متـهمـــون يكشفـــون عن مخطـط لتجـنـيـد الشـبـــاب الجزائري في صفـوف "داعش"
أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، مساء أمس أحكاما بالسجن لمدة 12 سنة،  ضد عنصرين ضمن شبكة مختصة في تجنيد الشباب للجهاد في صفوف  ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام «داعش» باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك».  و قد التمست النيابة العامة تسليط عقوبة في حق المتهمين بالسجن لمدة  15 سنة عن تهمة جناية الإشادة بأفعال إرهابية وجناية
 محاولة الانخراط في منظمة إرهابية تنشط بالخارج.
 و تعود وقائع اكتشاف محاولة المتهمين الالتحاق بالتنظيم الإرهابي إلى تاريخ 8 مارس 2015، عندما تمكنت مصالح الدرك الوطني في ولاية الطارف، من تفكيك شبكة دولية مختصة في تجنيد الشباب الجزائري في صفوف تنظيم «داعش»، و قد تم بناء على المعلومات التي حصلت عليها مصالح الدرك الوطني، تفتيش منازل 03 أشخاص لهم قرابة عائلية على مستوى بلديتي البسباس بولاية الطارف و مجاز الصفاء بولاية قالمة، حيث تم العثور عند  تفتيش منزل المدعو (م.ع.ا) على جواز سفر و تأشيرة السفر إلى تركيا، و مبلغ مالي يقدر بـ 200 دولار و ثلاثة هواتف و5 شرائح للهاتف النقال و كذا ثلاثة حوامل مغناطيسية مع وحدة مركزية للحاسوب وطابعة ومخططات منجزة باليد تبين كيفية صنع القنابل اليدوية «الهيدروجينية» وخرائط لمدن و قرى  في سوريا.
عملية التوقيف حسب ما دار في جلسة المحاكمة، جاءت استغلالا لمعلومات تم التوصل إليها من خلال اتصالات عبر شبكات التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لعدد من المشتبه فيهم، تُحرض على الجهاد في سوريا.
وبناء على المعلومات التي توصل إليها عناصر الضبطية القضائية، تم ترصد أفراد الشبكة الناشطين على المستوى المحلي، ومكنت اعترافات الموقوفين، من التوصل إلى هوية المتهم الرئيسي، و يتعلق الأمر  بالمدعو ( م.ف 27 سنة) المكنى «أبودجانه البتار الجزائري» الذي التحق بصفوف «داعش» في سوريا سنة 2014، و كانت مهمته تجنيد الشباب الجزائري، و تقديم الدعم المالي عن طريق وسيط من العاصمة، يعمل كموظف بوزارة المالية،  حيث تكفل هذا الأخير بإجراءات سفر المتهم (م.ع.ن)، وهو شقيق «أبودجانة» الذي رفض محاكمته عن بعد أمس، من سجن الحراش،  بعدما تم توقيفه على مستوى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة، عندما كان بصدد السفر نحو مطار « اتاتورك» باسطنبول في تركيا،  للالتحاق بأخيه في سوريا.
و استنادا لما جاء في قرار الإحالة  فقد كان المتهمان (م.ع.م) و (ب.ب) اللذان تمت محاكمتهما أمس بعنابة  يجريان اتصالات دائمة  مع (م.ع.ا) بتشجيع من شقيقه المكنى «أبو دجانة البتار الجزائري» للالتحاق بصفوف «داعش» في سوريا، و الذي كان يعرض عليهما الأموال، حيث تلقى (ب.ب) مبلغا ماليا يقدر بـ 450 دولار و10 أورو و مبلغ 13 ألف دينار جزائري، مع تحفيزهما بصور فيديو تبرز ما يدور وسط التنظيم الإرهابي، و الأسلحة المستعملة في صفوف «داعش» وكانت لهما محادثات مع كبار الإرهابيين في تنظيم الدولة المتواجدين في سوريا، وهو ما أكدته المحادثات المتبادلة عبر موقع «فايسبوك». المتهمان أكدا أمام قاضي محكمة الجنايات أمس وجود اتصالات مع شقيق "أبو دجانة " غير أنهما  ذكرا بأنها تراجعا عن فكرة التجنيد، بعدما صرفا المال، الذي تم تقديمه لهما لإتمام إجراءات السفر.                                                                                                                                                                                   

ح. دريدح

الرجوع إلى الأعلى