الشعبانية مناسبة لمساعدة الفقراء  و المعوزين
أحيا مريدو الطريقة العيساوية الأصيلة بمدينة قسنطينة ليلة أول أمس الخميس في أجواء روحانية واحتفالية،  ما يعرف بالشعبانية التي توافق الجمعة الأخيرة من شهر شعبان، تمسكا بعادات السلف الصالح لحاملي «الحزب» الذي توارثته الأجيال،  وفق منهج حافظت عليه العائلات التي تحرص على إحياء المناسبة التي تسبق شهر رمضان، بهدف مساعدة فقراء المدينة .
أحد القائمين على المناسبة، أوضح للنصر « إن ما نقوم به في عيساوة بمثابة قفة رمضان اليوم، لكن في سرية تامة، دون أن يعلم المستهدفون من العملية بمن قدم لهم المساعدة ، حفاظا على كرامتهم، ومساهمة من مريدي ومحبي الطريقة في أن يصوم الفقراء رمضان في أجواء من الراحة والفرحة، و الحفل هذا بمثابة لقاء سنوي يختم حملة جمع المساعدات و يعيد ربط خيوط التواصل بين مريدي ومحبي الطريقة الذين يساهمون في إدخال الفرحة  على إخوانهم من محدودي الدخل، لأن المريدون فيها يسمون إخوانا ، ومن حقهم عليهم أن يساعدوهم في مثل هذه الأيام المباركة»، و أشار المتحدث بأنه بعد إقامة هذا الحفل السنوي، ما يبقى من أموال توزع على هذه الفئة، بغض النظر عن انتماءاتها.
حضور من عنابة و قالمة و سوق أهراس
 قال لنا من تحدّثنا إليهم خلال الاحتفالية بأن شعبانية هذه السنة شاركت فيها طرق عيساوة من عنابة و قالمة وسوق أهراس، وهم بدورهم لهم دور في الحفل ليقدم كل وفد ولاية «ورده» و»حزبه» مع المجموعة أو فرديا، في انتظار الأداء الجماعي.
الاحتفالية احتضنتها قاعة حفلات درب الحوزي بمنطقة محطة المسافرين الغربية،و عاش من حضرها أجواء روحانية زينتها أصوات شجية تفاعلوا معها و انغمسوا في ذكر جماعي وتسبيح و قراءة للقرآن، في حين تفاعلت معها العائلة التي كانت تتابع أجواء الشعبانية من شرفة القاعة بالزغاريد، وهو ما تجاوب معه الحضور بتحريك و تمايل الرؤوس و الاندماج التام مع  أوراد وأحزاب الطريقة العيساوية.
و علمنا بأن إخوانا من بقية الطرق الصوفية ، على غرار الرحمانية والقادرية شاركوا في إحياء الشعبانية ، ليختم كل ذلك بالتسبيح و الدعاء للحضور و الأجداد و الأسلاف بالرحمة والمغفرة والتلاحم والتآزر بين أبناء الوطن، و تخللت الاحتفالية وجبة عشاء تقليدية تتكون أساسا من كسكسي بالعصبان، إلى جانب توزيع حلويات خلال السهرة.
على أن تنطلق عملية توزيع الإعانات في الأيام المتبقية من شعبان أي قبل رمضان ، على من يحتاجها من    الأموال التي تم جمعها تضامنا بين مريدي الطريقة ومحبيها،  كل حسب استطاعته، و بذلك يتحقق الهدف من الشعبانية و يتمثل أساسا في تجديد أواصر التكافل و التلاحم بجمع مريديها سنويا، في أجواء روحانية تنقي القلوب وتسمو بالروح، تمهيدا لصيام وقيام رمضان.   ص/ رضوان     

الرجوع إلى الأعلى