يشعر الطاقم الفني لمنتخب المحليين الذي يقوده مجيد بوقرة، بحالة من الارتياح، في ظل الموجة الجديدة للاعبين الشبان الموهوبين بالبطولة المحترفة، ممن قد تكون لهم «كلمة»، خلال التحديات القادمة التي تنتظر المنتخب المحلي، وحتى المنتخب الأول الذي يبقى الهدف الأبرز لهذه النجوم الصاعدة، التي تخطط لخوض تجارب أوروبية، والسير على من سبقوهم من خريجي البطولة المحلية، في صورة بن سبعيني وسليماني وبلعمري وعطال.
وعرفت البطولة المحترفة هذا الموسم، رغم تأثيرات جائحة كورونا، التي جمدت النشاط لتسعة أشهر، طفرة نوعية بفضل تألق وبروز عديد اللاعبين الشبان، وهو ما أثلج صدر الناخب المحلي مجيد بوقرة، الذي تنتظره تحديات هامة، في مقدمتها بطولة كأس العرب للمنتخبات، حيث يحضر قائمة من المواهب المرشحة لتكوين نواة تشكيلته، وهو الذي دأب على معاينة المتألقين كل نهاية أسبوع آخرها عشية السبت، حينما وقف على مؤهلات عدد من الشبان منهم بن بوعلي والهداف خلف الله.
وأعجب بوقرة ببعض الأسماء، يتقدمها نجل الأسطورة لحضر بلومي محمد البشير، الذي سطع نجمه مع مولودية وهران، خاصة بعد هدفيه الجميلين، في مرمى كل من اتحاد بسكرة وشباب قسنطينة.
ويركز «الماجيك» اهتمامه حاليا على الشبان البارزين في بطولة هذا الموسم، بناء على تعليمات بلماضي، الذي يوّد تحويل المنتخب المحلي إلى خزان للمنتخب الأول، على ضوء السياسة التي ينتهجها منذ استلامه زمام العارضة الفنية للخضر، إذ يعتمد بشكل أكبر على صغار السن، مما جعل عديد الأسماء تدخل قائمته، في صورة أدم زرقان وهيثم لوصيف، في انتظار منح الفرصة لشبان آخرين، في شاكلة هداف الوفاق محمد الأمين عمورة وصخرة دفاع المولودية معاذ حداد.
هذا، ومن المقرر أن يفتح بوقرة الأبواب، خلال بطولة كأس العرب التي تعد أول تحد بالنسبة له، لأسماء شابة قدمت أوراق اعتمادها مع أنديتها هذا الموسم، خاصة وأن هذه المنافسة التي ستحتضنها دولة قطر ستحظى بمتابعة كبيرة، وهو ما قد يدفع عمورة ورفاقه الشبان ممن هم مرشحين لتدعيم المنتخب المحلي، لتقديم أفضل مستوياتهم، بنية لفت انتباه الكشافين الذين سيتابعونهم باهتمام كبير.
ومن بين الأسماء التي ستحمل لواء أمل الكرة الجزائرية في الفترة القادمة، يبرز لاعبون عدة، يتقدمهم نجل الأسطورة لخضر بلومي «محمد البشير» الذي سرق الأضواء مع منتخب أقل من 20 سنة في تونس، بعد هدفه الجميل في مرمى نسور قرطاج في دورة لوناف، ولم يكتف بذلك بل أكد مستوياته المرموقة مع ناديه مولودية وهران، الذي رقاه إلى صنف الأكابر رغم صغر سنه ( 19 عاما).
وأبدى بوقرة إعجابه الشديد بمؤهلات «بلومي الصغير»، خاصة بعد هدفه في مرمى اتحاد بسكرة، حينما راوغ عددا من اللاعبين، وسدد الكرة في الزاوية البعيدة، في شاكلة أهداف قائد الخضر رياض محرز.
ودوّن عضو الطاقم الفني للخضر اسم «محمد البشير» على رأس قائمته التي قد تُشارك في بطولة كأس العرب التي ستشهد منافسة قوية، في وجود منتخبات متمرسة، في صورة المنتخبين المصري والمغربي ممن توجوا بالألقاب القارية.
وبالموازاة مع بزوغ نجم نجل الأسطورة بلومي، ظهرت أسماء شابة واعدة مع عدة نوادي، أبرزها الناشطة مع الوفاق السطايفي، على غرار المهاجم محمد الأمين عمورة اكتشاف البطولة بامتياز هذا الموسم، بعد عروضه الباهرة.
ولعب عمورة 12 مباراة وسجل 5 أهداف، وقدم تمريرة حاسمة، فيما كان له نصيب من الأهداف أيضا في مسابقة كأس الكونفدرالية بعد هز شباك أشانتي كوتوكو الغاني في لقاء الذهاب، ويلعب عمورة المرشح بقوة ليكون أهم أسلحة بوقرة في بطولة كأس العرب المقبلة، دور «الجوكير» في كل مرة، إذ خاض 9 مباريات في البطولة كلاعب احتياطي.
كما توجد أسماء أخرى في الوفاق نال مردودها إعجاب بوقرة، في صورة أحمد قندوسي (21 سنة) ويوسف دالي وعبد الرحيم دغموم (22 سنة)، وكلهم مرشحون لتدعيم المنتخب المحلي، الذي تنتظره تحديات قوية مستقبلا، في مقدمتها بطولة كأس العرب وبطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين التي ستقام بالجزائر في 2023.
وفضلا عن كل هذه العناصر الواعدة، يرتقب أن يحظى صخرة دفاع مولودية الجزائر معاذ حداد، البالغ من العمر 23 سنة بفرصة مع المنتخب الأول خلال قادم الاستحقاقات، خاصة بعد التقرير الإيجابي الذي رفعه عنه بوقرة لبلماضي.
وتألق حداد في البطولة المحلية والمسابقة القارية، واضعا نفسه ضمن خيرة اللاعبين في القارة السمراء، خلال أولى جولات دوري المجموعات لرابطة الأبطال.
وقد يختار بوقرة المدافع الصلب حداد قائدا لكتيبته خلال بطولة كأس العرب، سيما وأن الأخير أبان عن مستويات قوية في الخط الخلفي، إلى جانب الرزانة الكبيرة، التي أظهرها في التعامل داخل المستطيل الأخضر رغم صغر سنه.
وإذا كان بلومي وعمورة وقنودسي وحداد والبقية قد لفتوا أنظار بوقرة، فإن أدم زرقان البالغ من العمر 21 سنة، وهو نجل الدولي السابق مليك زرقان، قد صنع له اسما هو الآخر منذ انضمامه إلى نادي بارادو ومختلف الفئات السنية للخضر، حيث ينتظر الفرصة المناسبة للاحتراف في أوروبا، والعودة إلى المنتخب الأول الذي استُدعي إليه مرة واحدة فقط.
ويأمل مدرب المنتخب المحلي في الاستعانة بزرقان في بطولة كأس العرب، كونه يمتلك خبرة لا بأس بها، رغم صغر سنه، نظير مشاركته مع المنتخب الأول، في وقت شهدت نوادي أخرى بروز لاعبين شبان قد تكون لهم كلمة في المستقبل بالبطولة أو المنتخب المحلي، أبرزهم على الإطلاق ثنائي شباب بلوزداد المهاجم محمد إسلام بلخير ولاعب الوسط  حسام ميرازيق (يبلغ كل منهما 20 سنة) الذي يتنبأ له أهل الاختصاص بمستقبل واعد، وكذلك عبد القهار قادري (20 سنة) لاعب وسط نادي بارادو، إذ بصم الثلاثي على ظهور قوي، رغم صغر السن، وحداثة العهد بدوري الأضواء.
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى