اتضح جليا أن الموسم الكروي الجديد سيكون صعبا وشاقا على الأندية، خاصة من الناحية المادية، بالنظر إلى البروتوكول الصحي الواجب إتباعه، الذي كانت النصر السباقة لنشره، كونه سيكون مكلفا من الناحية المادية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام، حول مدى قدرة غالبية الفرق على تطبيقه.
وحرصت النصر، من خلال عملية حسابية بسيطة، على رصد تكاليف تطبيق البروتوكول الصحي في كل مباراة، والتي لن تقل عن 250 مليون سنتيم، وقد تصل حتى 300 مليون سنتيم، حيث يختلف المبلغ على حسب مكان خوض المباراة، فينخفض عند الاستقبال، بينما تزيد التكاليف عند كل تنقل.
وحسب مسيرين تحدثت النصر إليهم، فإن تكاليف إجراء اختبار «بي.سي.أر» تكون في حدود 50 مليونا في الحالة العادية، بالنسبة للوفد المعني بالمباراة، والفرق تكون مجبرة على إجراء التحاليل لكل العناصر لتفادي أي طارئ، في حال وجود نتائج إيجابية لبعض اللاعبين، ما قد يضعها في ورطة، إلى جانب تكفل جل الفرق التي تستقبل بتحاليل عمال الملعب، مثلما حدث مع فريق شباب قسنطينة، الذي أكد مديره الرياضي مجوج تكفله بعمال ملعب بن عبد المالك، ما يرشح المصاريف للارتفاع، وتضاف إلى الاخرى المعتادة والمتعلقة بتدابير تحضير اللقاءات في صورة تجميع اللاعبين قبل كل لقاء في فندق، ما يعني قضاء على الأقل ليلتين بالنسبة للأندية المستقبلة وثلاثة بالنسبة للفرق الزائرة، وهو ما يكلف ما بين 25 مليونا إلى 30 مليونا لكل ليلة، على حسب درجة تصنيف المرافق.
وفي السياق ذاته، فإن الإشكال المطروح سيكون بالنسبة للتنقلات الطويلة، والتي تجبر الفرق على التنقل قبل موعد المباراة بثلاثة أيام على الأقل، في ظل غياب الرحلات الجوية، حيث نأخذ على سبيل المثال تنقل النوادي إلى بشار، الذي سيكون شاقا ومكلفا، على اعتبار أن البروتوكول يجبر الفرق على التنقل على متن حافلتين.
وما يتوجب الإشارة إليه أيضا، هو أن مصاريف فريق الأكابر التي لن تقل 150 مليون في كل مباراة، ستكون نفسها بالنسبة للاعبي الرديف، المعنيون هم أيضا بنفس البروتوكول، ما يؤكد بأن عدة أندية ستضطر لرفع الراية البيضاء في منتصف الطريق، في حال لم تكن هناك مساعدات مالية، وتجسيد رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار لتصريحاته الأخيرة، والمتمثلة في التكفل بتحاليل «بي.سي.أر» لكل فرق المحترف الأول، ولو أنه ربط ذلك بحصول الرابطة على قيمة حقوق البث لموسمين، على أن تقتطع الأموال من عائدات حقوق البث للفرق.
9 ملايير سنتيم ميزانية «البروتوكول» فقط !
وأمام المعطيات السالفة الذكر، فإن الأندية ستكون مجبرة على تخصيص ميزانية بأكملها، لضمان خوض مباريات الرابطة المحترفة الأولى، ووفق عملية حسابية بسيطة، فإن تكاليف تطبيق البروتوكول الصحي في 38 جولة، تتراوح ما بين 9.5 مليار إلى 11.4 مليار سنتيم، وهي القيمة المضافة لمستحقات اللاعبين ومختلف الأطقم وحتى منح المباريات، ما يجعل الموسم القادم صعبا للغاية ومكلفا من الناحية المادية، في ظل غياب مصادر التمويل بالنسبة لغالبية الفرق، وبصورة أكبر تلك التي “تقتات” على إعانات السلطات المحلية ومداخيل الملعب المفقودة هذا الموسم، لكون كل المباريات تلعب دون جمهور.
جدير بالذكر، أن المصاريف التي تم تناولها، تستثنى منها الفرق المشاركة في منافسة قارية، والتي ستكون مجبرة على دفع مصاريف أكبر بكثير، خاصة وأنها تكون مجبرة على توفير طائرة خاصة للتنقل إلى مختلف البلدان، في ظل تواصل غلق المجال الجوي.
بورصاص.ر

الرجوع إلى الأعلى