• ما رأيك في مستوى المونديال إلى حد الآن ؟
أعتقد بأن الدورة مخيبة إلى حد الآن، حيث لم ترق المباريات إلى المستوى المطلوب، باستثناء مباراتين أو ثلاث، والسبب يعود إلى التقارب الذي بات حاصلا بين المنتخبات، صدقوني بعد متابعتي لجل المواجهات تقريبا، أنا حزين للغاية، لأن الخضر غائبون عن هذا المونديال، ولو تأهلنا لكنا قادرين على الذهاب بعيدا، في ظل العناصر الموهوبة التي نمتلكها، إضافة إلى أن لا منتخب أبان عن تفرده عن المجموعة إلى حد الآن، إذا ما وضعنا المنتخب الكرواتي جانبا، حيث أبهر الجميع بمستواه الراقي في أولى جولتين، في وقت شهدت فيه المنتخبات العملاقة انطلاقة متعثرة، ما يؤكد بأنها لا تمر بأفضل أحوالها.
أرشح البرازيل وإسبانيا وكرواتيا للفوز بالمونديال
• كيف تعلق على البداية العربية المتواضعة، وهل كنت تتوقّع هذا الفشل الذريع ؟
لم أتفاجأ بالمردود المتواضع للمنتخبين المصري والسعودي، في ظل محدودية العناصر التي يمتلكونها، فالفراعنة لم يتمكنوا من مجاراة النسق العالي، لكل من الأورغواي والبلد المنظم روسيا، كما أن الاعتماد الكلي على اللاعب محمد صلاح لا يجدي نفعا في مثل هذه الدورات الكبرى، وكان لزاما على مدربهم الأرجنتيني هيكتور كوبر البحث عن الحلول الجماعية وليس الفردية، دون أن نغفل عن الفروقات الموجودة بين المنتخبات العالمية، التي تشارك بانتظام في المونديال والأخضر السعودي، الذي يتشكل قوامه من عناصر محلية بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب، لقد كنت أنتظر المفاجأة من المنتخب المغربي، الذي يمتلك جيلا ذهبيا، بقيادة بن عطية والزياش وأمرابط والبقية، ولكنهم اصطدموا بمجموعة نارية (البرتغال وإسبانيا وإيران)، ورغم ذلك لم يخيبوا، وأظهروا مستوى باهرا، كاد يمكنهم من تجاوز المنتخب البرتغالي بقيادة النجم كريستيانو رونالدو، وعن نسور قرطاج فيكفيهم فخرا أنهم وقفوا الند للند للمنتخب الإنجليزي، الذي خطف منهم الانتصار في آخر لحظات المباراة بطريقة ساذجة، غير أن ردة فعلهم والأخطاء الفردية التي وقعوا فيها عند ملاقاتهم لمنتخب بلجيكا تجعل الكثير من علامات الإستفهام تبحث عن أجوبة.
هذه أسباب تفوّق رونالدو على ميسي في التظاهرات الكبرى
• ماذا عن الكرة الإفريقية، وهل تأمل في تألق أحد منتخباتها ؟
مردود المنتخبات الإفريقية، ليس مستقرا خلال دورات كأس العالم، بدليل أننا في كل مرة نتفاجأ بتألق منتخب معين، وجاء الآن على أسود «الترانغا»، حيث أتوقع أن يكونوا المفاجأة السارة لمونديال روسيا 2018، في ظل امتلاكهم لكافة مقومات النجاح، كما أن المستوى الذي أظهروه في جولة الافتتاح يؤكد بأنهم قادرون على الذهاب بعيدا، أنا أتمنى أن يكونوا في الموعد، ويشرفوا الكرة الإفريقية، كما كان الحال في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، أين وصلوا إلى محطة متقدمة،  أنا أراهن عليهم خلال هذه الدورة، وكلي ثقة في مقدرتهم على صنع الإنجاز الذي تنتظره القارة السمراء.
• تجمعك علاقة صداقة بمدرب السنغال أليو سيسي، أليس كذلك ؟
الناخب السنغالي أليو سيسي صديق حميم، رفقة مدربه المساعد عمار داف، وبالتالي أنا أعرفهما تمام المعرفة، كما أعرف مؤهلاتهما التدريبية الكبيرة، لقد حققا نجاحات بالجملة مع أسود “الترانغا» منذ قدومهما، وأمامهما الفرصة من أجل دخول التاريخ من أوسع الأبواب، خاصة في ظل امتلاكهما لجيل ذهبي بقيادة مهاجم ليفربول الانجليزي ماني وصخرة دفاع نابولي كوليبالي، أنا أتمنى أن تواصل السنغال بذات المستوى الذي ظهرت به أمام بولونيا، حيث طبقت كرة جميلة دون أي مركبات نقص، على عكس ما أظهرته المنتخبات العربية، التي كانت خجولة، وافتقدت للثقة في النفس، ما انعكس بالسلب على أدائها فوق الميدان، باستثناء أسود الأطلس الذين قدموا أداء مشرفا، ولكن نتائجهم كانت مخيبة، ما جعلهم يغادرون المونديال مبكرا.
مشكلة مصر في صلاح والسعوديون ذهبوا ضحية ضعف بطولتهم
• هل صحيح أن الكرة الإفريقية والعربية تفتقد للخضر خلال هذا المونديال ؟
كما قلت لكم، لقد كنت حزينا للغاية لغياب المنتخب الوطني عن روسيا، لأني على يقين بأننا لو شاركنا بالعناصر التي خاضت مونديال البرازيل 2014، لوصلنا إلى محطات متقدمة، ولكن للأسف دمرنا ذلك الجيل، وحولنا الخضر إلى أحد أضعف المنتخبات في القارة السمراء، بدليل أننا لم نعد نقو على مجابهة فرق كانت تحلم بالأمس القريب ببرمجة لقاء ودي معنا، لتجد نفسها الآن تفوز علينا بالنتيجة والأداء.
• هل كنت تتوقّع معاناة المنتخبات العملاقة في بداية المشوار، ولماذا فشلت في الظهور بمستوياتها المعهودة ؟
يجب أن نقر بأن موازين القوى في كرة القدم العالمية بدأت تتغير، كما أن هناك تطور ملحوظ للمنتخبات، التي كانت بالأمس القريب لا يحسب لها أي حساب في مثل هذه التظاهرات، بدليل الصعوبات التي واجهتها كل من ألمانيا والبرازيل والأرجنتين في بداية المشوار، في وقت برزت منتخبات أخرى بشكل مبهر، على غرار المنتخب الكرواتي، الذي أبان عن مردود خرافي، مقدما عدة مؤشرات بخصوص مقدرته على تسيد الكرة العالمية، التي قد تشهد مفاجآت مدوية خلال مونديال روسيا الحالي.
كرواتيا قادرة على تسيّد الكرة العالمية بجيل مودريتش
• بصراحة من تتوقع أن يكون بطلا للعالم ؟
أعتقد بأن الجيل الحالي لمنتخب كرواتيا بقيادة المبدعين مودريتش وراكيتيتش، قادر على تسيد الكرة العالمية، خاصة في ظل المردود، الذي أبهرنا به خلال الجولتين الأوليين، حيث فاز على نيجيريا بسهولة، كما أذل المنتخب الأرجنتيني بثلاثية كاملة، دون أن أنسى العملاقين البرازيل وإسبانيا، حيث أرشحهما ليكونوا أبطالا، بالنظر إلى النجوم المتواجدة في هذين المنتخبين، اللذين سيظهران بمستوى أفضل مع تقدم المباريات.
حسرة غياب الخضر زادت بعد تكشف مستوى المونديال
• كيف تفسر الظهور الباهت لنجم برشلونة ميسي، في وقت قدم فيه غريمه رونالدو أوراق اعتماده بقوة؟
عليكم أن تنتبهوا لنقطة مهمة، وهي أن رونالدو يتفوق على ميسي من الناحية الذهنية، وهو ما يجعله يتألق مع منتخب بلاده في الدورات الكبرى، على عكس نجم  برشلونة، الذي أثبت بأنه لا يتحمل الضغوطات، بدليل أنه يمر جانبا كلما تواجد مع منتخب «التانغو»، وما يعيشه خلال المونديال الحالي مؤسف، خاصة وأن الإقصاء يهدد منتخب بلده، الذي سيكون مطالبا بتجاوز النسور النيجيرية في الجولة الثالثة، إذا ما أرادوا المرور إلى الدور المقبل.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى