الولجــــة .. جنــــة منسيـــة في أعالــــي جبــــال القـــــل
قرية الولجة ببلدية أولاد عطية بأقصى غرب ولاية سكيكدة ، الوصول إليها يعيدك إلى الزمن الغابر، طريق متدهور مليء بالحفر والمطبات وسكان يشدون الرحال على الأقدام للعمل والدراسة وخدمة الأرض، وسكنات دون توصيلات للكهرباء و لا شبكة للصرف الصحي و بريد مبعثر في المقاهي وغيرها من المتاعب، زيارتنا إلى هذه القرية المترامية الأطراف على جنبات وادي الداموس كانت  متعبة جدا  عبر منعرجات خطيرة وطريق ضيق ، وعزوف أصحاب سيارات النقل وحتى سيارات «الفرود» عن التنقل إليها .
واجتمعت أحاديث السكان  حول مطلب أساسي وحيد يتمثل في إصلاح الطريق وتوسيعه باعتباره عصب الحياة وهو السبيل الوحيد لإخراج القرية من عزلتها وإنهاء معاناة سكانها خاصة  وأن الطريق شهد مشروعا لإصلاحه في سنوات ماضية لكنه لم يصمد أمام تقلبات الأحوال الجوية  وعاد بعد ثلاث أشهر فقط إلى طبيعته الأولى، السكان سبق لهم وان شنوا احتجاجات متكررة  وبصوت ووجهوا نداء استغاثة إلى السلطات المحلية والولائية قصد التدخل لبرمجة مشاريع تنموية وفي مقدمتها مشروع إصلاح الطريق مثلهم مثل باقي القرى والمداشر.
بريد مبعثر في المقاهي و حقنة بـ  1200دج
يعاني سكان قرية الولجة الكثير من المشاكل بسبب  انعدام المرافق الحيوية ، وفي مقدمتها بقاء مركز البريد مغلقا منذ سنة 1994 بسبب غلقه نتيجة الظروف الأمنية وتحويله إلى مقر للحرس البلدي، وبعد إنهاء عمل الحرس البلدي أعيد ترميم المقر وبقي منذ سنة 2014 مغلقا بالرغم من الوعود المقدمة من طرف السلطات المحلية لفتحه، واليوم هو غير مجهز بشبكتي الهاتف ولا الانترنيت ، وبريد المواطنين مبعثر في المقاهي ، والوضع حسب حديث السكان تسبب في فقدان رسائل هامة  وتضييع مواعيد الامتحانات والمسابقات وغيرها من المواعيد المصيرية ، إلى جانب ذلك يعاني السكان من تدني الخدمات الصحية، لوجود قاعة علاج تقتصر خدماتها  على تقديم الحقن واللقاحات فقط ، وبها ممرضات فقط ويعملن فترة قصيرة من الصباح، ما جعل الرجال يتنقلون إلى مقر الدائرة أولاد عطية من أجل أخذ حقنة،  وأمام تدهور الطريق فإن التكلفة تتجاوز 1200دج شأنها شأن حالات نقل المرضى والنساء الحوامل ، حيث سجلت حالات عديدة لوضع نساء لمواليدهن على الطريق وغيرها من الحوادث المؤلمة خاصة وان الطبيب لا يزور القاعة نهائيا ، وتأسف السكان كون  قاعة العلاج كانت في سنوات الثمانيات مجهزة بوسائل طبية هامة منها كرسي لطبيب الأسنان وجهاز الأشعة وغيرها من التجهيزات الطبية، واليوم أصبحت القاعة خاوية على عروشها، ويطالب السكان في هذا الصدد بتعيين ممرض للتكفل بتقديم الحقن للرجال مع تخصيص يوم في الأسبوع من أجل المناوبة الطبية.
أحواض الصرف الصحي تهدد مياه الشرب
بعد انجاز أحوض لتجميع مياه الصرف الصحي فان تدفق مياه الصرف الصحي بوادي الداموس أصبح يهدده بالتلوث، لاسيما وان  أغلب السكان يعتمدون في سقى محاصيلهم الزراعية على مياه الوادي ، ويبقى نحو أكثر من 40 مسكنا غير مربوط  بشبكة الصرف الصحي وتعتمد على الأحواض التقليدية، كما أن  الخزان  الجديد للمياه الصالحة للشرب بالرغم من أن أشغاله  انتهت منذ سنتين إلا أنه مازال غير مستغل في تزويد السكان بالمياه وأصبح هو الآخر  مهدد بسبب عدم حماية من خطر الحيوانات وغيرها من المخاطر ، و الوضع أجبر السكان على الدخول في رحلة بحث عن مصادر لمياه الشرب من الأودية والشعاب خاصة وأن منطقة »جوامع» ما زالت تنتظر دخول مشروع ربطها بشبكة المياه حيز التشغيل بعد 3 سنوات من إنهاء المشروع ، ويضطر السكان إلى التنقل على مسافات بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية وسط مخاطر جمة.
6 ملايير لإنعاش المنفذ البحري
تعاني شريحة  الشباب بقرية الولجة من البطالة وانعدام المرافق الشبانية ، فلا جمعيات ولا أي نشاط رياضي او ثقافي ، وهو الوضع الذي كرس بقاء الشباب يتسكع في المقاهي عرضة للانحراف، ويطالب الشباب على الأقل بساحة لعب خاصة وأنها موجودة وتتطلب فقط التوسيع والتهيئة من أجل السماح لهم بممارسة النشاطات الرياضية، وطرحوا اقتراحا بإصلاح الطريق نحو شاطئ الداموس وهو المنفذ البحري الوحيد بالجهة نحو البحر ، من أجل إنعاش النشاط السياحي وكدا حرفة الصيد وغيرها من الخدمات التي من شأنها أن تنهض بواقع التنمية بالجهة وتخرج قرية الولجة من عزلتها، وحسب عضو بالمجلس الشعبي لبلدية أولاد عطية فإن طريق قرية الولجة يعد من أولويات المقترحات ضمن البرامج القطاعية ومن المنتظر أن يتم تجسيده قريبا خاصة وانه قيد بعض الإجراءات الإدارية فقط بعد تخصيص غلاف  مالي بقيمة 6  ملايير سنتيم ، فيما تبقى بقية المشاريع التنموية التي بإمكان البلدية تمويلها في إطار برامج التنمية المحلية مرتبطة بالأولويات المطروحة على مستوى كل المداشر والقري التابعة لبلدية أولاد عطية
 بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى