يعتقد رؤوف أوشن لاعب فريق إزمير لكرة القدم في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، أن السلطات التركية تأخرت كثيرا في تطبيق تدابير الوقاية من خطر فيروس كورونا، وهو ما رفع عدد المصابين في ظرف زمني قصير، مؤكدا أن التحذيرات التي تحدثت عن خطر هذا الوباء لم تأخذ محمل الجد، بدليل أن الأنشطة الرياضية لم توقف سوى منتصف شهر مارس، والأكثر من ذلك تم برمجة ديربي غلطة سراي وفينرباشي الذي حضره جمهور قياسي في وقت كانت باقي الدول قد عمدت لحظر حتى التجمعات التي تضم أكثر من شخصين.

* أين تتواجد الآن ؟
مرحبا بكم، وبجريدة النصر التي لا تغفل عني على الإطلاق، وفي كل مرة تسأل عني وعن جديدي، وهنا أطمئنكم بأنني بخير، ومتواجد في الوقت الحالي بمدينة إزمير التركية، أين أنشط بفريق لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة.
* كيف هي الأوضاع في تركيا بعد تفشي فيروس كورونا ؟
الأوضاع في تركيا لا تختلف عن باقي بلدان العالم، فالوباء تفشى بشكل كبير، إلى درجة أننا سجلنا اليوم (يقصد أمس) 27 ألف مصابا، لندخل بذلك ضمن “التوب 10” في عدد الإصابات حول العالم، وهو ما جعل السلطات التركية في مأزق لاحتواء هذا الأمر، ما اضطرها لاتخاذ عديد التدابير، ولو أنني أرى بأنها جاءت متأخرة، فعلى سبيل المثال المنافسات والأنشطة الكروية لم تتوقف حتى منتصف شهر مارس، رغم التحذيرات المسبقة من عديد الجهات، فهل يعقل برمجة لقاء ديربي كبير بين غلطة سراي وفينرباتشي رغم كافة التحذيرات، على العموم نحن الآن نعيش حالة من الهلع والخوف كجل سكان المعمورة، ونأمل أن يرفع عنا المولى عز وجل هذا الوباء سريعا، لأني لا أرغب أن نصوم رمضان دون أداء صلاة التراويح بالمساجد.
* تبدو غير راض عن التدابير التي اتخذتها السلطات التركية لمجابهة هذا الوباء؟
هناك إجماع في تركيا بأن الحكومة تأخرت كثيرا في اتخاذ القرارات المناسبة، كوقف الأنشطة الرياضية وغلق كافة المؤسسات الرياضية والثقافية والتربية، ما سهل من مهمة انتقال الفيروس الذي بدأ يفعل فعلته في الأسابيع الأخيرة، لقد سعت السلطات هنا لتدارك ما فاتها من خلال سن عديد القوانين والتعليمات، كوقف التنقل بين المدن والولايات بداية من نهار اليوم، مع منع كبار السن ومن تقل أعمارهم عن 20 سنة من مغادرة المنازل، فيما ألزمت من يغادرون بيوتهم للضرورة بارتداء الكمامات، ومن يخالف ذلك يكون مهددا بدفع قيمة مالية.
* لماذا لم تُعد إلى الجزائر بعد إجلاء جل الرعايا الجزائريين بالخارج وتركيا بالتحديد؟
لم يكن بمقدوري العودة لأرض الوطن، رغم تعليق المنافسات بتركيا، بالنظر إلى التزاماتي مع فريقي إزمير، حيث طالبنا المسؤولون بالبقاء بمقر إقاماتنا والتحضير على انفراد لموعد استئناف البطولة المبرمج بتاريخ الفاتح من شهر ماي، لقد تابعت عملية إجلاء عديد الجزائريين عبر مختلف بلدان العالم، ولكن ما عاشه بعض إخواننا هنا في تركيا أثر فينا جميعا، حيث ظلوا عالقين بالمطار لأزيد من عشرة أيام، قبل أن تتدخل السلطات وتقوم بإعادتهم، وهنا أود أن أنوه بالدور الذي لعبه منتدى الجالية الجزائرية بتركيا، والمتكون من طلبة، حيث وفروا على مدار تلك الأيام وجبات للعالقين بالمطار، كما حاولوا تلبية طلبات الجميع دون الاهتمام بقيمة التكاليف، وكل ذلك كان من مالهم الخاص، قبل أن يتم تحويل هؤلاء الأشخاص نحو إحدى الإقامات الجامعية، ليأتي بعدها الفرج بإعادتهم لأرض الوطن، بأمر من رئيس الجمهورية.
* كيف تقضي يومياتك في الحجر الصحي ؟
الحمد لله فريقي يتابع أخباري يوميا، ويحاول تلبية كافة حاجياتي، كما أحاول أن استغل فترة الحجر الصحي الإلزامي، في تعلم بعض الأمور على غرار اللغات الأجنبية، مع الالتزام ببرنامج التدريبات الممنوح لي من طرف الطاقم الفني، هذه فرصة لا تعوض للبعض لاكتساب عديد المعارف، وما عليهم سوى الالتزام بالصبر لمكافحة هذا الوباء الذي يعد سابقة من نوعها، كونه اجتاح كافة العالم في ظرف وجيز، وإن لم نتقيد بالتعليمات سندفع الثمن غاليا، ولذلك أحذر الجزائريين، وأطالبهم بإتباع كافة التدابير الوقائية، خاصة وأننا لا نمتلك ذات إمكانات الدول الكبرى التي سقطت منظوماتها الصحية، الواحدة تلو الأخرى أمام هذا الفيروس اللعين.  
* الجزائر رغم اتخاذها المبكر لجملة من التدابير، إلا عدد الإصابات في ارتفاع مستمر، إلى جانب أنها تتواجد في الصدارة بخصوص معدل الوفيات، ما رأيك؟
الأوضاع لم تخرج عن السيطرة في الجزائر لحد الآن، وعدد الإصابات أراه منخفضا مقارنة بعدة بلدان أخرى، ولذلك وجب على الجميع الالتزام بالتعليمات لوقف انتقال العدوى، وعن نسبة الوفيات فنترحم على من فارقونا، ونأمل أن يزول الوباء دون تسجيل خسائر كبيرة، على العموم الجميع مطالب بمد يد العون للسلطات العمومية، كونها في حرب حقيقية، تتطلب بأسا وصبرا وتضحيات كبيرة.
* قبل أن نختتم الحوار، ما جديدك الرياضي ؟
بعد موسمي الحافل مع نادي أرتواتاك وتتويجنا بمسابقة رابطة أبطال أوروبا، وحصولي على لقب أفضل لاعب في البطولة انتقلت الصائفة الماضية لنادي إزمير، الذي أبحث معه عن مواصلة التألق، ولم لا البصم على نتائج أفضل، ولو أنني حزين لإلغاء مسابقة رابطة الأبطال هذا الموسم، وتأجيلها للسنة المقبلة، على العموم الحديث عن كرة القدم مؤجل في الوقت الحالي، وتركيزنا جميعا منصب حول تخطي هذه الفترة الحرجة، التي قد تكون سببا في فقدان البعض لأحبائهم.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى