الفــاف تحســـم في الصيغــة الجديدة اليــوم
يلتقي صبيحة اليوم، أعضاء الجمعية العامة للإتحادية الجزائرية لكرة القدم في دورة عادية، لكن بصيغة استثنائية مثلما جاء في بيان للفاف، يتضمن جدول أعمالها نقطة واحدة، تتمثل في عرض مشروع الصيغة الجديدة للمنافسة للمصادقة، وذلك من أجل الحسم في النظام، الذي سيدخل حيز التنفيذ بداية من الموسم القادم، لأن الرئيس خير الدين زطشي، عمد إلى برمجة هذه الجلسة سعيا لاستشارة القاعدة، في إجراء غاب عن أشغال الجمعية العامة منذ جويلية 1998، لأن تعديلين كانا قد أدخلا على هرم البطولة الوطنية في 2004 و 2012، لكن بتزكية من المكتب الفيدرالي فقط، مع الإكتفاء بإعلام الجمعية العامة للفاف.
دورة اليوم، والمقررة بداية من الساعة العاشرة صباحا بمركز سيدي موسى، ستضع زطشي وأعضاء مكتبه على المحك، في ظل وجود جناح كان قد تحفظ على الخطوط العريضة للمشروع المقترح من أساسها، وهو الجناح الذي يقوده رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار، حاملا راية تمثيلا الفرق المنضوية تحت لواء هيئته، سيما وأن التعديل الذي تبناه المكتب الفيدرالي، يرمي إلى تقليص عدد النوادي المحترفة، وحصر مهام مدوار وطاقمه في تسيير المنافسة الخاصة ببطولة الرابطة المحترفة الأولى، مقابل تجريد فرق الدرجة الثانية من صفة «الإحتراف»، وهو الإجراء الذي اعتبره رئيس الرابطة سابقا لأوانه، ولا بد أن يكون ـ حسبه ـ مسبوقا بتعديل القوانين، انطلاقا من دفتر الشروط، مرورا بالوضعية الإدارية للشركات الرياضية، وصولا إلى قضية الديون المقيّدة على الشركات المفلسة، والإشكاليات المقترنة بعقود اللاعبين، وكيفية تسوية القضايا المطروحة على طاولة غرفة المنازعات التابعة للفاف.
مدوار يقود الجناح المعارض وزطشي تحت ضغط «كوطة» السقوط
من هذا المنطلق، فإن «معارضة» الجناح المحسوب على الرابطة المحترفة، قابلتها جلسات جهوية، عمد ممثلون عن المكتب الفيدرالي إلى تنظيمها لشرح الخطوط العريضة للمشروع المقترح، حيث كانت ملتقيات بكل من وهران، البليدة، قسنطينة وورقلة مع رؤساء الأندية والرابطات الولائية، رغم أن الفاف ارتأت في هذا الجانب توسيع دائرة الاستشارة والنقاش إلى فرق قسمي الهواة وما بين الرابطات، ولو أن هذه الأندية لا تتوفر على صفة العضوية في الجمعية العامة للاتحادية، لكن اتخاذ التوصيات المنبثقة عن الجلسات الوطنية لتطوير كرة القدم المنظمة يومي 11 و 12 وديسمبر 2017، كمنطلق لهذا المشروع، دفع بزطشي إلى اتخاذ قرار العودة إلى القاعدة لإعلامها بالخطوات الميدانية التي يعتزم قطعها، خاصة في الشق الذي يقترن بمنطقة الجنوب، سعيا لمنح المزيد من الفرص لفرق هذه المنطقة، لتسجيل تواجدها في أعلى المستويات على الصعيد الوطني، وذلك باستحداث فوجين في قسم الهواة، الأمر الذي يضمن صعود فريقين من القاعدة الجنوبية، إلى الدرجة الثانية بصورة أوتوماتيكية في نهاية كل موسم كروي.
على صعيد آخر، فإن الخلاف الذي طفا على السطح خلال الجلسات الجهوية التي نظمتها الفاف، تمحور حول الكيفية التي سيعتمدها المكتب الفيدرالي لتحديد عدد الأندية، التي سيكون مصيرها السقوط من الرابطة المحترفة الأولى، لأن مشروع الفاف بمقترحيه يرفع تركيبة هذا القسم إلى 18 فريقا، والحسابات التي كانت قد ضبطت آنفا تثبّت السقوط بنفس «الكوطة»، التي كانت معتمدة في المواسم السابقة، وذلك باعتماد تدحرج أصحاب المراتب الثلاثة الأخيرة إلى الرابطة الثانية، مع رفع عدد الصاعدين إلى 5 فرق من الدرجة الثانية، لكن ظهور الجناح المعارض من الرابطة المحترفة، جعل رئيس الاتحادية زطشي يسارع إلى تدارك الوضع، من خلال التأكيد على أن هذه النقطة ستبقى قيد الدراسة على طاولة المكتب الفيدرالي، بالتشاور مع الهيئات المعنية، الأمر الذي فتح باب الاقتراح على مصراعيه في الجلسات الجهوية، بتضارب الآراء حول نظام الصعود والسقوط في الرابطة المحترفة، وقد صبت بعض الاقترحات في خانة سقوط فريقين من الدرجة الأولى، وصعود 4 أندية من الرابطة الثانية، في وجود اقتراح آخر يقضي بحصر السقوط في صاحب المرتبة الأخيرة، والتمسك بنفس الحصة من تذاكر الصعود من الدرجة الثانية عند ثلاثة فرق.
رئيس الفاف يراهن على رؤساء الرابطات لتمرير المشروع
هذه الإشكالية وضعت المكتب الفيدرالي على صفيح ساخن، لأن القوانين العامة للفاف، تجبر كل الهيئات الكروية الوطنية على نشر كيفيات الصعود والسقوط مع بداية الموسم الكروي، من أجل إعلام كل الأطراف بالتدابير المتبعة في نظام المنافسة خلال الموسم الموالي، وفقا لما هو منصوص عليه في الفقرة 1 من المادة 71 من القوانين العامة، الأمر الذي سيضع زطشي أمام حتمية الحسم في كيفيات الصعود والسقوط الخاصة بالرابطة المحترفة خلال دورة اليوم، مادامت هذه القضية أصبحت نقطة الارتكاز في تحفظ الجناح المعارض لمشروع تعديل صيغة المنافسة، ولو أن رئيس الفاف قرر انتهاج طريقة جديدة، تقضي بتنظيم «استفتاء» بخصوص المشروع المقترح، وذلك لجس نبض أعضاء الجمعية العامة بشأن فكرة التعديل، بحثا عن موقف الأغلبية المطلقة، سواء بالموافقة أو الرفض، قبل المرور إلى المرحلة الثانية لاختيار أحد الإقتراحين، والتي تبقى مرهونة بالحصول على تزكية الأغلبية.
إلى ذلك، فقط حاول أعضاء المكتب الفيدرالي خلال الجلسات الجهوية الأربعة المنظمة، التقليص من درجة التحفظات المسجلة على المشروع من طرف الجناح المعارض، وذلك باللعب على بعض الأوتار التي تخدم مصلحة أندية الهواة والأقسام السفلى، سيما وأن المشروع باقتراحين يجعل الصعود في نهاية الموسم الجاري وفق نظام «الكوطة»، سواء في وطني الهواة أو ما بين الجهات، مع التنصل من مسؤولية إعداد هذا المشروع، مادامت الفكرة كانت وليدة توصيات جلسات ديسمبر 2017، والاقتراحين شكلا حوصلة الأفكار التي قدمها مسؤولو الرابطات الجهوية والولائية، وهي الكتلة التي تحوز على الأغلبية المطلقة في تركيبة الجمعية العامة، في وجود 62 عضوا، من أصل 108 مسجلين، الأمر الذي من شأنه أن يرجح كفة المكتب الفيدرالي على حساب الجناح المحسوب على الرابطة المحترفة، والذي يمثله رؤساء 32 فريقا، بالإضافة إلى رئيس الرابطة مدوار.
تأييد مسبق للإقتراح الثاني في الجلسات الجهوية للفاف
كشفت حوصلة الجلسات الجهوية عن تأييد مسبق للإقتراح الثاني الذي وضعته الفاف في مشروع الصيغة الجديدة للمنافسة، والذي يقضي برفع عدد أندية الرابطة المحترفة الأولى إلى 18 فريقا، مقابل اعتماد بطولة الدرجة الثانية بنظام «الهواة»، في مجموعتين، تتشكل كل واحدة من 16 ناديا، مع تثبيت سقوط 3 فرق إلى وطني الهواة، مقابل صعود 21 فريقا من الدرجة الثالثة، بحصة 7 أندية من كل فوج، شريطة الإبقاء على صفة «الاحتراف» بالنسبة للنوادي التي تنشط بطولة الموسم الجاري، لكن لفترة انتقالية لا تتجاوز السنتين، حتى يتسنى للشركات الرياضية تسوية وضعيتها، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمراقبة التسيير الرياضي، وهذا لترسيم الإفلاس، وإعلان الحل القانوني لهذه الشركات، مادام المشروع المقترح سيحصر الإحتراف في الرابطة المحترفة الأولى فقط.
وفي سياق متصل فإن هذا الاقتراح يلقي بظلاله على مستويات الأقسام السفلى، من خلال اعتماد بطولة وطني الهواة من 6 أفواج، بإضافة مجموعة لمنطقة الشمال، وفوجين للجنوب، مما سيرفع حصة تذاكر الصعود من قسم ما بين الرابطات إلى 8 من كل فوج، على أن يتم تجميد نشاط بطولة ما بين الجهات، والتي سيكون مصير نصف أنديتها السقوط بصورة آلية إلى الجهوي، في الوقت الذي سيستفيد فيه بطل كل رابطة جهوية من الصعود مباشرة إلى وطني الهواة.
بالموازاة مع ذلك فإن الإقتراح الأول الذي وضعته الفاف للنقاش لم يحظ بالإجماع، ومحاوره ترتكز على الإبقاء على بطولة الرابطة المحترفة بمجموعة واحدة في كل مستوى، لكن بتركيبة تتشكل من 18 فريقا، مع تثبيت بطولة وطني الهواة وما بين الرابطات بست مجموعات لكل قسم، دون إحداث أي تغيير في المستويات السفلى.
صالح فرطــاس

البطولة                        الإقتراح الأول                       الإقتراح الثاني
الرابطة المحترفة الأولى    مجموعة واحدة من 18 فريقا      مجموعة واحدة من 18 فريقا
الربطة الثانية    مجموعة واحدة من 18 فريقا                 مجموعتان، الواحدة تضم 16 فريقا
وطني الهواة    6 أفواج، كل واحد من 16 فريقا              6 أفواج، كل واحد من 16 فريقا
ما بين الجهات    6 أفواج، كل واحد من 16 فريقا             تجميد هذا القسم
الجهوي الأول    مجموعة واحدة من 16 فريقا في كل رابطة جهوية
الجهوي الثاني    مجموعتان، الواحدة تضم 16 فريقا في كل رابطة جهوية
الشرفي    مجموعة واحدة لكل رابطة ولائية

الرجوع إلى الأعلى