أزمــة   في غـــاز البوتـــان  بعنابــــة
تعاني ضواحي ولاية عنابة من أزمة التزود بغاز البوتان، بسبب تقليص الحصص الموجهة للمناطق النائية والتجمعات السكنية غير الموصولة بغاز المدينة، حيث ذكرت مصادر محلية للنصر، بأن شاحنات التوزيع ببلديات الجهة الشرقية على غرار العلمة و الشرفة، تصل مرة كل أسبوعين، لبيع كميات محدودة و حيث لا يتمكن جميع السكان من الحصول على قارورات غاز البوتان. و أمام تذبذب التوزيع رفعت نقاط البيع غير المعتمدة و الباعة الخواص سعر القارورة الوحدة إلى 600 دينار نتيجة المضاربة، خاصة بالمناطق النائية بحجة صعوبة المسالك و سوء أحوال الطقس.  وأرجعت مصالح نفطال سبب تسجيل نقص في غاز البوتان بولاية عنابة، إلى توجيه الكميات الأكبر لدوائر ولايات سكيكدة، قالمة، و الطارف، بسبب تضررها بشكل كبير من تساقط الثلوج، و سجلت الوحدة الجهوية لتعبئة قارورات غاز البوتان التابعة لمؤسسة نفطال ببلدية برحال بعنابة، في الأيام الأخيرة استنادا لمصادرنا، ارتفاعا كبيرا في الطلب على قارورات الغاز، لم تستطع الوحدة تغطيته بسبب الحجم الهائل لطلبات الموزعين الخواص، و كذا أصحاب محطات البنزين التي توجد بها نقاط بيع غاز البوتان، بسبب الاستهلاك المتزايد لهذه المادة الحيوية التي تستخدم في التدفئة و الطهي بالمناطق النائية و داخل الأحياء التي لم يصلها غاز المدينة. و كشف مصدر مسؤول بوحدة تعبئة الغاز ببرحال، عن وصول حجم الإنتاج إلى ذروته بقدرة تجاوزت 11 ألف قارورة يوميا، بعد وضع برنامج خاص يقضي بمضاعفة العمل على مستوى كامل مراحل التعبئة باعتماد نظام المناوبة،  حيث قامت إدارة الوحدة بتشكيل ثلاث فرق تعمل ليلا و نهارا لتغطية العجز المسجل نظرا لكثرة الطلب على الغاز بالمناطق النائية.  وأوضح ذات المصدر، بأن الوحدة تعرف ضغطا كبيرا في هذه الفترة خاصة و أنها تقوم بتزويد أربع ولايات بالغاز هي عنابة، الطارف، قالمة، و بعض الدوائر من ولاية سكيكدة، أين يفوق الطلب القدرة الإنتاجية للوحدة، ما أدى إلى تحديد الكمية الممنوحة لكل منطقة حسب نسبة الاستهلاك و تأتي ولاية قالمة في الصدارة بـ 4800 قارورة يوميا. كما أوردت مصادرنا بأن التغطية المرتفعة في الولايات الكبرى بغاز المدينة على غرار عنابة، التي تقارب نسبة التزود بها 80 بالمائة، لا يعكس في الواقع حجم الطلب المنخفض،  حيث تبين الأرقام أن نسبة استهلاك غاز البوتان بها مرتفعة جدا، و ذلك راجع إلى العدد الهائل من البيوت الفوضوية و القصديرية، إلى جانب الحصص السكنية التي وزعت مؤخرا ولا تزال الشقق فيها لا تتوفر على غاز المدينة . النصر وقفت في بعض نقاط البيع بعنابة، على نفاد كامل مخزوناتها من غاز البوتان، على غرار محطة الوقود المتواجدة بالقرب من الأحياء القصديرية، حيث يشتكي قاطنوها من النقص الكبير في التزود بهذه المادة الحيوية، و يضطرون للذهاب إلى أماكن أخرى لتلبية احتياجاتهم و توفير التدفئة لعائلاتهم.
و أكد أصحاب نقاط البيع الذين تحدثت إليهم النصر، بأن الكمية التي تزودهم بها شركة نفطال تكفي في الحقيقة لتلبية حاجة السكان لمدة أسبوع سواء للطهي أو التدفئة، غير أن الخوف من تذبذب التزود بغاز البوتان خلال هذه الفترة، يجعلهم دائما يخزنون كميات تزيد عن الحاجة في منازلهم و بمجرد فراغ  قارورة واحدة فقط يسارعون إلى تعبئتها.                   
                                    حسين دريدح    

الرجوع إلى الأعلى