قرية معفر تودّع ضحايا الغاز في أجواء حزينة

• طفلان نجيا بأعجوبة وابن يروي الساعات الأخيرة لاجتماع العائلة
شيّع مئات المواطنين عصر أمس ، ستة ضحايا إلى مثواهم الأخير ، قضوا بسبب تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون ، من المدفأة ، نتيجة  التوصيل السيئ  بقنوات تصريف الغازات المحترقة ، في كارثة  ألمت  بعائلة ركّح، التي فقدت ستة من أفرادها في ليلة مشؤومة على قرية معفر ، الواقعة ببلدية صالح باي، الكائنة بالمنطقة الجنوبية لولاية سطيف.
النصر تنقلت صبيحة أمس لقرية معفر ، حيث قدمت التعازي لعائلة الضحايا، التي فقدت الأب والأم و إبنتين و حفيدين، فيما نجا حفيدان آخران ، ويتعلق الأمر بكل من الأب (ركح عامر) البالغ من العمر 58 سنة و  زوجته المدعوة (قمري حفصية) البالغة من العمر 59 سنة، وإبنتيهما (  دلال) البالغة من العمر 39 سنة التي فقدت إبنتين في الحادث ، تبلغ أعمارهما 8 وسنتين على التوالي، ونجا ابنها الآخر البالغ من العمر 14 سنة ، و ضحية أخرى تسمى (ركح هاجر زوجة عليات) البالغة من العمر (26 سنة)، التي نجت ابنتها البالغة من العمر سنتين.
وحسب تصريح أدلى به ابن الضحيتين للنصر ،   ركح باسم، وهو  في الثلاثينات من العمر ، والذي كان أول من دخل لمسرح الحادثة ، فإن الأمر يتعلق بوالديه وشقيقتيه و إبني شقيقته ، وسرد تفاصيل الحادث بتأثر شديد ، قائلا بأن شقيقتيه كانتا متواجدتين في المنزل العائلي، خلال عطلة الربيع، حيث اجتمع أفراد العائلة في غرفة واحدة ، في ليلة سمر و سهر ، قبل أن يغادروا هذا العالم بسبب غاز أحادي الكربون المنبعث من المدفأة.
صمت مريب حرك خوف الابن قبل أن يكتشف الكارثة
 المتحدث استرسل في الكلام ، قائلا بأنه كان مع الضحايا ليلة وقوع الحادثة ، لكنه انسحب وعاد إلى منزله   في حدود الساعة الحادية عشر ليلا ، ليعود مجددا في اليوم الموالي ، حيث قام بإخراج سيارته  وسيارة والده وركنها بالقرب من المنزل ، لكنه لم ينتبه لوجود أي شيء غير عادي ، ليعود مجددا أمس الأول ، في حدود الخامسة مساء ،  قبل أن يلاحظ عدم وجود حركة ، مع غلق كلي للنوافذ على عكس ما جرت عليه العادة،  علاوة على ترك والده السيارة مركونة  ، ليربط اتصالاته مع أفراد العائلة ، لكن لم يرد عليه أحد عبر الهاتف النقال ، كما لم يتم فتح باب المنزل،  رغم طرقه  عدة مرات.
 الشاب قال بأن الشكوك راودته أكثر ، حين لم يرد عليه ،  والده  ووالدته ، علاوة على شقيقاته ، الأمر الذي جعله يقوم بكسر الشباك الخلفي للمنزل ، حيث دخل وصعق من هول ما شاهده ، حيث وجد بأن والده كان بالقرب من المدخل الرئيسي للمنزل ، ممددا على بطنه ، حيث قام بالزحف من الغرفة إلى المكان الذي عثر فيه عليه ، و كان وجهه مغمورا بالدماء ، مشيرا أنه  كان ينزف من فمه وأنفه ، في وقت عثر على والدته بالقرب من مدخل الغرفة ،  والتي يبدو أنها حاولت هي الأخرى النجاة ، أما البقية فقد عثر عليهم ممددين بالقرب من بعضهم البعض بالغرفة التي تركهم فيها.
وأضاف بأنه استجمع قواه ، حيث قام بمعاينة بقية أفراد العائلة ، بعضهم توفوا في عين المكان ، في وقت نجا ابنا شقيقته الكبرى ، ويتعلق الأمر بطفل يبلغ من العمر 14 سنة، وطفلة تبلغ من العمر سنتين ، كانا متواجدين بالغرفة المجاورة، ولم يستنشقا الغازات المحترقة بكميات كبيرة ، لكنهما كانا في حالة غيبوبة مضيفا بأنه قام على الفور بإخراجهما خارج المنزل ، من أجل إنقاذهما.
نفس المتحدث قال بأنه على عكس الناجيين الوحيدين ، فإن أفراد العائلة الستة الآخرين، كانوا قد فارقوا الحياة ، ليتصل بفرقتي الدرك الوطني بصالح باي وعين ولمان، اللتين بدورهما أخطرتا أعوان الحماية المدنية ، حيث حضروا وقاموا بتحويل الضحايا في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة الإستشفائية بعين ولمان ، بعد استكمال التحقيقات الأمنية ، التي قامت بها مصالح الدرك الوطني ورفع ملابسات الحادثة، فيما نقل  الناجيان  ، لمصلحة الإستعجالات ، في حالة جد حرجة، وقد أشارت أمس مصادرنا الطبية، بأن وضعيتهما الصحية استقرت.
يوم حزين على سكان  قرية معفر
والتمس المتحدث في الأخير ، الدعاء للوالدين المتوفيين وكذا شقيقتيه و ابنيهما، مشيرا بأن العائلة الكبيرة والصغيرة، وكذا أهل قرية معفر ، تأثروا كثيرا وصدموا من هول الخبر ، الذي نزل كالعاصقة على الجميع، خاصة أن الأمر يتعلق بعائلة واحدة ، مضيفا بأن مواساة الجميع، خففت من هول الصدمة، حيث لقوا تضامنا كبيرا من الأهل والأقارب والجيران.
وقد  لاحظنا خلال تواجدنا بمنزل الضحايا، توافد المئات من المواسين، قدموا من قرية معفر والعديد من البلديات المجارة ، الواقعة بالمنطقة الجنوبية لولاية سطيف، على غرار أولاد سي أحمد، صالح باي، عين ولمان، عين آزال، أولاد تبان، ناهيك عن أعيان المنطقة ، وكذا قصر الأبطال ، مقر سكن إحدى الضحيتين.

  أحد أقرباء العائلة المفجوعة ، أكد أن الوالد الضحية، يعمل على مستوى محطة توليد الكهرباء بمعفر، التابعة لمديرية توزيع الكهرباء والغاز بسطيف، في وقت أن الوالدة ماكثة بالبيت، ولم يبق  في العائلة حاليا، سوى شقيقين ، أحدهما يعمل بالمؤسسة العقابية ببجاية ، والآخر يمارس أعمالا حرّة،  وهو من قام بإنقاذ الحفيدين الناجيين.
وحسب تصريحات أفراد العائلة، فإن الفاجعة كان وقعها كبيرا ، على جدي الميلود المدعو حموش، وهو زوج الضحية ركح دلال، الذي فقد  زوجته و إبنتيه في الحادث، فيما نجا ابنه البكر ، صاحب 14 ربيعا، حيث لازمه بالمستشفى طيلة فترة مكوث إبنه، إلى غاية تأكده من إستقرار وضعيته الصحية.
وقد ووري الثرى الضحايا الست ، إنطلاقا من المنزل العائلي الكائن بمنطقة معفر، علاوة على المنزل الزوجي لإحدى الإبنتين ، البالغة من العمر 26 سنة، المتواجدة على مقربة من منزلهم العائلي، وذلك في أجواء مهيبة، إلى مقبرة معفر عصر أمس، بحضور المئات من المشيعين.
في وقت شيعت جنازة الضحية الأخرى، ركح دلال، البالغة من العمر 39 سنة، رفقة ابنتيها ركح إسراء البالغة من العمر 8 سنوات والإبنة الأخرى البالغة من العمر سنتين، إنطلاقا من منزلها الزوجي، الكائن بالنوامر 243 مسكن، ببلدية قصد الأبطال، إلى مثواهم الأخير، لمقبرة لعياضات بنفس البلدية عصر أمس.
رمزي تيوري

الضحايا
- ركح عامر البالغ من العمر 58 سنة
- قمري حفصية زوجة ركح البالغة من العمر 59 سنة
- ركح هاجر زوجة عليات جلال البالغة من العمر 26 سنة
- ركح دلال زوجة جدي الميلود المدعو - حموش البالغة من العمر 39 سنة.
- جدي إسراء البالغة من العمر 8 سنوات.
- جدي ابتهال البالغة من العمر سنتين.
الناجون:
- عليات.أ البالغ من العمر 14 سنة.
- عليات.ن البالغة من العمر 2 سنتين.

الرجوع إلى الأعلى