إدانة الفرنسي باروش بست سنـــوات سجنـــا
قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، في ساعة متأخرة من يوم أول أمس الخميس، بمعاقبة  الرعية الفرنسي «جون ميشال باروش» بـ 6 سنوات سجنا نافدا في ثاني محاكمة له بعد قبول الطعن بالنقض على مستوى المحكمة العليا، كما أصدرت الهيئة عقوبة 5 سنوات في حق شريكه (ب.ر) مع إدانة نائب رئيس بلدية عنابة السابق (س.ع) بعقوبة 3 سنوات سجنا نافدا. المحاكمة عرفت حضور ضحيتين من الفتيات اللواتي كن قاصرات بتاريخ الوقائع من أصل 16 فتاة.
وتُوبع المتهمون بجناية هتك العرض، و جنح مخالفة التشريع والتنظيم المتعلق بالصرف، تحويل قاصر، حيازة منزل مفروش و استغلاله من أجل ممارسة الدعارة، و كذا الإغراء والفسق، إضافة إلى جنح حيازة مخدرات ومؤثرات عقلية، و عرضها على القصر بهدف الاستهلاك الشخصي ، فضلا عن تهم  الإغراء على الفسق و عرض و تصوير أشرطة مخلة بالحياء، و المشاركة في الإجهاض  جنحة منح مزية غير مستحقة، جنحة حيازة وإنتاج، وعرض منتوج مخل بالحياء.
 فيما برأت المحكمة الأطباء المتهمين بعدم التبليغ على الجناية و المشاركة في الإجهاض . و التمست النيابة العامة في حق «باروش» وشريكه 7 سنوات سجنا نافدا، و6 سنوات للنائب السابق لرئيس بلدية عنابة، وعام سجنا نافدا للأطباء . للإشارة جاءت الأحكام الصادرة في المحكمة الثانية مخففة بسنة عن كل متهم، نزلت فيها عقوبة «باروش» من 7 إلى 6 سنوات سجنا نافدا.  
المتهم «جون ميشال باروش» قال لدى استجوابه من قبل قاضي محكمة الجنايات، بأن هذه القضية حطمته وقضت على سمعته، بعد أن كان يحاول القيام بمشروع استثماري في الجزائر، بإنشاء وكالة للتنقيب على ملكات الجمال، منكرا قيامه بتصوير أفلام إباحية أو إنتاج منتوج مخل بالحياء، وإنشاء وكر الدعارة واستغلال فتيات قاصرات والاعتداء عليهن جنسيا، واستهلاك المخدرات. و قال بأن ساعة اليد المتطورة المزودة بتطبيقات الكترونية وكاميرا التصوير، لم يعلم بأنها محظورة التداول في الجزائر، كما واجهته المحكمة بالعثور في غطائها على مادة الكوكايين، بغرض الاستهلاك الشخصي. في ذات السياق اعترف بممارسة الجنس مع بعض الفتيات برضاهن، بينهن « ماجدة» التي اعتبرها زوجته  وقال أنه عقد القران عليها « بالفاتحة» بعد دخوله الإسلام. وعن عملية الإجهاض التي وقعت لبعضهن، أوضح بأن فتيات كن يعانين من أمراض، ما استدعى عرضهن على أطباء النساء والتوليد، لدواعي إنسانية فقط .   لدى استجواب السائق، قدم نفسه بأنه شريكه في المشروع، يتردد على الفيلا في النهار فقط للعمل، ولم يكن يعلم بالأعمال غير الأخلاقية التي كان يقول بها « باروش». من جهته قال نائب رئيس بلدية عنابة (س.ع) الموجود خارج السجن بعد استنفاد العقوبة، بأن علاقته مع «باروش» كانت في إطار مهني ثم تطورت إلى صداقة، اقترض منه مبلغ 8 ملايين سنتيم، وأرجع المال بعد أيام، نافيا تلقي مزية غير مستحقة، ولدى مواجهته المحكمة بممارسة الجنس مع الفتيات، اعترف بذلك لان الأمر حسبه كان برضاهن.  ولدى مناداة المحكمة على الضحايا، حضرت فتاتان فقط من أصل 16 كن يترددن على فيلا «باروش» بداعي تعلم اللغة الفرنسية، قبل الدخول في برنامج ملكات الجمال وعارضات الأزياء، قالت الأولى بأنها كانت تعمل سكرتيرة بالإدارة، وبعد 15 يوما من عملها اكتشفت أمور مشبوهة فتركت العمل، وأوضحت بأنها حصلت على بطاقة ذاكرة تحتوي على أفلام، لكنها لم تنجح في أخذها، الفتاة الثانية صرحت بأنها كانت تبلغ من العمر بتاريخ الوقائع 17 سنة فرت من بيت أهلها بسبب مشاكل عائلية، فعلمت من صديقتها بوجود وكالة تبحث عن عارضات أزياء وتقدم دروس دعم في اللغة الفرنسية، ولدى التحاقها وجدت معاملة جيدة إلى جانب حصولها يوميا على مبلغ 5000 دج، غير أنها اكتشفت من المتحدثة الأولى محاولة «باروش» الوصول إليها وفض غشاء بكارتها كما فعل مع الأخريات، فتوقفت عن الذهاب. الأطباء الأربعة صبت مجمل تصريحاتهم أمام قاضي محكمة الجنايات، بأنهم قاموا بفحوصات للفتيات بصفة عادية كما يقتضيه واجبهم المهني، دون معرفتهم المسبقة «بباروش، نافين قيامهم بعمليات الإجهاض، وأكدوا بأن الفحوصات جاءت كباقي الحالات، بعضن قدموا معلومات كاذبة للأطباء بعد السؤال عن غياب أوليائهن، ولدى استجواب أحدهم  انتفض واعتبر نفسه ضحية، تعرض للحقرة بعد دخوله السجن سنة كاملة، مشيرا إلى آن «باروش» أوقع به وقام بتصويره وهو يفحص إحدى الفتيات داخل العيادة دون علمه، ونفى معرفته به أو وجود اتصال بينهما، وهو ما أكده باروش فعلا أثناء مواجهة المحكمة أول أمس.   
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى