أكد علي كيلار، قائد فرقة الفِرْدوس للإنشاد  أن المسلمين  بإسبانيا مازالوا ، متمسكين بتعاليم  الدِّين الاسلامي   وأن الأحفاد بغرناطة وقادشْ وغيرها من مدن جنُوب هذا البلد الأوربي يعيشون الإسلام، وروحانيته،  في شهر رمضان الكريم في سلامٍ وحريّة  .
 على هامش مشاركة فرقة «الفردوس» للإنشاد بالمهرجان الدُّولي لهذا النوع من الموسيقى، بقسنطينة المقام مؤخرا،  كانت للنصر دردشة مع علي كيلار أحد أعمدة الفرقة الإسبانية ،    ذي الأصول الإنجليزية والساكن بمدينة قصر الحمراء، سألناه عن ممارسة المسلمين بهذا البلد الأوربي للشعائر الدينية الإسلامية، وسط بيئة مسيحية خالصة، وردَّ أن ذلك يتمُّ بكل حرية دون ضغوط أو اعتراض، فإسبانيا، حسبه، بلد يحترم الحريات الفردية والعامة ولا يضطهد الإثنيات الأخرى  .
أما عن صيام رمضان وقيام الليل، فأشار علي كيلار إلى اختلاف كبير في رمضان بغرناطة وإسبانيا عموما، والبلدان العربية المسلمة، فمسلمو هذا البلد يرفعون من درجة التعبد والتصوف خلال الشهر الكريم، مبديا ملاحظة في سياق مغاير، وهي أنَّ المحلات والمشاغل تفتح على حدِّ تعبيره بشكل عادي، ويمارس الناس نشاطهم اليومي من الصباح الباكر إلى المساء،  على عكس  حال  البلاد العربية، حيث يميل الصائمون للنوم وأخذ عطلة غير معلنة  و التكاسل، إلى جانب السلوكات السلبية كالنرفزة والتخاصم لأتفه الأسباب.
واعتبر محدثنا يوميات المسلمين في أوربا، عامة، وغرناطة بإسبانيا، عادية، وتتسم ليلا بالحيوية أيضا والروحانية من خلال أداء الصلوات وصلاة التراويح، في السهرة، ثمَّ الالتقاء في شوارع المدينة الجميلة للسَّمرِ.
كما قال علي كيلار أنَّ المناسبة تعدُّ موعدا فريدا لتلاقي المسلمين والاختلاط مع الجاليات الأخرى المسلمة من بلدان عديدةٍ ، وكل أصْقاعِ العالم، وهذا للحديث عن الحياة اليومية والهموم المشتركة وتقاسم الأفكار والطموحات  ، خاصة وأن غرناطة مدينة  تضمُّ  مسلمين كثر  من إسبانيا والمغرب والجزائر.
 وإضافة إلى الإقبال على فرقة «الفرودس» للإنشاد من إسبانيا، قال محدثنا أن الطلب على هذا النوع من الفن يزداد   من الدول العربية والإسلامية في رمضان   للاستمتاع بلحظات صوفية وتصفية الذهن بموسيقى المجموعة،   كما تكثر الحفلات في شهر رمضان المعظم، تبعا لطبيعة الموعد، حيث يفضل الكثيرون الابتعاد عن الموسيقى الصاخبة، والإنصات أكثر لموسيقى عذبة وكلاسيكية، و  روحانية  ، حسبه.
وتصنع الفرقة الغرناطية مزيجا جميلا من كل الحضارات والقارات والجماعات الإثنية، التي وحَّدها الإسلام، فعلي كيلار إنجليزي من أصول أسكتلندية اجتمع  بكل من ساندرا الإسبانية، وكارلوس من غرناطة، وقارع طبل من فنزويلا، ختاما بمغربي من فاس، لتكون النقطة المشتركة بينهم الالتقاء في مدينة قصر الحمراء، وتشارك تعاليم  دين واحد   يدعو للسلام، وهي الرسالة التي تحرص الفرقة على بثِّها لأركان العالم الأربعة وفق ما أكده محدثنا.               فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى