توقيف 3 أجانب في شبكة دولية لتهريب الكوكايين بعنابة
تمكنت مصالح الاستعلام و الأمن بعنابة، من توقيف 3 رعايا أجانب ضمن الشبكة الدولية المختصة في تهريب الكوكايين التي تم تفكيكها مؤخرا بعد أن تم ترصد تحركات عناصرها بين الجزائر العاصمة و عنابة، يقوم أفرادها بتمرير المخدرات الصلبة من مالي إلى الجزائر تمهيدا لتحويلها إلى تونس.
و استنادا لمصدرنا ، فقد ألقت مصالح الاستعلام و الأمن القبض، على رعية من جنسية مالية على مستوى مطار هواري بومدين، بحوزته كمية من الكوكايين في شكل كبسولات قام بابتلاعها في بطنه، كما أوقفت تونسيين آخرين وسط العاصمة ينتظران استلام المخدرات الصلبة.
و جاءت التوقيفات الأخيرة بناء على معلومات استخباراتية، وتصريحات لرعية تونسي آخر تم توقيفه قبل أسابيع بوسط مدينة عنابة، دخل إلى الجزائر عبر معبر أم الطبول، ينشط ضمن الشبكة من خلال اتصالاته بجزائريين من عنابة، ليتكفل بتمريرها داخل التراب الوطني باستخدام أساليب متعددة وغير مألوفة، منها ابتلاع الكوكايين في شكل كبسولات عبر الفم، و إخراجها من بطنه عند قرب إتمام الصفقة.
و توصلت تحريات المحققين إلى ضلوع أشخاص آخرين مع الرعية التونسي في تهريب و المتاجرة بالكوكايين، و استغلالا للمعلومات التي تحصل عليها أفراد الضبطية القضائية، أوقفت تاجرا للعملة الصعبة بشارع ابن خلدون « غومبيطا»  للاشتباه في التعاون معه، كما كشفت التحقيقات من خلال الاستعانة بسجل المكالمات الهاتفية التي كان يجريها الرعية التونسي البالغ من العمر 45 سنة،عن  وجود أفراد من الجزائر العاصمة على تواصل دائم معهم، كما كان يستغل أرقام هاتفية بأسماء مختلفة من أجل التمويه و عدم كشف هويته الحقيقية.
و وفقا للمصدر، فقد بدأت مصالح الأمن و الاستعلامات، في تتبع خيوط القضية من الجزائر العاصمة، و بتمديد اختصاص التحقيق إلى ولاية عنابة، تم توقيف الرعية التونسية داخل فندق بوسط المدينة، اعتمادا على المكالمات الهاتفية التي كان يُجريها، و التي وصل عدد الموقوفين حاليا إلى 7 أشخاص من بينهم 4 رعايا أجانب.
وبعد استكمال مصالح الضبطية القضائية للتحقيقات مع كامل أفراد الشبكة الدولية، تمت إحالة الملف على قاضي التحقيق بالقطب الجزائي المتخصص بمحكمة سيدي محمد بالجزائر العاصمة، أين شرع عميد قضاة التحقيق في استجواب المتهمين و المشتبه فيهم، و حسب مصادرنا، فقد نفى تاجر العملة بالسوق السوداء علاقته بأفراد الشبكة، و صرح بأنه تعرف على الرعية التونسي خلال عملية شراء مبلغ بالدينار التونسي مقابل الدينار الجزائري، أين طلب وساطته لكراء شقة للإقامة بعنابة، حيث عرض عليه تاجر العملة كراء مسكنه، وبقي يتردد عليه كل مرة يحل فيها في عنابة، وأضاف بأنه تفطن في إحدى المرات لدى مغادرة الرعية التونسي الشقة، إلى وجود كبسولات مشبوهة بالمكان المخصص لرمي القمامة، ما جعله يبلغ مصالح الأمن عن الموضوع.
وتشير مصادرنا إلى فتح مصالح الأمن بالتنسيق مع الدرك الوطني تحريات معمقة مع جزائريين يترددون بصفة مستمرة على تونس، يعبرون المراكز الحدودية بسياراتهم ،و يصطحبون معهم تونسيين يشتبه في  انتمائهم إلى شبكات المتاجرة بالمخدرات و الممنوعات، كما تضع السلطات الأمنية في  الجزائر الرعايا الليبيين المشتبه فيهم بالنشاطات مع عصابات المتاجرة بالأسلحة والمخدرات، تحت أعينها.
و أوضحت ذات المصادر، بأن تضييق الخناق على نشاط عصابات تهريب و المتاجرة بالكوكايين عبر الحدود بسبب النزاعات الدائرة في مالي و ليبيا، عطلت أهم طرق التهريب من دول الساحل الإفريقي إلى أوروبا مرورا بدول البحر الأبيض المتوسط، إلا أن المهربين باتوا يتكيفون مع هذه الظروف المستجدة معدلين مسار حمولاتهم.
و حسب متابعين للشأن الأمني، فقد تحول الغرب الإفريقي في السنوات الأخيرة، إلى ممر رئيسي للكوكايين القادم من أميركا اللاتينية و المتجه إلى أوروبا، في ظل الانفلات الأمني بمالي و ليبيا، حيث تحاول شبكة التهريب الدولية نقلها إلى غاية الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بمساعدة الجماعات الإرهابية المسلحة عبر الحدود الجنوبية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى