سوق أهراس.  و حسب المحتجين الذين كانوا يتحدثون بغضب و عصبية كبيرة فإن شوارع القرية ترابية تتحول إلى اوحال في الشتاء و ان الشباب يعاني من البطالة و يتعرض لمضايقات عند ممارسة تجارة الرصيف، حيث تنعدم المحال التجارية و محلات الرئيس بالفضاء التجاري الممتد على جانبي الطريق الوطني 16 عصب الحركة التجارية بالقرى الواقعة بين قالمة و سوق أهراس.     قال المحتجون بأن منازل عين تاحميمين تعرضت إلى التصدع باستمرار بسبب تحرك الطبقات الأرضية على طول منحدر  حاد يشكل قلب القرية التي ضاقت بأهلها و لم تجد فضاءات أخرى تتوسع إليها.  و تحدث السكان عن صراعات مريرة مع ملاك خواص يزعمون ملكية أوعية عقارية وسط القرية يقول الأهالي بانها تصلح لبناء محال تجارية و توطين بناءات ريفية و مرافق خدماتية و تعليمية.   و ذكروا أيضا بأن تلاميذ عين تاحميمين يعانون من مشاكل النقل المدرسي باتجاه مجاز الصفا و بوشقوف و يعتمدون بشكل رئيسي على سيارات الأجرة و حافلات العبور للالتحاق بمقاعد الدراسة في ساعة مبكرة من الصباح و العودة إلى منازلهم كل مساء، بالإضافة إلى انشغالات أخرى بينها المركز البريدي المغلق و تدهور الطريق المؤدي إلى المدرسة و نقص الرعاية الصحية.   و تدخلت قوات الدرك الوطني قرب مجاز الصفاء لتحويل حركة المرور باتجاه حمام النبائل و الدهوارة ثم وادي الشحم و المقفل و الدخول من جديد إلى الطريق الوطني 16 المغلق و هي مسافة طويلة تكلف الكثير من الوقت و الجهد.  و تركنا النيران مشتعلة على مداخل القرية عندما غادرناها مساء و كدنا ان نتعرض إلى تهديدات و مضايقات من مراهقين لم يتوقوا عن تفجير القارورات البلاستيكة بعنف و التلويح بالقضبان الحديدية امام انظار كبار القرية الذين اتخذوا موقع المتفرج على العنف المتصاعد وسط سحب من الدخان الأسود.

فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى