• أرقام الوفيات في بلدي مخيفة واستحضار سلوك المواطنة واجب

يرى اللاعب خير الدين زرابي المحترف بالبطولة البرتغالية، أن أرقام الوفيات في الجزائر تخيفه، مطالبا في حوار مع النصر الشعب الجزائري بضرورة التقيد بإجراءات الحجر الصحي، الذي يعتبره ناجعا وحلا مثاليا لوقف انتشار فيروس كورونا، مستشهدا بالتجربة البرتغالية التي رغم وقوعها على الحدود مع المملكة الاسبانية، غير أنها لا تعاني من نفس الكارثة التي ضرب جارتها وأدت إلى تدمير منظومتها الصحية.

• أين يتواجد خير الدين في الفترة الحالية؟
حاليا أنا متواجد في البرتغال، بحكم ارتباطي مع فريقي سبورتينغ كلوب كوفيلا الناشط في الدرجة الثانية، حيث أقيم هنا منذ فترة رفقة عائلتي الصغيرة، ولم أفكر في العودة لأرض الوطن، خاصة وأن موعد استئناف البطولة غير محدد والعودة للتدريبات قد تتم في أي لحظة.
• صف لنا الأوضاع في البرتغال وكيف تقضي يومياتك؟
صراحة الوضع هنا في البرتغال غير مستقر، فحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد للأسف في تزايد مستمر، ولكن الحمد لله في المكان الذي أتواجد به رفقة عائلتي لا تسجل به إصابات، وهو ما أراحنا بعض الشيء، ولو أن ذلك يبقى مؤقتا، على اعتبار أن هذا الفيروس سريع الانتشار، حيث نجح في ظرف وجيز في اجتياح العالم بأسرة، وبخصوص يومياتي في الحجر الصحي، فأقضي وقتي مع العائلة وأتمرن مع أولادي في المنزل أو في الحديقة التابعة لمقر إقامتي، كما استغل وقتي أيضا للحديث مع العائلة عبر الوسائط الاجتماعية، في محاولة للاطمئنان عليهم، خاصة وأن الأوضاع في الجزائر ليست على ما يرام، بعد تفشى هذا الوباء بجُل الولايات تقريبا، حيث تسبب في إصابات معتبرة، كما أودى بحياة قرابة مائتين شخص لحد الآن، في رقم يعد مخيفا ويجعلنا مطالبين بتوخي الحذر.
• ألا تشعرون بالخوف والهلع بالنظر لما يحدث في البلد الجار إسبانيا الذي انهارت منظومته الصحية ؟
صحيح الحدود الإسبانية تبعد عن مقر إقامتي في البرتغال بساعتين فقط والعاصمة مدريد بأربع ساعات، ولكن مع بداية انتشار الوباء في القارة العجوز، قررت الدولة البرتغالية وضع إجراءات الحراسة المشددة على الحدود، قبل أن تقوم بغلقها بشكل نهائي، تفاديا للوقوع في ذات سيناريو إسبانيا التي سجلت أرقاما مرعبة، كما باتت تصنف من أكبر بؤر هذا الفيروس في العالم، هناك حالة من الخوف والهلع في أوروبا بالكامل، ولكن ثقتنا كبيرة في تخطي هذه الأزمة، خاصة مع تطبيق إجراءات الحجر الشامل، والتي كانت وراء تراجع في تسجيل الإصابات، في انتظار التحكم في هذا الفيروس في قادم الأيام، سواء في البرتغال أو أوروبا بأكملها.
• يبدو أن هناك حالة من الاطمئنان في البرتغال مقارنة بباقي دول أوروبا، ما جعل النجم العالمي كريستيانو رونالدو يفضلها ملجأ له لقضاء فترة الحجر الصحي، ما رأيك؟
في الحقيقة هنا في البرتغال أغلبية الناس واعون بخطر هذا الفيروس، ولهذا فالجميع يحترمون التعليمات المقدمة من السلطات العمومية، ولا يقومون بالتجمعات كما نراه في الجزائر وعدة بلدان عربية، وحتى في «السوبر ماركت»، يلتزمون بمسافة الأمان وبدون مراقبة الشرطة، ولهذا فهناك نوع من الهدوء والإحساس بالأمان والاطمئنان، ما جعل النجم العالمي كريستيانو، يقرر قضاء يوميات الحجر الصحي في مسقط رأسه، خاصة وأن إيطاليا بؤرة للوباء أيضا.
• بماذا تشعر بعد توقف كافة المنافسات؟
للأسف في ظل انتشار الوباء بهذه السرعة، توقفت كافة المنافسات والبطولات في أوروبا، ولكن يمكن القول بأنه إجراء في محله لتفادي العدوى بين اللاعبين وحتى الجماهير والعاملين في النوادي، ويكفي العودة لما حدث في عدة مباريات في أوروبا، وكانت وراء تفشي هذا الفيروس بشكل رهيب، على غرار ما حدث في لقاء أتلانتا وفالنسيا بمسابقة رابطة الأبطال الأوروبية، صحيح أن الأمور صعبة للغاية في غياب كرة القدم معشوقة الشعوب، ولكن علينا التعود على ذلك، لأن المصلحة العامة تقتضي تجميد كل شيء، بما في ذلك كرة القدم متنفس الجميع عبر العالم.
• هل أنت مطلع على آخر المستجدات في الجزائر التي سجلت معدل وفيات مرتفع مقارنة بدول أخرى أصابها هذا الوباء؟
أكيد مُطلع على ما يحدث في بلدي الجزائر عبر العائلة الكريمة التي أتواصل معها يوميا، إضافة إلى متابعتي اليومية للقنوات التلفزية ومواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك وأنستغرام وتويتر)، وللأسف عدد الإصابات بكوفيد 19 في تزايد مستمر، و لكن ما يقلقني أكثر هو نسبة الوفيات التي قاربت المائتي شخص، لنحتل بذلك الصدارة في معدل الوفيات، على أمل أن تتحسن الأوضاع مع مرور الأيام، خاصة بعد تطبيق بروتوكول العلاج بالكلوروكين، الذي يقال بأنه ناجع وتسبب في معالجة عدة حالات.
• ما رسالتك للشعب الجزائري في هذه الفترة العصيبة؟
رسالتي للشعب الجزائري أن يلتزم قدر المستطاع بالتعليمات الصحية المقدمة من السلطات العمومية، كونها السبيل الوحيد للتغلب على هذا الفيروس اللعين، الذي ورغم الأبحاث لم يتوصل الأطباء لدواء له، كما أرجو في الأخير أن نضع اليد في اليد لإعانة الفقراء والمعوزين في هذه الفترة العصيبة، خاصة في الولايات التي طبق فيها الحجر الصحي الكامل والجزئي على غرار البليدة، التي ندعو لها ولكافة الولايات بالأمن والاطمئنان.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى