كشفت الهزيمة الثقيلة، التي مني بها المنتخب الوطني لكرة اليد سهرة أول أمس أمام نظيره الأيسلندي، في إطار الجولة الثانية لبطولة العالم الجارية بالعاصمة المصرية القاهرة، عن الكثير من النقائص التي يعاني منها الخضر، سواء من حيث الجاهزية البدنية أو غياب التنسيق والانسجام داخل المجموعة، فضلا عن النقص الفادح في التحضيرات للمشاركة في منافسة عالمية، ليكون الإنهيار أمام منافس من أقوى المنتخبات على الصعيد الأوروبي، أمرا منطقيا إلى أبعد الحدود، لأنه أظهر الوجه الحقيقي للسباعي الجزائري، والذي لا يجب أن يرفع عارضة الطموحات عاليا، مادام الفوز في اللقاء الافتتاحي على المغرب، قد عبّد الطريق نحو الدور الثاني، وبالتالي النجاح في تجسيد الهدف المسطر، على اعتبار أن باقي المشوار سيكون أمام منتخبات أوروبية ليس من السهل مقارعة ريتمها.
انهزام الخضر أمام إيسلندا كان متوقعا، ولو أن «الريمونتادا» التاريخية لعبدي ورفاقه في الشوط الثاني من اللقاء الأول أمام المغرب، أبقت باب المفاجآت مفتوحا أمام الجزائريين، وهو الباب الذي حاول الناخب الوطني آلان بورت، إدخال اللاعبين عبره مباشرة إلى أجواء المباراة الثانية، بدليل أن السباعي الجزائري وقف الند للند أمام الأيسلنديين في الدقائق الأولى، قبل أن ينهار مع مرور الوقت، لأن التباين في الجاهزية البدنية كان كبيرا، كما أن البنية المرفولوجية صنعت الفارق بشكل ملفت للإنتباه، لأن منتخب إيسلندا إعتمد على الثنائي إيريسون وكريستانسين لأخذ الأسبقية، بتسديدات قوية من خارج منطقة 9 أمتار، عجز الحارس غضبان في التصدي لها، كما أن الخيارات، التي جربها بورت في وسط الدفاع لم تكن كافية لتغطية الهشاشة الكبير للخط الخلفي، في ظل عدم نجاعة مختلف الأساليب الدفاعية التي تم انتهاجها، سواء بالدفاع المسطح على مستوى الدائرة، أو التقدم بكل من شهبور وداود، لتكون عواقب ذلك إنهاء المرحلة الأولى بهزيمة ثقيلة، بفارق 12 هدفا.
سيناريو «الريمونتادا»، كان أمل السباعي الجزائري في العودة في المباراة في نصفها الثاني، لكن المعطيات كانت مختلفة، لأن منتخب أيسلندا لعب بواقعية كبيرة، ونجاح الخضر في تقليص الفارق إلى 10 إصابات، مع بداية الشوط الثاني حرك مشاعر المنافس، خوفا من رد استنساخ النخبة الجزائرية لنفس «سيناريو» المباراة الأولى، ولو أن الناخب الوطني آلان بورت، عمد إلى إدخال بعض التغييرات على التشكيلة، بوضع الثقة في كل من عريب ورحيم، الأمر الذي أعاد التوازن نسبيا للمجموعة، وجنبها الإنهيار الكلي، رغم أن الفارق أخذ في الإتساع مع مرور الدقائق، جراء الفعالية الكبيرة للأيسلنديين في الهجوم، مع عدم توفر حلول لإشكالية الضعف الدفاعي للمنتخب الوطني، كما أن الحارس غضبان لم يكن في يومه، لتكون مخلفات ذلك تلقي 39 إصابة، من 48 عمل هجومي للمنافس، وهي أثقل حصيلة من الأهداف يتلقاها الخضر، في تاريخ مشاركتهم في المونديال، وعادلوا بهم رقمهم «القياسي» في هذا الشأن، والذي كان في دورة كرواتيا 2009.
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى