الطبخ و اللعب بالثلج و"روندوني" نشاطات تكسر هدوء المنطقة
شدَّت مدينة قسنطينة الأنظار إليها من الزوايا الأربع للجزائر، بعد تساقط كميات كبيرة من الثلوج بها، مؤخَّرا، خاصة بأعلى نقطة بها وهي جبل الوحش، حيث شهدت الغابة المحاذية لمركب التسلية، سابقا، إقبالا واسعا للعائلات والشباب للتمتُّع بمناظرها الخلاَّبة، و قد أبدع كل زائر في اغتنام فرصة الزائر الأبيض.
صنعت الأسر القادمة من ولايات الجنوب و قالمة وعنابة وحتى العاصمة، إلى جانب سكان قسنطينة ، لوحات جميلة، و هي تستمتع بجمال المناظر الطبيعية، التي غمرها الثَّلج ، رفقة أطفالها، الذين اغتنموا الفرصة للهو اللعب بعيدا عن ضجيج المدينة ، مع تخصيص وقت للراحة والهدوء، وكذا أخذ صور تذكارية، سواء وسط الطبيعة الخلاَّبة و البحيرات الأربع المتواجدة بالغابة، أو مع أشكال وإبداعات فنية جسَّدوها بواسطة الثلج، كرجل الثلج، و كتابات على البساط الناصع البياض، و حتى اللعب مع بقية الزوار من الأطفال.
و قد قرَّرت فرقة من هواة المشي والمغامرات والتخييم، تضمُّ كهولا وشبابا من الجنسين، بقسنطينة، تنظيم رحلة إلى أعالي غابة جبل الوحش وسط الثلوج، فاستمتع حوالي 20 مشاركا، رغم قسوة البرودة وهبوب الرياح العاتية، برؤية المنطقة مغطاة برداء جميل.
«السعيد» وعائلته صنعوا الاستثناء بجبل الوحش
النصر خلال رصدها للأجواء الجميلة بالغابة المحاذية لمركب التسلية، سابقا، التقت بعائلة متكونة من رجل وزوجته وابنهما الصغير، فضلت استغلال تساقط الثلوج على مرتفعات قسنطينة، لخوض مغامرة فريدة من نوعها ، وهي تحضير وجبة الغداء وسط الغابة، في درجة حرارة تحت الصفر ، فبدل تحضير وجبة ساخنة بين الجدران الأربعة للمطبخ، استمتعت بتحضير و طهي وجبة وسط الثلج و تناولها هناك.
السعيد، رب الأسرة، قال لنا  بأن زوجته مثله محبَّة للسفر والتخييم على الشاطئ، صيفا، على متن شاحنة مقطورة، والاستمتاع بجمال الطبيعة وبساطة الحياة، و قد تحمست لفكرة التخييم وسط الثلوج.
وقد جذب السعيد أنظار زوار الغابة ، الذين التقطوا صورا تذكارية معه، و تقاسم بعضهم معه وجبته المتمثلة في الدجاج المشوي على النَّار المشتعلة بأغصان الأشجار، وسط الثلوج، معتبرا العيش بسعادة و لو لساعة من الزمن أمرا بسيطا لا يتطلَّب الكثير، و قد يكون وجبة وسط عاصفة ثلجية بغابة جبل الوحش رفقة أسرته.
من جهة أخرى، انتقد الزوار، سواء من قسنطينة أو الولايات المجاورة، وضعية الطريق المؤدي إلى الغابة، ونحو البحيرات الأربع، بعد انزلاق السيارات والشاحنات جراء الثلج و الجليد، وعدم تنظيف المسلك، وهو الأمر الذي يتكرَّر مع زيارة الضيف الأبيض للولاية، ولمنطقة جبل الوحش تحديدا، ما يجعل الصعود صعبا.
و دعا الزوار مصالح البلدية للقيام بدورها في تنظيف الطريق وصيانتها دوريا، فلا يتطلب الأمر أكثر من جرَّافة وبعض العمال، دون نسيان توفير الأمن، و فرض الانضباط والهدوء والاحترام، وهي مهمَّة بالإمكان تجسيدها من قبل دورية واحدة للأمن الوطني والدرك،كما قالوا.
فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى