أعلنت مؤسسة النقل الجزائرية عن طريق الكوابل، أول أمس، عن استئناف خط التليفيريك بعنابة، العمل خلال الثلاثي الأول لسنة 2017 بعد سنتين من التوقف، حيث انطلقت أشغال التهيئة بالمصاعد الهوائية المعطلة بمختلف الخطوط، خلال الشهر الجاري وتستمر عملية الإصلاح ستة أشهر كاملة.
وستقوم المؤسسة بعملية لعصرنة العربات، استنادا لبيان مؤسسة النقل الجزائرية عن طريق الكوابل، حسب المعايير الدولية للأمن و مراقبة و تجديد العربات والتجهيزات الكهربائية  الالكترونية، و تجريبها بالحمولة القصوى في إطار احترام المعايير المعمول بها، قصد تقديم خدمة فعالة للمواطنين.
وكان توقف المصعد الهوائي بعنابة حسب مصادرنا، بسبب عطب تقني ناجم عن تلف تسببت فيه صاعقة رعدية ضربت المحطة الرئيسية، و مست الأضرار شبكة كوابل الكهرباء والمحركات التي تشغله، حيث عجزت المؤسسة العمومية لنقل الحضري والشبه الحضري " أوتيا " عن إصلاح العطب، عن طريق التعاقد مع مؤسسة صيانة خاصة، لما تعانيه من أزمة مالية خانقة، لم تستطع بسببها توفير المبالغ المالية الكافية لإعادة التليفيريك للخدمة من جديد، بعد توقفه في شهر أفريل 2014.
 وقد تم حسب بيان الشركة الاستنجاد بتقنيين من شركة "أومافاسكي " الفرنسية، للشروع في إصلاح العطب، حيث أفضت نتائج معاينة الخبراء الأجانب للأضرار، إلى ضرورة تخصيص مبلغ مالي معتبر ليصل إلى 2 مليار سنتيم لتجديد الأجهزة و الكوابل التي تعرضت للتلف.
وتضيف مصادرنا بأن إدارة المؤسسة عجزت عن تمويل عملية صيانة التليفيريك، بسبب المشاكل المالية التي تتخبط فيها، على اعتبار أن المداخيل السنوية للتليفيريك لا تغطي نفقات الصيانة، وأجور العمال،  وتشير ذات المصادر إلى أن قيمة العجز المسجل في الفترة الممتدة بين 2006 و 2013 بلغ 6.5 مليار سنتيم، حيث   تشمل مداخيل الشركة نشاط حافلات اللنقل الحضري بوسط المدينة وضواحيها، كما اعتبر مسؤلون بمؤسسة النقل الحضري أن سبب تأخر إصلاح التيلفيريك يعود إلى عدم تخصيص غلاف مالي خاص من قبل الوزارة، لكون الإعانات و الاعتمادات المالية التي تتحصل عليها المؤسسة، تذهب في جزء كبير منها لصيانة الحافلات، ما يعقد عملية إيجاد موارد مالية، لصيانته في حال تعرضه
 للعطب .
وذكرت مصادرنا بأن وزارة النقل أعادت النظر في طريقة تسيير التليفيريك، بسحب الإشراف عليه من مؤسسة النقل الحضري وإسناد المهمة لشركة النقل عبر الكوابل مباشرة.   
وفي ذات السياق عبر سكان من منطقة سرايدي عن استيائهم للسلطات المحلية، جراء المعاناة التي لحقتهم بعد توقف التليفيريك لكونه وسيلة نقل حيوية  خاصة في فصل الشتاء، للتقليص من هاجس التقلبات الجوية التي تؤدي في الكثير من المرات إلى قطع الطريق، أين تنعزل المنطقة كليا بسبب التساقط الكثيف للثلوج بأعالي جبال الإيدوغ، ليصبح التليفيريك المنفذ الوحيد للسكان للتزود بالمؤونة وغيرها من الأغراض، أثناء انقطاع الحركة على الطريق الرئيسي الذي يربط بلدية سرايدي بعاصمة الولاية.
تجدر الإشارة إلى أن الخط الرابط بين عنابة و سرايدي يتوفر على 62 عربة لنقل السكان على مسافة 4 كلم تستغرق الرحلة على متنها 15 دقيقة، وتقدر تسعيرة الخدمة بـ 30 دج، ويفضل المواطنون استخدام التليفيريك بدلا من الحافلات، لأنه أقل سعرا و يختصر المسافة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى