تراجع منتوج المشمش لهذا الموسم ببلدية سفيان في ولاية باتنة، بصورة كبيرة مقارنة مع المواسم الماضية، و اعتبر الفلاحون أن العواقب ستكون سلبية في حال بقي الوضع على حاله، خاصة وأن هذا النشاط هو الأبرز بالمنطقة على حد تعبير عدد من الفلاحين. و تعد بلدية سفيان من أشهر المناطق التي تنتج فاكهة المشمش بالجنوب الغربي للولاية، فهي بالإضافة إلى كل من بلديات دوائر أولاد سي سليمان، رأس العيون، والمقدرة بـ 12 بلدية يضاف إليها بلديات دائرتي منعة وعين التوتة تساهم في 50 بالمائة من الإنتاج الوطني لهذه الفاكهة حسب تصريح مسؤولين في لجنة الفلاحة بالبلدية ذاتها.
و صرح عدد من الفلاحين في حديث مع «النصر» بأن بلدية سفيان بها مساحة تصل إلى حدود 1500 هكتار تتميز بالنشاط الفلاحي، وإنتاج المشمش هو النشاط الأبرز بها، و يضيف هؤلاء بأن إنتاج الموسم الماضي بلغ حوالي 2000 طن، فيما لن يتجاوز إنتاج هذا الموسم 1500 طن على أقصى تقدير، حيث عرف تراجعا كبيرا مقارنة مع إنتاج السنوات الماضية لعدة أسباب وعوامل، و حسبهم فإن الفلاح هو المتضرر الوحيد من هذه الوضعية. و قد تحدث رئيس إحدى الجمعيات الفلاحية الناشطة على مستوى بلدية سفيان عن جملة من الأسباب التي تقف وراء انخفاض الإنتاج هذا العام، وأرجعها إلى انتشار بعض الحشرات الضارة و التي ألحقت أضرارا جسيمة بأشجار المشمش بالمنطقة، حيث لم يجد الفلاحون طريقة ناجعة لمحاربتها والقضاء عليها، كما أضاف المتحدث ذاته بأن المناخ له دور بارز في هذا التراجع بسبب ما عاشته المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية من جفاف وندرة في الأمطار مما أثر سلبا على إنتاجية الأشجار.  كما تسبب انخفاض منسوب المياه بمعظم الآبار الارتوازية التي يستغلها الفلاحون في تراجع الإنتاج ، ذكر محدثنا منها على سبيل المثال لا الحصر بئر رأس العين الذي تراجع منسوب مياهه بشكل ملحوظ مقارنة مع السنوات الماضية، وهي المخاوف التي جعلت الفلاحين يتوقعون تراجع النشاط الفلاحي بالمنطقة في حال لم تتخذ الدولة تدابير وقائية في هذا القطاع.
و في هذا السياق أعلن رئيس البلدية في اتصال مع النصر عن توجيه مراسلات وتقارير عدة للجهات المختصة من أجل منح رخص لحفر آبار جديدة لرفع نسبة مياه السقي، و يأمل المسؤول ذاته أن تتدخل مصالح مديرية الفلاحة بباتنة لدعم النشاط الفلاحي، خاصة ما تعلق بالأشجار المثمرة لتشجيع الفلاحين على  الاستمرار في هذا النشاط، الذي يعتبر مصدر رزق للعشرات من العائلات بالمنطقة.
ب.بلال

الرجوع إلى الأعلى