بدأت دودة الأرض البيضاء تفتك بمحاصيل القمح في عدة مناطق غرب قالمة، و دمرت مساحات معتبرة من القمح كما يحدث ببلديتي حمام دباغ، و بوحمدان، فيما وجه المعهد الوطني لحماية النباتات تحذيرا من ظاهرة أخرى مدمرة لا تقل خطورة عن الدودة البيضاء.   
و قال مزارعون بأنهم عثروا على الدودة البيضاء تحت التربة بالمواقع المتضررة، لكنهم لا يعرفون كيف يواجهون وضعا خطيرا يهدد مساحات واسعة من القمح في ظل الارتفاع المتواصل للحرارة و الجفاف، معتقدين بأن مكافحة الدودة البيضاء في هذه المرحلة تبدو مستحيلة لكنهم يعلقون آملا كبيرا على مهندسي مديرية المصالح الفلاحية لإيجاد حلول مؤقتة تسمح بوقف انتشار المرض، في انتظار مخطط للمكافحة العملية بداية من الصيف القادم و قبل عملية البذر الجديدة.   و يتوقع المزارعون المتضررون من مرض الدودة البيضاء بقالمة خسائر كبيرة في المحاصيل ربما ستعقد أوضاعهم المادية أكثر و تجعلهم في وضع صعب لمواصلة النشاط و تسديد ديون البنوك بالنسبة للمزارعين الذين يعتمدون على قرض الرفيق كل موسم.  و حسب بعض المختصين في الزراعة المحلية فإن أغلب الفلاحين المنتجين للقمح بقالمة لا يتبعون المسارات التقنية و الدورة الزراعية التي تسمح بتطهير الحقول من الحشرات و الديدان الفتاكة، و الأعشاب الضارة و ذالك عن طريق الحرث العميق في الصيف و استعمال المبيدات و معقمات التربة قبل الزرع و معالجة البذور بمواد كيميائية مضادة للدودة البيضاء.  و يتوقع تحرك مهندسي مديرية المصالح الفلاحية باتجاه الحقول المتضررة لتقديم المساعدة للفلاحين و تسجيلهم في برنامج مكافحة الدودة البيضاء الموسم القادم، و ذالك بمنحهم بذورا معالجة بمواد مضادة للدودة الفتاكة و توفير المبيدات الفعالة و تدريبهم على تقنية الحرث العميق في الصيف و إتباع الدورة الزراعية، و هذا لمواجهة آثار التغيرات المناخية الي بدأت تظهر بوضوح على المحاصيل الكبرى بالجزائر.  
و جاء في التحذير الأول الصادر على موقع المعهد الوطني لحماية النباتات الأسبوع الماضي بأن أعراض الأمراض الورقية مثل «السيبتوريز»، التبقع و «الواديوم»  قد بدأت في الظهور بأقاليم الحبوب الواقعة بولايتي قالمة و قسنطينة و هذا راجع إلى الظروف المناخية السائدة هذه الأيام من حرارة و رطوبة، و دعا منتجي الحبوب إلى مزيد من الحيطة و الحذر لمواجهة الوضع في حالة بلوغه مرحلة الخطر.                                                                                            
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى