نساء تيزي وزو يقبلن على صنع عدة أنواع من الخبز الشهي بنباتات الربيع العطرية
لا تزال نساء ولاية تيزي وزو يحافظن على صنع الخبز التقليدي بنباتات فصل الربيع، أو ما يسمى محليا «أغروم لحشاوش» أو «أغروم لحوال»، على نطاق واسع في قرى الولاية، احتفاء بحلول الفصل الأخضر ،
و تفاؤلا بمحاصيل زراعية وفيرة.
خلال الربيع المعروف بنمو مختلف أنواع النباتات، تخرج  ربات البيوت الشابات و كذا الجدات إلى الحقول والمزارع، لجمع كمية كبيرة من النباتات الخضراء اليانعة  ذات الخصائص العلاجية،  إلى جانب روائحها  المميزة و مذاقها الرائع عندما تستغل في صنع الخبز أو «أغروم» .
وتتنوع هذه النباتات بين «بيبراس» و»الفيليو» و»أمزوغ»، وحتى الزعتر و البصل و النعناع، حيث تقوم المرأة القبائلية بمزجها مع بعضها البعض، لتصنع منها أكلات شعبية شهية، إلى جانب مختلف أصناف الكسرة والخبز التقليدي المفيدة للجسم ، خاصة وأن هذه النباتات و الأعشاب العطرية تنمو فقط في فصل الربيع، ما يجعل النساء يغتنمن فرصة نموها لجمعها وجلبها من الحقول إلى البيت،  لاستعمالها في صنع «أغروم أقوران» أو «أغروم لحوال»، هذه العادة الموسمية منتشرة بالمنطقة منذ القدم و لا تزال الفتيات و النساء الشابات و المسنات يحافظن عليها.
النصر التقت ببعض النساء بدار الثقافة مولود معمري لولاية تيزي وزو، أثناء  تحضيرهن للخبز التقليدي المصنوع من الأعشاب العطرية والنباتات التي تتكاثر في فصل الربيع، في إطار معرض تراثي ، و شرحت لنا السيدة جميلة مراحل تحضير هذا الخبز ، قائلة بأن البداية تكون بجلب النباتات من الحقول أو شرائها من السوق، ثم يقمن بغسلها وتقطيعها و سحقها قليلا، ثم توضع داخل قصعة كبيرة مصنوعة من الفخار.
بعد ذلك يضاف إليها زيت الزيتون وكمية من السميد والملح والقليل من الماء، و تمزج المقادير إلى غاية الحصول على خليط متماسك لا يحتاج إلى العجن، و تقوم ربة البيت بتقسيم الخليط  إلى كريات صغيرة لتحضر بها  فطائر وكسرة شهية يتم تناولها مع زيت الزيتون.
«أغروم لحوال» يتربع على الموائد القبائلية طيلة فصل الربيع
و أضافت المتحدثة، أنّ هذا الخبز التقليدي الذي لا يفارق المطبخ القبائلي طيلة فصل الربيع، صحي ويمنح الطاقة للجسم، ويعتبر وجبة كاملة،  حيث يمكن تناوله في موعد الغداء و يجعل المرء يشعر بالشبع دون تناول وجبة أخرى،  مشيرة إلى أن «أغروم لحوال» ، بالإضافة إلى مذاقه الذي لا يقاوم ورائحته الطيبة، فهو يجمع  شمل العائلة، حيث يجتمع جميع أفراد الأسرة حول طاولة واحدة، لتناوله و لا يستغني عنه أي فرد في مختلف قرى و مداشر تيزي وزو، خاصة في المناطق الجبلية المعروفة بتنوع وكثرة هذه النباتات.
و يتم الاحتفاء بقدوم فصل الربيع، أو ما يسمى ب «أمقار تفسوث» في تيزي وزو، بإعداد النساء لعدة أنواع وأشكال من «أغروم لحوال» وجلبه إلى الحقول والمروج الخضراء ليتناول منه جميع سكان القرية.
وهناك ربات بيوت يحرصن على تحضيره مباشرة بين أحضان الطبيعة، حتى تتعلم الفتيات الصغيرات صنعه ، وبالتالي يساهمن في الحفاظ على هذا الموروث التقليدي وضمان استمراريته.         
             سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى