• بوعراطة منحني شارة القيادة وهذا ما قاله حينها
اعتبر قائد هلال شلغوم العيد هشام لعلاونة، النجاح في تحقيق الصعود بمثابة أغلى هدية يمكن تقديمها لأسرة الفريق، وردا من اللاعبين للجميل، لأننا ـ كما قال ـ " لا بد أن نعترف بأن الأجواء التي عشناها في هذه المدينة على مدار موسم كامل كانت مميزة، وحفزتنا على بذل قصارى الجهود لتجسيد حلم الصعود إلى حضيرة النخبة لأول مرة في تاريخ النادي".
واعترف لعلاونة في حوار خص به النصر بأن الصعود لم يكن الهدف المسطر عند بداية المنافسة، لكن الحلم ـ على حد تعبيره ـ " ولد في نهاية مرحلة الذهاب، وتجسد ميدانيا في خاتمة المشوار".
*هل كنت تتوقع النجاح في تحقيق الصعود؟
مما لا شك فيه أن أكبر المتفائلين في شلغوم العيد، لم يكن يراهن على لعب ورقة الصعود، وذلك بالنظر إلى نظام المنافسة الذي تم اعتماده، خاصة بعد تقليص تركيبة كل فوج إلى 12 فريقا، وخوض بطولة من 22 جولة بحسابات ارتكزت بالأساس على السقوط، وهذا بتدحرج 4 أندية إلى القسم الأدنى، وعليه فإن ضمان البقاء كان الهدف المسطر، وقد عملنا على حصد أكبر عدد ممكن من النقاط في مرحلة الذهاب، سعيا للخروج مبكرا من منطقة الخطر، وذلك باستغلال التحضيرات الجيدة التي كنا قد قمنا بها، لكن دون أن نفكر إطلاقا في الصعود، لأن تعداد الهلال عرف تغييرات جذرية، وتشكيل فريق تنافسي كان هدف المكتب المسير.
*لكن نهاية المشوار كانت بتجسيد حلم انتظرته أسرة الهلال لعدة عقود من الزمن؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن المنعرج الحاسم في مشوارنا كان الفوز الذي أحرزناه بعنابة في الجولة العاشرة، لأن النجاح في الإطاحة بالفريق الذي ظل يحتكر كرسي الريادة في عقر داره، أعطانا الكثير من الثقة في النفس والامكانيات، ومكننا من الإيمان أكثر بقدراتنا، فكان ذلك الانتصار المحطة التي ولد فيها حلم الصعود، فأصبحنا ننظر إلى الرابطة المحترفة كهدف لا بد من بلوغه، رغم أن المشوار لم يكن سهلا، لأن فريقنا يضم لاعبين يفتقرون للخبرة والتجربة في مثل هذه المواعيد، خاصة ما يتعلق بكيفية التعامل مع الضغوطات النفسية، لأن الصراع على ورقة اللقب في المجموعة الشرقية، احتدم أكثر في منتصف مرحلة الإياب، بتمسك أندية اتحاد عنابة، مولودية قسنطينة، اتحاد الشاوية واتحاد خنشلة بحظوظها في اعتلاء منصة التتويج، غير أننا لم نتنازل عن عرش الصدارة، بفضل النتائج الإيجابية التي أحرزناها خارج الديار، فكان الموعد مع "نهائي التتويج" عند استقبال اتحاد عنابة، وهي القمة التي عرفنا كيف نتعامل مع أجوائها الاستثنائية، فانتزعنا لقب فوج الشرق عن جدارة واستحقاق، في مجموعة صعبة، بالنظر إلى طابع "الديربي" الذي تكتسيه أغلب اللقاءات، فضلا عن تقارب مستوى كل النوادي، والدليل على ذلك أن السقوط كان مصير ثلاثة فرق لها خبرة في الرابطة الثانية، وهي الخروب، تاجنانت ومولودية باتنة، بينما سقط شباب أولاد جلال، بعدما كان قد انتزع لقب البطولة الموسم الفارط.
*وماذا عن أجواء دورة "البلاي أوف" التي كانت خاتمتها فرحة تاريخية؟
التفكير في دورة الصعود انطلق منذ نجاحنا في هزم اتحاد عنابة، لأن احتفالات الأنصار كانت كبيرة، لكنها زادت من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لأننا أصبحنا مطالبين أكثر من أي وقت مضى، بضرورة بذل قصارى الجهود لإكمال فرحة المناصرين، وهي المعطيات التي جعلت أسرة النادي تعيش تحت تأثير ضغوطات رهيبة، لأن هذا النمط استثنائي، ومصير موسم كامل سيتم الحسم فيه في مقابلتين فقط، فما كان علينا سوى التركيز على العمل الميداني، الذي سطره الطاقم الفني، سيما وأن هذه الدورة جاءت بعد ابتعادنا عن أجواء المنافسة لمدة قاربت الشهر، لكن ذلك لم يكن كافيا للاطمئنان على جاهزيتنا لخوض غمار هذه المحطة الحاسمة، لأن الجانب البسيكولوجي يبقى الأهم، والحقيقة أن الضغط الذي عشناه في تلك المرحلة كان استثنائيا، وكأننا بصدد الاستعداد لخوض نهائي كأس، لأنه لم يكن تصور خيبة الأمل في حال تبخر حلم الصعود، وبالتالي عدم القدرة على قطف ثمار تعب موسم كامل، وهذه المخاوف جعلتنا كلاعبين نلمس أيضا تخوف المسيرين والأنصار من "النكسة" وآثارها، الأمر الذي كان وراء تسلحنا بإرادة فولاذية، مع الإصرار على عدم تفويت الفرصة، وإهداء أسرة الهلال صعودا تاريخيا.
*المؤكد أن الإدارة عملت على توفير كامل عوامل النجاح، خاصة ما يتعلق بمستحقات اللاعبين؟
سر نجاح الهلال في تجسيد حلم الصعود، يكمن في الأجواء المميزة التي كانت سائدة وسط المجموعة، لأن كل طرف ساهم قدر المستطاع في توفير الأجواء التي حفزتنا كلاعبين على بذل قصارى الجهود لتحقيق الهدف المنشود، وبالتالي فإن الفضل في هذا الإنجاز لا يعود فقط إلى اللاعبين، بل أننا مجرد حلقة من سلسلة، لأن اللجنة المسيرة عملت منذ الوهلة الأولى على تهيئة الأجواء، التي ساعدت على العمل الجدي، قبل أن يدخل المناصرون الأوفياء على الخط، وذلك بوقوفهم إلى جانب الفريق في اللحظات الحرجة، فكان رد فعل اللاعبين فوق أرضية الميدان جد إيجابي، وهذا بعدم التردد في قطف الثمار، لتكون فرحة الصعود التي عشناها في مناسبتين أغلى اللحظات التي قضيناها في أسرة الهلال، وذلك بعد الفوز على عنابة، ثم كسب الرهان في دورة "البلاي أوف"، والتتويج بلقب الرابطة الثانية عن جدارة واستحقاق، وهذا بعدما كانت اللجنة المسيرة، قد سوت مستحقاتنا عن آخرها، وهذا ما يدل على الثقة المتبادلة بين الطرفين.
*وماذا عن مستقبلك مع الفريق، على اعتبار أنك كنت تحمل شارة القيادة؟
حملي شارة القيادة كان نتيجة الثقة التي وضعها في شخصي المدرب بوعراطة، وقد أكد لي بأنني قادر على قيادة المجموعة لتحقيق أفضل إنجاز، وهذه الثقة زادت من مسؤولياتي فوق الميدان، لأن تسيير المجموعة لم يكن بالأمر السهل، خاصة وأنه أول موسم لي مع الهلال، وهذا الصعود يبقى أغلى محطة في مسيرتي الكروية، وهو الثاني تواليا، بعد ذلك الذي حققته مع مولودية قسنطينة الموسم المنصرم، والمكانة المرموقة التي حظيت بها لدى مسيري وأنصار الهلال، تدفع بي إلى إعطاء الأولوية للفريق الذي عشت فيه أغلى لحظات مشواري الكروي، إذا ما توفرت شروط البقاء طبعا.
  حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى