تــرتيب الفيفــا لا يعتـــد بــــه والجــزائـــر الأفضـــل قاريـــــا
يرى جوليان ميت مدرب منتخب جيبوتي، أن منتخب الجزائر الأفضل قاريا رغم ترتيبه المتأخر بعض الشيء في تصنيف الفيفا (الخضر يحتلون المركز الرابع قاريا خلف منتخبات تونس والسنغال ونيجيريا)، مضيفا في حوار مع النصر، أن مواجهة المنتخب الوطني شهر جوان المقبل تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كون مجموعته الفتية والمغمورة، ستكون طرفا في لقاء بطل إفريقيا.
حاوره: سمير. ك
كما قال التقني الفرنسي إن إعجابه ازداد بكتيبة بلماضي، لأنها نجحت في الحفاظ على قوة ومتانة وبريق التشكيلة، رغم مرور عامين على التتويج باللقب القاري، وهي جزئية تحسب للمدرب وتؤكد أن المنافس المقبل، يضم فرديات لامعة لها مكانتها على الصعيد العالمي، ولم يغفل جوليان ميت التطرق لجديد منتخب جيبوتي، وقال إنه بصدد تنظيم معسكر جديد، بعد ذلك الذي أقيم مؤخرا بتونس، مستفيدا من قرب نهاية البطولة المحلية، وكذا تركيبة المنتخب التي لا تضم سوى لاعبا ينشط خارج هذا البلد الإفريقي الصغير، الواقع شرق القارة.
لا تهمني نتيجة مباراة الجزائر والأهم الاحتكاك بالنجوم
* قبل شهرين وبضعة أيام عن مباراتكم أمام الخضر، برسم الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، كيف ترون مستوى كتيبة جمال بلماضي؟
بداية أعتذر منكم عن عدم الاستجابة لطلب إجراء الحوار في وقت سابق، كوني كنت مسافرا على مدار عدة أسابيع، وعن رأيي في منتخبكم الوطني، والمستويات التي يقدمها تحت إشراف المدرب بلماضي، فأؤكد لكم بأنني باشرت متابعته بعد إجراء عملية القرعة، التي أوقعتنا إلى جانب بطل إفريقيا، فضلا عن بوركينافاسو والنيجر، لقد كنت حريصا على عدم تضييع موعدي زامبيا وبوتسوانا، أين قدمت كتيبتكم مستويات باهرة، لتواصل بذلك عروضها المتميزة على مدار سنتين كاملتين، أي منذ التتويج بنهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث نجحت في تحطيم عدة أرقام، لعّل أبرزها عدم تذوق طعم الهزيمة على مدار 24 مقابلة كاملة، لتُنصب بذلك نفسها الأفضل في القارة السمراء عن جدارة واستحقاق، وهنا أقولها وأعيدها الجزائر الأفضل في إفريقيا، خلال السنتين الأخيرتين وترتيب الفيفا لا يُعتد به.
* سبق أن أثنيت على الخضر ولكن إعجابك يبدو قد تضاعف الآن، ما تعليقك؟
كنت قد أجريت معكم حوارا بعد عملية سحب القرعة، تحدثنا فيه عن حظوظ كل منتخب، كما استغليت الفرصة من أجل الثناء على منتخبكم الوطني، والعمل الجبار الذي قام به المدرب جمال بلماضي، والذي تكلل بالتتويج بنهائيات «كان» 2019، ولكن إعجابي الآن ازداد، كونه ليس من السهل على أي فريق أن يظل بالقمة على مدار سنتين كاملتين، ما يؤكد الإستراتيجية الفعالة التي تبناها المدرب بلماضي، ولئن كان ثراء التعداد قد ساعده كثيرا، على اعتبار أن الجزائر تمتلك أرمادة من النجوم في كافة المناصب، يتقدمهم القائد رياض محرز الناشط في أحد أفضل فرق العالم مانشستر سيتي، ويعد ركيزة مهمة في حسابات غوارديولا.
«كان 2025» هدفنا وأحذر الخضر من منتخب الخيول
* أكيد أنّك دوّنت بعض النقاط خلال مباراتي زامبيا وبوتسوانا، أليس كذلك؟
دوّنت بعض النقاط عن منتخبكم الوطني، وفي مقدمتها الثقة الكبيرة التي اكتسبها هذا الفريق مع مرور الوقت، حيث أصبح يمتلك شخصية قوية جدا، وهو ما تجلى خلال مباراة زامبيا بالعاصمة «لوزاكا» ضمن التصفيات المؤهلة ل»الكان»، أين رفضتم السقوط وكنتم الأقرب للفوز، رغم شكلية المباراة بالنسبة لكم، فضلا عن الكم الهائل من الغيابات، وهو ما يؤكد بأن الجزائر تعيش أفضل فتراتها الكروية، في ظل الانسجام الموجود بين اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني، وبالتالي فإن الخضر يعدون المرشح الأبرز للتأهل إلى الدور الأخير من التصفيات المونديالية ضمن مجموعتنا الأولى، ولئن كانت كرة القدم تحمل في طياتها بعض المفاجآت، ولذلك سنحاول تقديم كل ما نملك من أجل البصم على مشوار مشرف، يكون سببا في اكتساب مجموعتنا الفتية للخبرة التي قد تفيدهم في قادم الاستحقاقات.
* ماذا عن منتخب جيبوتي واستعداداته لموعدي شهر جوان المقبل ؟
تربصنا في آخر فترة مخصصة للمباريات الدولية في تونس، كوننا غير معنيين بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، وحاولنا أن نستغل هذه الفترة من أجل التحضير الجيد للمواعيد الهامة التي تنتظرنا، وفي مقدمتها لقاء الخضر شهر جوان المقبل، لحساب الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022، لقد حاولنا أن نخوض بعض اللقاءات الودية، ولكن للأسف تعذر علينا إيجاد منافسين، كون جل المنتخبات كانت معنية بالتصفيات، ولئن كانت الأمور ستكون مغايرة لو نجحنا في إقامة تربصنا بدولة قطر، كما خططنا له في وقت سابق، غير أن الوضعية الوبائية وعدم زوال فيروس كورونا جعلنا نلغي هذا المقترح.
البقاء في القمة لسنتين متتاليتين زاد من إعجابي ببلماضي وكتيبته
*
حدثنا بالتفصيل عما قمتم به خلال هذا التربص؟
حاولنا خلال العشر أيام التي قضيناها في تونس تحسين عديد النقاط، وركزت بشكل أكبر على العلاقة بين اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني، خاصة وأن تركيبة الأخير قد تغيرت بالكامل مقارنة بالفترة السابقة، كما كانت لنا ورشات أخرى، على غرار حصص المعاينة عبر الفيديو للمنافسين وحتى بعض المباريات الخاصة بنا من أجل تصحيح الأخطاء ومعالجة النقائص، لقد قمنا بعمل جبار وأرى بأن المجموعة في تطور ملحوظ، وستكون في أتم الجاهزية لانطلاق معترك التصفيات، التي وإن كنا غير مرشحين فيها، إلا أننا سنلعبها بكل قوة.
* ماذا عن برنامجكم القادم وكيف ستحضرون للقاء الخضر ؟
لعلمكم منتخبنا مشكل في مجمله من لاعبي بطولة جيبوتي، باستثناء عنصر وحيد ناشط في أوروبا، وبالتالي لن نجد عائقا في برمجة أي تربص في قادم الأسابيع، خاصة وأن البطولة في جيبوتي، سيسدل عليها  الستار نهاية شهر أفريل الجاري، مما يعني بأننا سندخل في معسكر تحضيري شهر ماي يدوم أسبوعين كاملين، سنحاول خلاله وضع آخر الروتوشات على المباراة التي تنتظرنا أمام الخضر بالجزائر، دون نسيان مباراة النيجر، التي سنلعبها بعد أيام فقط عن لقاء الافتتاح.
*هل لديكم حظوظ للمنافسة على تأشيرة التأهل الوحيدة ضمن المجموعة الأولى؟
قلتها، وسأعيدها الجزائر أبرز مرشح ضمن مجموعتنا، كونها بطل إفريقيا وتمر بأحد أفضل فتراتها الكروية، ولكن الحذر مطلوب خاصة من منتخب بوركينافاسو الذي يمتلك مجموعة رائعة، جل عناصرها تنشط في قارة أوروبا، ومع فرق جد محترمة، وعن منتخب جيبوتي الذي أدربه، فالفرصة سانحة أمامه للاحتكاك بمنتخبات بحجم الجزائر وبوركينافاسو، سيما وأن أكثر من نصف التعداد تقل أعماره عن 23 سنة، دون أن ننسى بأن مواجهة بطل إفريقيا يعد محفزا في حد ذاته، وبالتالي فإنني لن أكون بحاجة لتوابل أخرى، من أجل تقديم مباراة بطولية وتاريخية بالجزائر.
أعتمد على اللاعبين المحليين وبرمجنا تربصا شهر ماي
على العموم، لا نركز على الجزائر فقط خلال مشوار التصفيات المونديالية، كوننا سنواجه النيجر وبوركينافاسو أيضا، وسنكون مطالبين بتقديم مباريات تكون سببا في اكتساب الثقة التي نبحث عنها، خاصة وأننا نستهدف بعض الأمور، على غرار التأهل إلى «الشان» المقبل، مع التركيز على ضرورة التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، كون التأهل إلى «كان» 2023 ليس هدفا مسطرا.
* بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
لست خائفا من لقاء الجزائر، كون اللاعبين سيكونون محفزين بشكل تلقائي على عكس لقاءي النيجر وبوركينافاسو، أنا واثق من تقديم لقاء مشرف أمام الخضر، حتى وإن كنا لا نهتم بالنتيجة النهائية، في ظل الفروقات الشاسعة في المستوى، فمواجهة أبطال إفريقيا بلاعبين ناشطين في بطولة جيبوتي، يعد أمرا صعبا للغاية.
س. ك

الرجوع إلى الأعلى